المقدمة
1.الحمد لله العزيز الجبار ، الرحيم الغفار ، مكور الليل على النهار ، تذكرة لأولي القلوب والأبصار ، وتبصرة لذوى الألباب والأعتبار ، الذي خلق الجنة وجعلها للمؤمنين خير الدار , وجعل موعد الكافرين النار ، ووفقنا للدأب في طاعته ، والتأهب لدار القرار ، والحذر مما يسخط ربنا او يوجب دار البوار ، وان نحافظ على ذلك مع تغاير الأحوال والأطوار . وأحمد الله ربي من الحمد اجزله وأزكاه ، وأشمله وأنماه . واشهد أن لا إله إلا الله الحكيم الكريم ، والرؤوف العليم ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله ، وحبيبه وخليله ، الهادى إلي الصراط المستقيم ، والداعى إلي الدين القويم . وصلوات الله وسلامه عليه ، وعلى سائر النبيين ، و الصالحين ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين وبعد:
2. اعلم اخي القارئ أن الله تعالى خلق الإنسان على وجه لا يمكنه أن يعيش وحده كسائر الحيوانات بل يضطر إلى الاجتماع بغيره حتى يحصل على الهيئة الاجتماعية التي يتوقف عليها المطعم والملبس والى غير ذلك من الاحتياجات , فإنهما موقوفان على مقدمات كثيرة لا يمكن لكل واحد القيام بجميعها وحده. فإن الشخص الواحد كيف يتولى الحراثة فإنها موقوفة على آلاتها وآلاتها تحتاج إلى النجار والنجار يحتاج إلى الحداد وكيف يقوم بأمر الملبوس وهو موقوف على الحراثة والحلج والندف والغزل والنسج وتهيئة آلاتها فاقتضت الحكمة الإلهية الهيئة الاجتماعية وألهم الله سبحانه وتعالى كل واحد منهم القيام بأمر من تلك الاعمال وعند حصولها كلها تتم الهيئة الاجتماعية ومتى فقد شيء من ذلك فقد اختلت الهيئة الاجتماعية كالبدن إذا فقد بعض أعضائه فيتوقف نظام معيشة الإنسان.لذلك تشكلت المجتمعات الانسانية على شكل قرى ومدن مؤتلفة ومتعاونة في انجاز الاعمال الحياتية للانسان .ففي هذا لجز من دراستناسنتناول جزءا مهما من اجزاء مدينة الشرقتط العراقية
ومن الاامثلة التي تضرب في بيان ان المدن التي يشاع فيها عبادة الله بحسب ما امرنا بها والامر بالمعروف والنهي عن المنكر واجراء العدل وعدم طاعة اهل المعاصي فقد مرّ النبي عيسى عليه السلام على قرية، فوجد كل من فيها أمواتا، وهم مطروحون على وجوههم في الأزقّة، فتعجّب عيسى عليه السلام من ذلك، وقال: يا معشر الحواريين، ان هؤلاء القوم قد ماتوا على سخط وغضب، ولو ماتوا على رضا من الله، لدفن بعضهم بعضا. فقالوا: يا روح الله، وددنا أن نعرف قضيّتهم وخبرهم. قال: فسأل الله عز وجل في ذلك، فأوحى الله اليه: اذا كان الليل نادهم، فانهم يجيبونك.
فلما كان من الليل، صعد عيسى على شرف ونادى: يا أهل القرية، فأجابه مجيب من بينهم: لبيّك يا روح الله، فقال: ما قضيتكم, وما خبركم؟ فقال: يا روح الله، بتنا في عافية، وأصبحنا في هاوية. قال: ولم ذلك؟ قال: لحبنا في الدنيا، وطاعة لأهل المعاصي، ولم نأمر بالمعروف، ولم ننه عن المنكر. فقال له عيسى عليه السلام: كيف كان حبكم للدنيا؟ قال: كحبّ الصبي لأمه؛ اذا أقبلت فرحنا، واذا أدبرت جزنّا وبكينا. فقال له عيسى عليه السلام: يا هذا: ما بال أصحابك لم يجيبوني؟ قال: انهم ملجمون بلجام من النار بأيدي ملائكة غلاظ شداد. قال: وكيف أجبتني أنت من بينهم؟ قال: اني كنت فيهم، ولم أكن منهم، فلما نزل بهم العذاب لحقني معهم، فأنا الآن معلّق على شفير جهنّم، لا أدري: أنجو منها، أم أكبّ فيها.
أعاذنا الله
3.يسعدني ان اتشرف بكتابة الجزء الثالث من تاريخ مدينة الشرقاط العظيمة هذه المدينة التي تستمد عظمتها من عظمة اهلها السابقون من الاشوريين او من سبقهم او من هم اهلها حاليا وايضا
اهم المعالم التاريخية في مدينة الشرقاط
4.في مدينة الشرقاط العديد من المعالم التاريخة المهمة ونذكر منها مايلي :
أ.قلعة اشور التاريخية
ليس الاشوريون هم اول من سكن مدينة اشور بل يعود تاريخها الى عصور ما قبل التاريخ اذ عثر فيها على حافة النهر جنوب معبد اشور على نماذج مادية وبقايا من اللبن المشوي المحدب الذي يعود الى عصر العبيد (الالف الرابع ق م )كما عثر المنقبون الالمان على اثار قرية صغيرة تعود الى فترة احدث من العبيد لكنها اقدم بكثير من العصور الاشورية وما ان عرف الانسان الكتابة وبدات العصور التاريخية حتى تحولت اشور من قرية صغيرة الى مستوطن سومري وقد عثر المنقبون الالمان على اثار مهمة تعود للفترة السومرية منها اصنام وتماثيل من عصر فجر السلالات (منتصف الالف الثالث ق م)ونزح الاشوريون من جزيرة العرب بعد ان انفردوا عن اخوانهم الاكديين نحو الشرق حتى استقروا على ضفاف دجلة واستولوا على تلك المدينة السومرية وجعلوها مقرا لعملياتهم العسكرية وبدا نفوذهم يزداد توسعا حتى استولوا على المناطق المجاورة لتلك المدينة وكونوا دولتهم العظيمة المستقلة وفي زمن ملكها القوي شمشي ادد الاول (1753-1721ق م)تمكنت من بسط نفوذها على ضفاف الفرات وخضعت لها مدينة ماري الواقعة بالقرب من مدينة (البوكمال )السورية غير ان النفوذ الاشوري لم يدم طويلا وذلك بسبب ضعف الملوك الاشوريين المتاخريين فكان ان وقعت اشور تحت سيطرة دولة بابل الاولى في زمن ملكها القوي حمورابي وذلك في السنة الحادية والثلاثين من حكمه وبضم اشور الى الحكم البابلي خضعت لحكمهم جميع المدن السومرية وبقيت اشور تحت النفوذ البابلي حتى القرن الخامس عشر ق0م .
عصر الازدهار
ازدهرت اشور مرتين اولاهما في زمن ملكها ايلوشوما ومن بعده زمن شم شادد الاول (1748-1715ق م)الذي امتد نفوذه الى اعالي الفرات والى بلاد اكد وازدهرت اشور ثانية في زمن ملكها القوي سرجون الاشوري عندما تحولت الدولة الاشورية من مملكة الى امبراطورية مترامية الاطراف تضم ارمينيا فقد انطلق سرجون من اشور الى مملكة ارمينيا واخضعها لحكمه وعاد الى مدينته بالاسرى والغنائم ومن اشور ايضا انطلق سنحاريب الى مملكة يهوذا في فلسطين فاسقطها عائدا بالاسرى والغنائم ايضا وقد نالت اشور حتى انتقال مركز الحكم عنها اهتماما خاصا من الناحية العمرانية خاصة في عهد الملك شلمنصر الثالث الذي شملت تجديداته عموم اشور كالاسوار والبوابات وخاصة البوابة التايبرو (بوابة كوركوري )والبرج المدرج( الزقورة )كما جدد بعده سنحاريب (704 -681 ق م الاسوار وبنى السور الواطئ في اشوروالغى الخندق الاشوري كما بنى معبدا وقصرا
بعد ان هجرها اهلها عام (614 ق م ) اصابها الخراب واستوطنت في العصر البابلي الحديث وفي الفترة الاخمينية اذ عثر على لقى اثرية تشير الى ذلك كما اصبحت اشور في الفترة الهلنستية وبالذات في الفترة الغرثية احد مراكز الحكم وقد شيد فيها انذاك (قصرالاواويين الاربعة ) وما تزال اطلاله شاخصة وهو قصر عظيم له ملحقات تضم مخازن للمؤن ومساكن للخدم وماوى للماشية كما سكنها العرب المسلمون ايام الخلافة العباسية وجعلوها مركزا تجاريا وقد عثر على مسكوكة ذهبية باسم الخليفة المستنصر بالله العباسي وجعلوا زقورتها مرقبا عسكريا ومئذنة ينادون من فوقها للصلاة كما سكنت المدينة في العصور الاسلامية التالية حتى القرن التاسع عشر الميلادي حيث بنيت فيها مبان مايزال بعضها قائما ومنها القصر المعروف بقصر فرحان والزقورة ومعبد اشور والمقبرة الملكية وبوابة تابيرو.
ب.سايلو الشرقاط او صومعة الشرقاط (مخزن القمح ):
وهو احد اهم المخازن الستراتيجية في الشرق الاوسط وذلك لسعة حجمه وطاقته التخزينية الكبيرة وقدرته على الخزن لسنوات طويلة ,حيث تدور الحبوب وتعالج من قبل شعبة المختبر (السيطرة النوعية )بشكل دوري مع استخدام المبيدات بالاضافة الى تهوية الحبوب ويعود الى وزارة التجارة /الشركة العامة لتجارة الحبوب والذي يغذي مطاحن الشركة العامة لتصنيع الحبوب بمادة الحنطة بنوعيها المحلي والمستورد ولغرض طحنها وتوزيعها حسب البطاقة التموينية , ويقع في الجزء الشمالي من المدينة وتحديدا في قرية الخضرانية ,
الطاقة التخزينية
يتسع السايلو الى تخزين (145000)مائة وخمسة واربعون الف طن من ماد الحنطة ولسنوات طويلة
الشركات التي انجزت المشروع
قامت عدة شكات هندية متخصصة بالاعمال الهندسية وباشراف من قبل شركة المانية بانجاز المشروع سنة 1982م
اهم الفعاليات في السايلو
استلام الحبوب من المزارعين بموجب كتاب صادر عن دائرة الزراعة
فحص الحنطة وبيان درجة صلاحيتها
خزنها في السايلو عن طريق قسم السيطرة والتشغيل
قسم السيطرة والتشغيل
وتتكون بناية السيطرة والتشغيل من ستة طوابق وفيها منظومة التحويل والخزن لنقل الحبوب بواسطة لوحات تحكم الكترونية بحيث يتم خزن كل نوع من الحبوب في خزانات خاصة وباشراف المهندسين والفنيين.
المعوقات
يحتاج السايلو الى صيانة عامة بسسب العمل المتواصل وكذلك حاة ته الى مشروع ماء لغرض تغطية حاجة السايلو من المياه .
قرية الخصم
5.وهي احدى اهم القرى الكبيرة في قضاء الشرقاط وتقع في الجزء الجنوبي للمدينة , وجميع سكانها من قبيلة الجبور من فخذ الحوري تقريبا ويتصف ابناء قرية الخصم بالشجاعة والكرم وطيبة النفس حتى اصبح مثلا يضرب في مدينة الشرقاط عن الشخص الذي يتصف بنفسه الطيبة بانه( حوري )الاصل ,وتقدر عدد البيوت في قرية الخصم باكثر من (2000)بيت وهي من القرى المهمة في المدينة لانها انجبت الكثير من الرجال الافذاذ وفي كافة المجالات, مما يجب ذكرهم من خلال دراستنا هذه وكان الشيخ خلف الفرج من اهم الرجال الذين برزوا في قرية الخصم في فترة بداية الحكم الجمهوري في العراق .وهو من الاوائل الذين اهتموا ببناء المدينة في فترة بداية الحكم الوطني العراقي سنة 1921م وما تلاها ,
من طرائف قرية الخصم
6.لقد برزت العديد من الطرائف في قرية الخصم ومنها مايلي
أ.يروى لنا ان احد الشيوخ في قرية الخصم في عقد الثلاثينات من القرن الماضي كان معروفا عنه بالشجاعة والكرم والصبر واحترام المرأة وحزمه في اتخاذ القرارات الشجاعة وقد أتت إليه إحدى النساء من العشيرة التي يرأسها هو وأخذت تعاتبه بصوت مرتفع وتتهجم عليه وتشتمه بسبب حكمه على احد أبنائها نتيجة ارتكاب الابن مخالفة لقوانين العشيرة لكون الشيخ يعتبر حاكما على جميع افرد القرية وكان الشيخ يحلق ذقنه من الجهة اليمنى حتى أكمل حلاقة تلك الجهة والمرأة تتهجم عليه ثم نقل ماكنة الحلاقة الى الجهة اليسرى من وجهه وقال لها( وماذابعد) ثم اكملت هي شتائمها واكمل هو حلاقة ذقنه رحمه الله صابرا على المراة وكظم غيضه وعفا عن المراة التي اعتذرت اليه بعد مارات منه من شجاعة وصبر رحمهم الله الجميع .
ب. جوة الفراش
وهذا مثل عرف في قضاء الشرقاط وفي الخصوص قرية الخصم و يعني ( ان القضية المتخاصم عليها اغلقت واصبحت تحت الفراش) وهذا المثل اطلق على احكام احد شيوخ قرية الخصم نتيجة لرحمته وتعاطفه مع المدانين و نتيجة لرقة قلبه وتسامحه مع الجميع , ولانه كان عندما يكون احد ابناء القرية في موضع خصومة مع شخص اخر وان الحق لابن قريته في الخصومة فانه يتنازل عن حقه تكريما لاهل الشرقاط او الضيوف من الحاضرين للمشاركة في حل الخصومة والتي( تسمى الفصل )وتستخدم هذه الطريقة في انهاء النزاع او الخصومة بين المتخاصمين بما يمثل محكمة تصدر منها الاحكام التي يتبنى افراد العشيرة تنفيذ هذه الاحكام ,
ج. (الحويدة )
أطلق هذا المثل في أحداث سنة ( 2003م) وما تلاها من سنوات , حيث قام احد شيوخ القرية بتشبيه الاوضاع التي كان يعيشها ابناء القضاء بداها بالقريه في ظل الاحتلال و اثناء وجود القوات الاجنبية في العراق و نتيجة الانفجارات والاخطار الاخرى ويضاف الى كل ذلك الكد في المعيشة والمثابرة للحصول على لقمة العيش لافراد العائلة وهذا تصوير دقيق ومبسط لما يجري في العراق في تلك الفترة بانها اشبه بمطاردة تجري من قبل أشخاص عديدون بحيث لا يعلم المطارَد من هو الذي يطارده او من أي جهة تاتي المطاردة , وبهذا عندما تسال احد الشباب من القرية وتقول له كيف حالكم يقول لك (نحن في الحويدة) أي نحن في حالة مطاردة مستمرة في الحياة اليومية للمواطن العراقي ان ذاك ,
اعلام قرية الخصم
7.لقد برز في النصف الثاني من القرن العشرين كثير من الرجال في قرية الخصم الذين طرزت اسمائهم ذرى التاريخ ونذكر منهم ما يلي مع الاعتراف بان هناك رجال كثيرون غيرهم قد لا يسمح لنا الوقت لذكرهم جميعهم في هذا الجزء وعلى ان لا ننسى الشيخ خلف الفرج والاستاذ المحامي طلب الشلاش والحاج ابراهيم عبد الحميد ونذكر منهم مايلي .
الشيخ دخيل الفرج
وهو احد الرجال البارزين في قضاء الشرقاط الذين حكموا قرية الخصم وهو ينحدر من احد العوائل الكريمة من قبيلة الجبور ومن عشيرة الحوري في الشرقاط والتي سكنت قرية الخصم منذ البداية وتميزت بالعادات والتقاليد العربية الاصيلة ، شأنها شأن العوائل العراقية الاخرى و برز من هذه العوائل الكريمه الشيخ الفاضل دخيل الفرج الذي وهبه الله الكثير من السمات الرفيعة ، مثل التسامح والشهامة والرجولة والذكاء والهيبة والجاه ,وكان من دهاة الرجال وله فراسة حادة , اضافة الى حنكته في قضايا الفصل العشائري ، وقام بترجمة هذه السمات الى أفعال حقيقية لخدمة اهالي الشرقاط ، حيث يقوم كثير من الشيوخ في المنطقة باستشارته والاخذ بمشورته والاحتكام لنصائحه ، وقد الهمه الله السبل لتحقيق غايات الاخرين وفض النزاعات واصلاح ذات البين ، فذاع صيته في المنطقة ، لما قام به من دور ريادي لفض النزاعات والمشاكل التي كانت تعرض عليه ، وخاصة المشكلة التي حصلت بين عشيرة الجميلة وعشيرة الصجري وكان شيخهم ان ذاك هو الشيخ صوين رحمه الله , حيث قام الشيخ بفض النزاع حتى قال الشيخ عبود الدوخي قصيدة اذكر لكم بيتا منها لوصف الحالة فيقول :
تاينام القلبه ذليل محد يخلي لامته ياصوين مايقبل دخيل
والتي من خلالها حظي باحترام وتقدير كافة ابناء الشرقاط جميعا وخاصة من ابناء غشيرة الجميلة , وحتى وفاته مرورا بابنائه ويتمتع الشيخ بعلاقات واسعة مع معظم شيوخ العشائر في العراق مثل العشائر الكردية وشيوخ الوسط والجنوب , لقدقام الشيخ بدور حيوي وريادي لتثبيت هوية مدينة الموصل وترسيخ قوميتها العربية اسوة باقرانه من شيوخ الشرقاط ، وكان احد الدعاة والمنادين بوحدة العراق والتأكيد على عروبته وخاصة أبان تاسيس الحكومة العراقية بعد سنة 1958م مع الشيخ عبو العميري اللهيبي والشيخ سميط العويد و والشيخ محيميد الزويد و والشيخ محسن المرير و الشيخ زيدان الخلف و الشيخ عبيد الطابور و الشيخ المسمار و الشيخ حسين الحمادي و حسن الاسماعيل وسليمان محمد الاسعد ومحمد الشحاذة وغيرهم ، وهم زاملوه فترة حياته الاولى اضافة الى عبدالله الروضان وفرج السبهان وصابر محيميد الزويد وعبدالحميد الحاج ابراهيم وحميد العابد وصالح الملا منصور وحسين علي اللجي ومحمد النجم وحمد الاسماعيل ومنديل العبدالله وغيرهم .
الشيخ سبهان الخلف الفرج
، وهو احد الرجال البارزين في مدينة الشرقاط واحد الشيوخ في عشيرة الجبور في النصف الاول من القرن العشرين اتصف بالصبر والكرم وقوة الشخصية وقام باعمال كبيرة في ترسيخ وحدة العشائر في مدينة الشرقاط وكان يحظى باحترام جميع ابناء المدينة وقد قام بدور ريادي لفض النزاعات والمشاكل التي كانت تعرض عليه ، والتي من خلالها حظي باحترام وتقدير ابناء مجتمعه منذ شبابه وحتى وفاته , وقد كانت له علاقات كثيرة مع شيوخ الجنوب والوسط والفرات الاوسط ، اضافة الى شيوخ الشمال والمنطقة الغربية وحقق ما يصبوا اليه خلال فترة قصيرة ، واصبح قريبا الى نفوس وقلوب شيوخ العشائر وحظي بتقدير واحترام الجميع ، وهذا ما ورد على لسان الكثير من اصدقائه من كافة العشائر من آل سعدون وبيت بدر الرميض وبلاسم الياسين وآل العريبي والسادة في النجف وكربلاء والحلة والبو محمد والغضبان البنية وبني ربيعة غيرهم في الجنوب ، والعلي السليمان والخربيط والبو ريشة والكعود والشرجي في الغربية ، وفي الوسط الخيزران والفياض والمهيدي والصالح العلي والزركة والعلي الريم في سامراء والبوناصر في تكريت وغيرهم ، وانتهاء بمثلهم في الشمال امثال : شيوخ طي والعبيد والعكيدات والجميلة والجيسات وشمر والصايح والمهيريين والسبعاويين والجغايفة والاعافرة وخفاجة والجواعنة والبكارة والبو بدران . ووجهاء وشيوخ الموصل آل توحلة وآل حديد وآل كشمولة والسناجرة والجحيش وأغوات باب البيض والشيخ سلمان العزير . والشيخ احمد الطه . وشيوخ الحديديين الشيخ محمد والشيخ مصطفى الورشان والشيخ عبدالواحد محمد صالح وشيوخ الجبورمن الافخاذ الاخرى والجاموس عامة وشيوخ العبدربه وشيوخ وأغوات العشائر الكردية ، حيث كان للشيخ علاقات واسعة ومتينة مع العشائر الكردية ..لقد قام الشيخ اضافة الى شيوخ الموصل آنذاك بدور بارز لتثبيت هوية مدينة الموصل وترسيخ قوميتها العربية ، وكان من الدعاة لوحدة العراق والتأكيد على عروبته ,
الشيخ عبدالله الروضان الدخيل
انتخب عضوا في المجلس الوطني العراقي سنة 1991م اتصف بالكرم والشجاعة و لقدقام الشيخ بدور كبير لتثبيت هوية مدينة الموصل العربية ، وكان من احد من الدعاة الى وحدة العراق والتأكيد على عروبته وخاصة أبان عهدالرئيس عبدالكريم قاسم مع الشيخ عبو العميري اللهيبي والشيخ سميط العويد و والشيخ محيميد الزويد و والشيخ محسن المرير و الشيخ زيدان الخلف و الشيخ عبيد الطابور و الشيخ المسمار و الشيخ حسين الحمادي و حسن الاسماعيل وسليمان محمد الاسعد ومحمد الشحاذة وغيرهم ، وهم زاملوه فترة حياته الاولى اضافة الى فرج السبهان وصابر محيميد الزويد وعبدالحميد الحاج ابراهيم وحميد العابد وصالح الملا منصور وحسين علي اللجي ومحمد النجم وحمد الاسماعيل ومنديل العبدالله وغيرهم .
الشيخ فياض حبيب العلاوي
وهو احد الرجال الذين برزوا في قرية الخصم وكان يوصينا 1943مفكان بعيدا كل البعد عن الخرافات والأوهام التي كان لها دور عظيم في عصره، إذ عاش ابو كريم في فترة صعبة كانت الأمة العربية والإسلامية تعاني فيها من الخرافات والشعوذة، وتعاني من حالة تفكك وتمزق يرثى لها.
وكان يفند هذه العمال دائما بقوله إن جذوة الإيمان إذا توقدت في القلوب أنارت البصائر، وأحيت الضمائر، وزكت النفوس وهذبتها ، واستقامت بها الجوارح على نهج خالقها، وعندئذٍ يتحول الإنسان إلى طود شامخ , لا تزلزله الشهوات الآثمة، ولا تغريه النزوات المحرمة، ولا تعبث به المصائب مهما اشتدت، ولا تعصف به النوائب مهما عظمت ؛ ذلك لأنه آمن بالله وتوكل عليه ووثق به وتوجه إليه .وكان يوصينا ايضا بالصدق ويقول إن الصدق في الاسلام يورث صاحبه هداية وسداداً يعصم بها دينه ونفسه.وايضا كان يذكرنا بسورة الشرح من القران الكريم ويشدد على قوله تعالى ( الم نشرح لك صدرك ,ووضعنا عنك وزرك ,الذي انقض ظهرك ,فان مع العسر يسرا , ان مع العسر يسرا ) من الوصايا التي كان يوصينا بها هي إن الإنسان إذا لم يصيب النجاح بحياته في أول مرة فليدرس الأسباب التي ادت به الى عدم النجاح ويصلح تلك الاسباب ثم يعيد تجربته، فإن هذا هو السبيل إلى النجاح الاكيد
كان يردد ابيات من الشعر يقول فيها:
ما اعتذاري وأمر ربي عصيت حين تبدي صحائفي ما أتيت
ما اعتذاري اذا وقفت ذليلا قد نهاني ما أراني انتهيت
يا غنيا عن العباد جميعا وعليما بكل ما قد سعيت
ليس لي حجة ولا لي عذر فاعف عن زلتي وما قد جنيت
الشيخ حمد اسماعيل الدخيل
وهو احد شيوخ عشيرة الجبور في الشرقاط وقام بدور بارز في تثبيت اللحمة العشائرية في قضاء الشرقاط وذلك لعظمة صبره وطيبة قلبه وبساطته انه متفائل جدا و سريع البديهة وهو صاحب نكتة ولا تفارقه الابتسامة
الخاتمة
مما تقدم تبين لكم إني قد جمعت في هذه الدراسة ما وقع لي اوعرفته اوسمعت به وشاهدته من لطايف صنع الله تعالى وعجايب حكمته المودعة في بلاده وعباده واود ان اؤكد على الأمر بالإحسان والبرّ والتّقى والنهى عن الطّغيان والشرّ والأذى ومن انتفع بدراستي هذه وذكرني بالخير ادعو له الله سبحان ان يجعله من الأبرار ويرفع درجاته في عقبى الدار.
وأسأل الله تعالى العفو عما طغى به القلم أو هم أو سها بذلك أو لم ,إنه على كل شيء قدير وبالإجابة جدير. وبماقدمنا من شروحات لا بد منها لحصول تمام الغرض والله الموفق للصواب وإليه المرجع والمآب ,
واود ان انشد لكم هذه الابيات التي تذكرنا بربنا وديننا الاسلامي وزادنا من تقوى اله عز وجل
ذكر الوعيد فطرفه لا يهجع وجفا الرّقاد فبان عنه المضجع
متفرّدا بغليله يشكو الذي منه الجوانح والحشا يتوجع
لما تيقّن صدق الآيات صار الى الانابة يسرع
فجفا الأحبّة في محبّة ربّه وسما اليه بهمّة ما يقلع
وتمتعت بوداده أعضاؤه اذ خصّها منه بودّ ينفع
كم في الظلام له اذا نام الورى من زفرة في اثرها يتوجّع
ويقول في دعواته يا سيدي العين يسعدها دموع رجع
اني فزعت اليك فارحم عبرتي واليك من ذلّ الخطيئة أفزع
من ذا سواك يجيرني من ذلتي يا من لعزته أذلّ وأخضع
فامنن عليّ بتوبة أحيا بها اني بما اجترمت يداي مروّع
قل التصبّر عنك يا من حبّه في الجارحات سقامه يتسرّع
كيف اصطبار متيّم في حبّه قدما لكاسات الهوى يتجرّع
لاحت وعن صدق المحبة ما بدت للناظرين نجوم ليل تطلع
ما الفوز الا في محبّة سيده فيها المحبّ اذا تواضع يرفع
اللهم العز لك والجلال لكبريائك والعظمة لثنائك والدوام لبقائك يا قديم الذات ومفيض الخيرات. أنت الأول لا شيء قبلك وأنت الآخر لا شيء بعدك وأنت الفرد لا شريك لك يا واهب العقول وجاعل النور والظلمات منك الابتداء وإليك الانتهاء وبقدرتك تكونت الأشياء وبإرادتك قامت الأرض والسموات أفض علينا أنوار معرفتك وطهر نفوسنا عن كدورات معصيتك وألهمنا موجبات رحمتك ومغفرتك ووفقنا لما تحب وترضى من الخيرات والسعادات وصل على ذوي الأنفس الطاهرات والمعجزات الباهرات خصوصاً على سيد المرسلين وإمام المتقين وقائد الغر المحجلين محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم أفضل الصلوات وعلى آله وأصحابه الطيبين والطيبات وعلى الذين اتبعوهم بإحسان من أهل السنة والجماعات.
و الحمد لله الذي اخترع الأشياء بلطيف قدرته، وبديع صنعته، فأحسن فيما اخترع، وأبدع الموجودات على غير مثال، فلا شريك له فيما ابتدع، ألف بين اللطيف والكثيف من أعداد آحاد الجوهر وجمع، ليقرّ له بالوحدانية، ويستدلّ على وجود الصانع بما صنع، فالعارفون واقفون تحت مطارف اللطائف بأقبية أبينة التوبة والورع، ليس لقلوبهم مجال في ميدان الكبرياء على أن حماه رحب متسع، فهم ان مالوا الى نيل مطلوبهم، ردّهم قهر الهيبة الى مفاوز الخوف والجزع، وان همّوا بالذهاب عن الباب، عاقهم قيود الغيب، فعز عليهم الرجوع وامتنع. فبينما هم حيارى بين الخوف والجزع، سكارى من شراب اليأس والطمع، اذ بزغ عليهم قمر السعادة من فلك الارادة في جوانب قلوبهم ولمع، وأفيض عليهم من ملابس سنادس الاستيناس والبسط خلع، لكل خلعة علمان من الايمان، ما زيّن بهما بشر، الا ارتفع، رقم العلم الأيمن:{ سبقت لهم منا الحسنى} الأنبياء 101، ورقم العلم الأيسر:{ ولا يحزنهم الفزع} الأنبياء 103، فسبحان من يتوب على الجاني، ويقبل العاصي اذا تاب اليه ورجع.
وأشهد أن لا اله الا الله وحده لا شريك له، شهادة من أقرّ له بالوحدانية، واعترف له بالربوبية والألوهية، ولعز جلاله وجماله قد خضع.
وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، الذي سنّ السنن، وبيّن الفرائض، وشرع الأعياد والجمع، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ما ركد الماء ونبع، وظهر في ميدان سطح السماء نجم وطلع، وسلم تسليما كثيرا.
1.الحمد لله العزيز الجبار ، الرحيم الغفار ، مكور الليل على النهار ، تذكرة لأولي القلوب والأبصار ، وتبصرة لذوى الألباب والأعتبار ، الذي خلق الجنة وجعلها للمؤمنين خير الدار , وجعل موعد الكافرين النار ، ووفقنا للدأب في طاعته ، والتأهب لدار القرار ، والحذر مما يسخط ربنا او يوجب دار البوار ، وان نحافظ على ذلك مع تغاير الأحوال والأطوار . وأحمد الله ربي من الحمد اجزله وأزكاه ، وأشمله وأنماه . واشهد أن لا إله إلا الله الحكيم الكريم ، والرؤوف العليم ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله ، وحبيبه وخليله ، الهادى إلي الصراط المستقيم ، والداعى إلي الدين القويم . وصلوات الله وسلامه عليه ، وعلى سائر النبيين ، و الصالحين ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين وبعد:
2. اعلم اخي القارئ أن الله تعالى خلق الإنسان على وجه لا يمكنه أن يعيش وحده كسائر الحيوانات بل يضطر إلى الاجتماع بغيره حتى يحصل على الهيئة الاجتماعية التي يتوقف عليها المطعم والملبس والى غير ذلك من الاحتياجات , فإنهما موقوفان على مقدمات كثيرة لا يمكن لكل واحد القيام بجميعها وحده. فإن الشخص الواحد كيف يتولى الحراثة فإنها موقوفة على آلاتها وآلاتها تحتاج إلى النجار والنجار يحتاج إلى الحداد وكيف يقوم بأمر الملبوس وهو موقوف على الحراثة والحلج والندف والغزل والنسج وتهيئة آلاتها فاقتضت الحكمة الإلهية الهيئة الاجتماعية وألهم الله سبحانه وتعالى كل واحد منهم القيام بأمر من تلك الاعمال وعند حصولها كلها تتم الهيئة الاجتماعية ومتى فقد شيء من ذلك فقد اختلت الهيئة الاجتماعية كالبدن إذا فقد بعض أعضائه فيتوقف نظام معيشة الإنسان.لذلك تشكلت المجتمعات الانسانية على شكل قرى ومدن مؤتلفة ومتعاونة في انجاز الاعمال الحياتية للانسان .ففي هذا لجز من دراستناسنتناول جزءا مهما من اجزاء مدينة الشرقتط العراقية
ومن الاامثلة التي تضرب في بيان ان المدن التي يشاع فيها عبادة الله بحسب ما امرنا بها والامر بالمعروف والنهي عن المنكر واجراء العدل وعدم طاعة اهل المعاصي فقد مرّ النبي عيسى عليه السلام على قرية، فوجد كل من فيها أمواتا، وهم مطروحون على وجوههم في الأزقّة، فتعجّب عيسى عليه السلام من ذلك، وقال: يا معشر الحواريين، ان هؤلاء القوم قد ماتوا على سخط وغضب، ولو ماتوا على رضا من الله، لدفن بعضهم بعضا. فقالوا: يا روح الله، وددنا أن نعرف قضيّتهم وخبرهم. قال: فسأل الله عز وجل في ذلك، فأوحى الله اليه: اذا كان الليل نادهم، فانهم يجيبونك.
فلما كان من الليل، صعد عيسى على شرف ونادى: يا أهل القرية، فأجابه مجيب من بينهم: لبيّك يا روح الله، فقال: ما قضيتكم, وما خبركم؟ فقال: يا روح الله، بتنا في عافية، وأصبحنا في هاوية. قال: ولم ذلك؟ قال: لحبنا في الدنيا، وطاعة لأهل المعاصي، ولم نأمر بالمعروف، ولم ننه عن المنكر. فقال له عيسى عليه السلام: كيف كان حبكم للدنيا؟ قال: كحبّ الصبي لأمه؛ اذا أقبلت فرحنا، واذا أدبرت جزنّا وبكينا. فقال له عيسى عليه السلام: يا هذا: ما بال أصحابك لم يجيبوني؟ قال: انهم ملجمون بلجام من النار بأيدي ملائكة غلاظ شداد. قال: وكيف أجبتني أنت من بينهم؟ قال: اني كنت فيهم، ولم أكن منهم، فلما نزل بهم العذاب لحقني معهم، فأنا الآن معلّق على شفير جهنّم، لا أدري: أنجو منها، أم أكبّ فيها.
أعاذنا الله
3.يسعدني ان اتشرف بكتابة الجزء الثالث من تاريخ مدينة الشرقاط العظيمة هذه المدينة التي تستمد عظمتها من عظمة اهلها السابقون من الاشوريين او من سبقهم او من هم اهلها حاليا وايضا
اهم المعالم التاريخية في مدينة الشرقاط
4.في مدينة الشرقاط العديد من المعالم التاريخة المهمة ونذكر منها مايلي :
أ.قلعة اشور التاريخية
ليس الاشوريون هم اول من سكن مدينة اشور بل يعود تاريخها الى عصور ما قبل التاريخ اذ عثر فيها على حافة النهر جنوب معبد اشور على نماذج مادية وبقايا من اللبن المشوي المحدب الذي يعود الى عصر العبيد (الالف الرابع ق م )كما عثر المنقبون الالمان على اثار قرية صغيرة تعود الى فترة احدث من العبيد لكنها اقدم بكثير من العصور الاشورية وما ان عرف الانسان الكتابة وبدات العصور التاريخية حتى تحولت اشور من قرية صغيرة الى مستوطن سومري وقد عثر المنقبون الالمان على اثار مهمة تعود للفترة السومرية منها اصنام وتماثيل من عصر فجر السلالات (منتصف الالف الثالث ق م)ونزح الاشوريون من جزيرة العرب بعد ان انفردوا عن اخوانهم الاكديين نحو الشرق حتى استقروا على ضفاف دجلة واستولوا على تلك المدينة السومرية وجعلوها مقرا لعملياتهم العسكرية وبدا نفوذهم يزداد توسعا حتى استولوا على المناطق المجاورة لتلك المدينة وكونوا دولتهم العظيمة المستقلة وفي زمن ملكها القوي شمشي ادد الاول (1753-1721ق م)تمكنت من بسط نفوذها على ضفاف الفرات وخضعت لها مدينة ماري الواقعة بالقرب من مدينة (البوكمال )السورية غير ان النفوذ الاشوري لم يدم طويلا وذلك بسبب ضعف الملوك الاشوريين المتاخريين فكان ان وقعت اشور تحت سيطرة دولة بابل الاولى في زمن ملكها القوي حمورابي وذلك في السنة الحادية والثلاثين من حكمه وبضم اشور الى الحكم البابلي خضعت لحكمهم جميع المدن السومرية وبقيت اشور تحت النفوذ البابلي حتى القرن الخامس عشر ق0م .
عصر الازدهار
ازدهرت اشور مرتين اولاهما في زمن ملكها ايلوشوما ومن بعده زمن شم شادد الاول (1748-1715ق م)الذي امتد نفوذه الى اعالي الفرات والى بلاد اكد وازدهرت اشور ثانية في زمن ملكها القوي سرجون الاشوري عندما تحولت الدولة الاشورية من مملكة الى امبراطورية مترامية الاطراف تضم ارمينيا فقد انطلق سرجون من اشور الى مملكة ارمينيا واخضعها لحكمه وعاد الى مدينته بالاسرى والغنائم ومن اشور ايضا انطلق سنحاريب الى مملكة يهوذا في فلسطين فاسقطها عائدا بالاسرى والغنائم ايضا وقد نالت اشور حتى انتقال مركز الحكم عنها اهتماما خاصا من الناحية العمرانية خاصة في عهد الملك شلمنصر الثالث الذي شملت تجديداته عموم اشور كالاسوار والبوابات وخاصة البوابة التايبرو (بوابة كوركوري )والبرج المدرج( الزقورة )كما جدد بعده سنحاريب (704 -681 ق م الاسوار وبنى السور الواطئ في اشوروالغى الخندق الاشوري كما بنى معبدا وقصرا
بعد ان هجرها اهلها عام (614 ق م ) اصابها الخراب واستوطنت في العصر البابلي الحديث وفي الفترة الاخمينية اذ عثر على لقى اثرية تشير الى ذلك كما اصبحت اشور في الفترة الهلنستية وبالذات في الفترة الغرثية احد مراكز الحكم وقد شيد فيها انذاك (قصرالاواويين الاربعة ) وما تزال اطلاله شاخصة وهو قصر عظيم له ملحقات تضم مخازن للمؤن ومساكن للخدم وماوى للماشية كما سكنها العرب المسلمون ايام الخلافة العباسية وجعلوها مركزا تجاريا وقد عثر على مسكوكة ذهبية باسم الخليفة المستنصر بالله العباسي وجعلوا زقورتها مرقبا عسكريا ومئذنة ينادون من فوقها للصلاة كما سكنت المدينة في العصور الاسلامية التالية حتى القرن التاسع عشر الميلادي حيث بنيت فيها مبان مايزال بعضها قائما ومنها القصر المعروف بقصر فرحان والزقورة ومعبد اشور والمقبرة الملكية وبوابة تابيرو.
ب.سايلو الشرقاط او صومعة الشرقاط (مخزن القمح ):
وهو احد اهم المخازن الستراتيجية في الشرق الاوسط وذلك لسعة حجمه وطاقته التخزينية الكبيرة وقدرته على الخزن لسنوات طويلة ,حيث تدور الحبوب وتعالج من قبل شعبة المختبر (السيطرة النوعية )بشكل دوري مع استخدام المبيدات بالاضافة الى تهوية الحبوب ويعود الى وزارة التجارة /الشركة العامة لتجارة الحبوب والذي يغذي مطاحن الشركة العامة لتصنيع الحبوب بمادة الحنطة بنوعيها المحلي والمستورد ولغرض طحنها وتوزيعها حسب البطاقة التموينية , ويقع في الجزء الشمالي من المدينة وتحديدا في قرية الخضرانية ,
الطاقة التخزينية
يتسع السايلو الى تخزين (145000)مائة وخمسة واربعون الف طن من ماد الحنطة ولسنوات طويلة
الشركات التي انجزت المشروع
قامت عدة شكات هندية متخصصة بالاعمال الهندسية وباشراف من قبل شركة المانية بانجاز المشروع سنة 1982م
اهم الفعاليات في السايلو
استلام الحبوب من المزارعين بموجب كتاب صادر عن دائرة الزراعة
فحص الحنطة وبيان درجة صلاحيتها
خزنها في السايلو عن طريق قسم السيطرة والتشغيل
قسم السيطرة والتشغيل
وتتكون بناية السيطرة والتشغيل من ستة طوابق وفيها منظومة التحويل والخزن لنقل الحبوب بواسطة لوحات تحكم الكترونية بحيث يتم خزن كل نوع من الحبوب في خزانات خاصة وباشراف المهندسين والفنيين.
المعوقات
يحتاج السايلو الى صيانة عامة بسسب العمل المتواصل وكذلك حاة ته الى مشروع ماء لغرض تغطية حاجة السايلو من المياه .
قرية الخصم
5.وهي احدى اهم القرى الكبيرة في قضاء الشرقاط وتقع في الجزء الجنوبي للمدينة , وجميع سكانها من قبيلة الجبور من فخذ الحوري تقريبا ويتصف ابناء قرية الخصم بالشجاعة والكرم وطيبة النفس حتى اصبح مثلا يضرب في مدينة الشرقاط عن الشخص الذي يتصف بنفسه الطيبة بانه( حوري )الاصل ,وتقدر عدد البيوت في قرية الخصم باكثر من (2000)بيت وهي من القرى المهمة في المدينة لانها انجبت الكثير من الرجال الافذاذ وفي كافة المجالات, مما يجب ذكرهم من خلال دراستنا هذه وكان الشيخ خلف الفرج من اهم الرجال الذين برزوا في قرية الخصم في فترة بداية الحكم الجمهوري في العراق .وهو من الاوائل الذين اهتموا ببناء المدينة في فترة بداية الحكم الوطني العراقي سنة 1921م وما تلاها ,
من طرائف قرية الخصم
6.لقد برزت العديد من الطرائف في قرية الخصم ومنها مايلي
أ.يروى لنا ان احد الشيوخ في قرية الخصم في عقد الثلاثينات من القرن الماضي كان معروفا عنه بالشجاعة والكرم والصبر واحترام المرأة وحزمه في اتخاذ القرارات الشجاعة وقد أتت إليه إحدى النساء من العشيرة التي يرأسها هو وأخذت تعاتبه بصوت مرتفع وتتهجم عليه وتشتمه بسبب حكمه على احد أبنائها نتيجة ارتكاب الابن مخالفة لقوانين العشيرة لكون الشيخ يعتبر حاكما على جميع افرد القرية وكان الشيخ يحلق ذقنه من الجهة اليمنى حتى أكمل حلاقة تلك الجهة والمرأة تتهجم عليه ثم نقل ماكنة الحلاقة الى الجهة اليسرى من وجهه وقال لها( وماذابعد) ثم اكملت هي شتائمها واكمل هو حلاقة ذقنه رحمه الله صابرا على المراة وكظم غيضه وعفا عن المراة التي اعتذرت اليه بعد مارات منه من شجاعة وصبر رحمهم الله الجميع .
ب. جوة الفراش
وهذا مثل عرف في قضاء الشرقاط وفي الخصوص قرية الخصم و يعني ( ان القضية المتخاصم عليها اغلقت واصبحت تحت الفراش) وهذا المثل اطلق على احكام احد شيوخ قرية الخصم نتيجة لرحمته وتعاطفه مع المدانين و نتيجة لرقة قلبه وتسامحه مع الجميع , ولانه كان عندما يكون احد ابناء القرية في موضع خصومة مع شخص اخر وان الحق لابن قريته في الخصومة فانه يتنازل عن حقه تكريما لاهل الشرقاط او الضيوف من الحاضرين للمشاركة في حل الخصومة والتي( تسمى الفصل )وتستخدم هذه الطريقة في انهاء النزاع او الخصومة بين المتخاصمين بما يمثل محكمة تصدر منها الاحكام التي يتبنى افراد العشيرة تنفيذ هذه الاحكام ,
ج. (الحويدة )
أطلق هذا المثل في أحداث سنة ( 2003م) وما تلاها من سنوات , حيث قام احد شيوخ القرية بتشبيه الاوضاع التي كان يعيشها ابناء القضاء بداها بالقريه في ظل الاحتلال و اثناء وجود القوات الاجنبية في العراق و نتيجة الانفجارات والاخطار الاخرى ويضاف الى كل ذلك الكد في المعيشة والمثابرة للحصول على لقمة العيش لافراد العائلة وهذا تصوير دقيق ومبسط لما يجري في العراق في تلك الفترة بانها اشبه بمطاردة تجري من قبل أشخاص عديدون بحيث لا يعلم المطارَد من هو الذي يطارده او من أي جهة تاتي المطاردة , وبهذا عندما تسال احد الشباب من القرية وتقول له كيف حالكم يقول لك (نحن في الحويدة) أي نحن في حالة مطاردة مستمرة في الحياة اليومية للمواطن العراقي ان ذاك ,
اعلام قرية الخصم
7.لقد برز في النصف الثاني من القرن العشرين كثير من الرجال في قرية الخصم الذين طرزت اسمائهم ذرى التاريخ ونذكر منهم ما يلي مع الاعتراف بان هناك رجال كثيرون غيرهم قد لا يسمح لنا الوقت لذكرهم جميعهم في هذا الجزء وعلى ان لا ننسى الشيخ خلف الفرج والاستاذ المحامي طلب الشلاش والحاج ابراهيم عبد الحميد ونذكر منهم مايلي .
الشيخ دخيل الفرج
وهو احد الرجال البارزين في قضاء الشرقاط الذين حكموا قرية الخصم وهو ينحدر من احد العوائل الكريمة من قبيلة الجبور ومن عشيرة الحوري في الشرقاط والتي سكنت قرية الخصم منذ البداية وتميزت بالعادات والتقاليد العربية الاصيلة ، شأنها شأن العوائل العراقية الاخرى و برز من هذه العوائل الكريمه الشيخ الفاضل دخيل الفرج الذي وهبه الله الكثير من السمات الرفيعة ، مثل التسامح والشهامة والرجولة والذكاء والهيبة والجاه ,وكان من دهاة الرجال وله فراسة حادة , اضافة الى حنكته في قضايا الفصل العشائري ، وقام بترجمة هذه السمات الى أفعال حقيقية لخدمة اهالي الشرقاط ، حيث يقوم كثير من الشيوخ في المنطقة باستشارته والاخذ بمشورته والاحتكام لنصائحه ، وقد الهمه الله السبل لتحقيق غايات الاخرين وفض النزاعات واصلاح ذات البين ، فذاع صيته في المنطقة ، لما قام به من دور ريادي لفض النزاعات والمشاكل التي كانت تعرض عليه ، وخاصة المشكلة التي حصلت بين عشيرة الجميلة وعشيرة الصجري وكان شيخهم ان ذاك هو الشيخ صوين رحمه الله , حيث قام الشيخ بفض النزاع حتى قال الشيخ عبود الدوخي قصيدة اذكر لكم بيتا منها لوصف الحالة فيقول :
تاينام القلبه ذليل محد يخلي لامته ياصوين مايقبل دخيل
والتي من خلالها حظي باحترام وتقدير كافة ابناء الشرقاط جميعا وخاصة من ابناء غشيرة الجميلة , وحتى وفاته مرورا بابنائه ويتمتع الشيخ بعلاقات واسعة مع معظم شيوخ العشائر في العراق مثل العشائر الكردية وشيوخ الوسط والجنوب , لقدقام الشيخ بدور حيوي وريادي لتثبيت هوية مدينة الموصل وترسيخ قوميتها العربية اسوة باقرانه من شيوخ الشرقاط ، وكان احد الدعاة والمنادين بوحدة العراق والتأكيد على عروبته وخاصة أبان تاسيس الحكومة العراقية بعد سنة 1958م مع الشيخ عبو العميري اللهيبي والشيخ سميط العويد و والشيخ محيميد الزويد و والشيخ محسن المرير و الشيخ زيدان الخلف و الشيخ عبيد الطابور و الشيخ المسمار و الشيخ حسين الحمادي و حسن الاسماعيل وسليمان محمد الاسعد ومحمد الشحاذة وغيرهم ، وهم زاملوه فترة حياته الاولى اضافة الى عبدالله الروضان وفرج السبهان وصابر محيميد الزويد وعبدالحميد الحاج ابراهيم وحميد العابد وصالح الملا منصور وحسين علي اللجي ومحمد النجم وحمد الاسماعيل ومنديل العبدالله وغيرهم .
الشيخ سبهان الخلف الفرج
، وهو احد الرجال البارزين في مدينة الشرقاط واحد الشيوخ في عشيرة الجبور في النصف الاول من القرن العشرين اتصف بالصبر والكرم وقوة الشخصية وقام باعمال كبيرة في ترسيخ وحدة العشائر في مدينة الشرقاط وكان يحظى باحترام جميع ابناء المدينة وقد قام بدور ريادي لفض النزاعات والمشاكل التي كانت تعرض عليه ، والتي من خلالها حظي باحترام وتقدير ابناء مجتمعه منذ شبابه وحتى وفاته , وقد كانت له علاقات كثيرة مع شيوخ الجنوب والوسط والفرات الاوسط ، اضافة الى شيوخ الشمال والمنطقة الغربية وحقق ما يصبوا اليه خلال فترة قصيرة ، واصبح قريبا الى نفوس وقلوب شيوخ العشائر وحظي بتقدير واحترام الجميع ، وهذا ما ورد على لسان الكثير من اصدقائه من كافة العشائر من آل سعدون وبيت بدر الرميض وبلاسم الياسين وآل العريبي والسادة في النجف وكربلاء والحلة والبو محمد والغضبان البنية وبني ربيعة غيرهم في الجنوب ، والعلي السليمان والخربيط والبو ريشة والكعود والشرجي في الغربية ، وفي الوسط الخيزران والفياض والمهيدي والصالح العلي والزركة والعلي الريم في سامراء والبوناصر في تكريت وغيرهم ، وانتهاء بمثلهم في الشمال امثال : شيوخ طي والعبيد والعكيدات والجميلة والجيسات وشمر والصايح والمهيريين والسبعاويين والجغايفة والاعافرة وخفاجة والجواعنة والبكارة والبو بدران . ووجهاء وشيوخ الموصل آل توحلة وآل حديد وآل كشمولة والسناجرة والجحيش وأغوات باب البيض والشيخ سلمان العزير . والشيخ احمد الطه . وشيوخ الحديديين الشيخ محمد والشيخ مصطفى الورشان والشيخ عبدالواحد محمد صالح وشيوخ الجبورمن الافخاذ الاخرى والجاموس عامة وشيوخ العبدربه وشيوخ وأغوات العشائر الكردية ، حيث كان للشيخ علاقات واسعة ومتينة مع العشائر الكردية ..لقد قام الشيخ اضافة الى شيوخ الموصل آنذاك بدور بارز لتثبيت هوية مدينة الموصل وترسيخ قوميتها العربية ، وكان من الدعاة لوحدة العراق والتأكيد على عروبته ,
الشيخ عبدالله الروضان الدخيل
انتخب عضوا في المجلس الوطني العراقي سنة 1991م اتصف بالكرم والشجاعة و لقدقام الشيخ بدور كبير لتثبيت هوية مدينة الموصل العربية ، وكان من احد من الدعاة الى وحدة العراق والتأكيد على عروبته وخاصة أبان عهدالرئيس عبدالكريم قاسم مع الشيخ عبو العميري اللهيبي والشيخ سميط العويد و والشيخ محيميد الزويد و والشيخ محسن المرير و الشيخ زيدان الخلف و الشيخ عبيد الطابور و الشيخ المسمار و الشيخ حسين الحمادي و حسن الاسماعيل وسليمان محمد الاسعد ومحمد الشحاذة وغيرهم ، وهم زاملوه فترة حياته الاولى اضافة الى فرج السبهان وصابر محيميد الزويد وعبدالحميد الحاج ابراهيم وحميد العابد وصالح الملا منصور وحسين علي اللجي ومحمد النجم وحمد الاسماعيل ومنديل العبدالله وغيرهم .
الشيخ فياض حبيب العلاوي
وهو احد الرجال الذين برزوا في قرية الخصم وكان يوصينا 1943مفكان بعيدا كل البعد عن الخرافات والأوهام التي كان لها دور عظيم في عصره، إذ عاش ابو كريم في فترة صعبة كانت الأمة العربية والإسلامية تعاني فيها من الخرافات والشعوذة، وتعاني من حالة تفكك وتمزق يرثى لها.
وكان يفند هذه العمال دائما بقوله إن جذوة الإيمان إذا توقدت في القلوب أنارت البصائر، وأحيت الضمائر، وزكت النفوس وهذبتها ، واستقامت بها الجوارح على نهج خالقها، وعندئذٍ يتحول الإنسان إلى طود شامخ , لا تزلزله الشهوات الآثمة، ولا تغريه النزوات المحرمة، ولا تعبث به المصائب مهما اشتدت، ولا تعصف به النوائب مهما عظمت ؛ ذلك لأنه آمن بالله وتوكل عليه ووثق به وتوجه إليه .وكان يوصينا ايضا بالصدق ويقول إن الصدق في الاسلام يورث صاحبه هداية وسداداً يعصم بها دينه ونفسه.وايضا كان يذكرنا بسورة الشرح من القران الكريم ويشدد على قوله تعالى ( الم نشرح لك صدرك ,ووضعنا عنك وزرك ,الذي انقض ظهرك ,فان مع العسر يسرا , ان مع العسر يسرا ) من الوصايا التي كان يوصينا بها هي إن الإنسان إذا لم يصيب النجاح بحياته في أول مرة فليدرس الأسباب التي ادت به الى عدم النجاح ويصلح تلك الاسباب ثم يعيد تجربته، فإن هذا هو السبيل إلى النجاح الاكيد
كان يردد ابيات من الشعر يقول فيها:
ما اعتذاري وأمر ربي عصيت حين تبدي صحائفي ما أتيت
ما اعتذاري اذا وقفت ذليلا قد نهاني ما أراني انتهيت
يا غنيا عن العباد جميعا وعليما بكل ما قد سعيت
ليس لي حجة ولا لي عذر فاعف عن زلتي وما قد جنيت
الشيخ حمد اسماعيل الدخيل
وهو احد شيوخ عشيرة الجبور في الشرقاط وقام بدور بارز في تثبيت اللحمة العشائرية في قضاء الشرقاط وذلك لعظمة صبره وطيبة قلبه وبساطته انه متفائل جدا و سريع البديهة وهو صاحب نكتة ولا تفارقه الابتسامة
الخاتمة
مما تقدم تبين لكم إني قد جمعت في هذه الدراسة ما وقع لي اوعرفته اوسمعت به وشاهدته من لطايف صنع الله تعالى وعجايب حكمته المودعة في بلاده وعباده واود ان اؤكد على الأمر بالإحسان والبرّ والتّقى والنهى عن الطّغيان والشرّ والأذى ومن انتفع بدراستي هذه وذكرني بالخير ادعو له الله سبحان ان يجعله من الأبرار ويرفع درجاته في عقبى الدار.
وأسأل الله تعالى العفو عما طغى به القلم أو هم أو سها بذلك أو لم ,إنه على كل شيء قدير وبالإجابة جدير. وبماقدمنا من شروحات لا بد منها لحصول تمام الغرض والله الموفق للصواب وإليه المرجع والمآب ,
واود ان انشد لكم هذه الابيات التي تذكرنا بربنا وديننا الاسلامي وزادنا من تقوى اله عز وجل
ذكر الوعيد فطرفه لا يهجع وجفا الرّقاد فبان عنه المضجع
متفرّدا بغليله يشكو الذي منه الجوانح والحشا يتوجع
لما تيقّن صدق الآيات صار الى الانابة يسرع
فجفا الأحبّة في محبّة ربّه وسما اليه بهمّة ما يقلع
وتمتعت بوداده أعضاؤه اذ خصّها منه بودّ ينفع
كم في الظلام له اذا نام الورى من زفرة في اثرها يتوجّع
ويقول في دعواته يا سيدي العين يسعدها دموع رجع
اني فزعت اليك فارحم عبرتي واليك من ذلّ الخطيئة أفزع
من ذا سواك يجيرني من ذلتي يا من لعزته أذلّ وأخضع
فامنن عليّ بتوبة أحيا بها اني بما اجترمت يداي مروّع
قل التصبّر عنك يا من حبّه في الجارحات سقامه يتسرّع
كيف اصطبار متيّم في حبّه قدما لكاسات الهوى يتجرّع
لاحت وعن صدق المحبة ما بدت للناظرين نجوم ليل تطلع
ما الفوز الا في محبّة سيده فيها المحبّ اذا تواضع يرفع
اللهم العز لك والجلال لكبريائك والعظمة لثنائك والدوام لبقائك يا قديم الذات ومفيض الخيرات. أنت الأول لا شيء قبلك وأنت الآخر لا شيء بعدك وأنت الفرد لا شريك لك يا واهب العقول وجاعل النور والظلمات منك الابتداء وإليك الانتهاء وبقدرتك تكونت الأشياء وبإرادتك قامت الأرض والسموات أفض علينا أنوار معرفتك وطهر نفوسنا عن كدورات معصيتك وألهمنا موجبات رحمتك ومغفرتك ووفقنا لما تحب وترضى من الخيرات والسعادات وصل على ذوي الأنفس الطاهرات والمعجزات الباهرات خصوصاً على سيد المرسلين وإمام المتقين وقائد الغر المحجلين محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم أفضل الصلوات وعلى آله وأصحابه الطيبين والطيبات وعلى الذين اتبعوهم بإحسان من أهل السنة والجماعات.
و الحمد لله الذي اخترع الأشياء بلطيف قدرته، وبديع صنعته، فأحسن فيما اخترع، وأبدع الموجودات على غير مثال، فلا شريك له فيما ابتدع، ألف بين اللطيف والكثيف من أعداد آحاد الجوهر وجمع، ليقرّ له بالوحدانية، ويستدلّ على وجود الصانع بما صنع، فالعارفون واقفون تحت مطارف اللطائف بأقبية أبينة التوبة والورع، ليس لقلوبهم مجال في ميدان الكبرياء على أن حماه رحب متسع، فهم ان مالوا الى نيل مطلوبهم، ردّهم قهر الهيبة الى مفاوز الخوف والجزع، وان همّوا بالذهاب عن الباب، عاقهم قيود الغيب، فعز عليهم الرجوع وامتنع. فبينما هم حيارى بين الخوف والجزع، سكارى من شراب اليأس والطمع، اذ بزغ عليهم قمر السعادة من فلك الارادة في جوانب قلوبهم ولمع، وأفيض عليهم من ملابس سنادس الاستيناس والبسط خلع، لكل خلعة علمان من الايمان، ما زيّن بهما بشر، الا ارتفع، رقم العلم الأيمن:{ سبقت لهم منا الحسنى} الأنبياء 101، ورقم العلم الأيسر:{ ولا يحزنهم الفزع} الأنبياء 103، فسبحان من يتوب على الجاني، ويقبل العاصي اذا تاب اليه ورجع.
وأشهد أن لا اله الا الله وحده لا شريك له، شهادة من أقرّ له بالوحدانية، واعترف له بالربوبية والألوهية، ولعز جلاله وجماله قد خضع.
وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، الذي سنّ السنن، وبيّن الفرائض، وشرع الأعياد والجمع، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ما ركد الماء ونبع، وظهر في ميدان سطح السماء نجم وطلع، وسلم تسليما كثيرا.
تفضل هنا لتشاهد المزيد من المواضيع عن : ثقافة و ادب و موروث ثقافي
