منتديات ضياء الشاهــر

اهلا بك اخي الزائر الكريم في منتداك تكرم بالتسجيل وساهم تما لديك بين اخوتك

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

منتديات ضياء الشاهــر

اهلا بك اخي الزائر الكريم في منتداك تكرم بالتسجيل وساهم تما لديك بين اخوتك

منتديات ضياء الشاهــر

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتديات ضياء الشاهــر

منتدانـَِاا مميزٍَ يحتوي عٍَِ شعر ونثرَِ وقصائدٍَ ورواياتٍَ وافكار وأرشاداتٍَِ.


    الغزل بصوت أنثوي

    ضياءالشاهر
    ضياءالشاهر
    ~المدير العــام~
    ~المدير العــام~


    ذكر عدد المساهمات : 3974
    نقــاطي : 23292
    التقيـــيــم : 66
    تاريخ التسجيل : 09/02/2011
    العمر : 66
    الموقع : العراق ..الفلوجه .
    المزاج : رايق

    الغزل بصوت أنثوي  Empty الغزل بصوت أنثوي

    مُساهمة من طرف ضياءالشاهر الإثنين أغسطس 15, 2011 5:48 am

    قراءة انطباعية في شعر المرأة العاشقة

    المرأة هي موضوع الغزل، فما أحلى أن تتغزل هي، والمرأة هي وجهة الغزل لأنها أجمل كائن على وجه الأرض، وهي بالنسبة للرجل نسيم النعيم ومختصر طريق السعادة، وهي عطور الكون لو ضاعت العطور، وأجمل سكن لو خلت من الأرض القصور، ولرجل يسكن مع امرأة يحبها في كوخ أسعد من رجل يسكن وحيداً في قصره مهما بلغ عدد خدمه، فكأنه بومة في خرابة، والحياة بلا امرأة محبة محبوبة... خرابة ... المرأة هي روح السعادة ونسغها الذي يسري فيه وهي قمر الوجود إن غاب القمر وهي بحد ذاتها قصائد ساحرة لو اختلفت كل الدواوين...

    وعواطف المرأة هي الأخرى مرايا مبهجة للسعادة والحبور، حين تعبر المرأة عن عواطفها مباشرة، أو حين تعجز عن التعبير وترتعد كلمات الحب على شفتيها الجميلتين.. ومع قوة عواطف المرأة... وحلاوتها الفريدة..فإنها كثيراً ما تلزم الصمت، وتعبر باختلاجة الشفتين، أو نظرة العينين، و"أي شاعر يرينا جمالاً كالذي نراه في عيني المرأة؟" كما يقول شكسبير.. والموسيقى العاطفية في حياة المرأة تصدح لحبيبها دائماً، حتى وإن لم تكن شاعرة، فكلمة منها ممزوجة بشعور الأنثى، أو نظرة حالمة بالحب، تساوي دواوين شعر.. وتتفتح نوافذ البهجة على حياة حبيبها.

    وإذ تكون المرأة شاعرة ، وتستطيع صياغة العواطف بتعبير جميل ، وتستطيع أن تغازل بصوت أنثوي ، فما أكثر العوائق التي تحجب هذا الصوت ، وخاصة في صحرائنا العربية ، حيث هناك إرث هائل متراكم يلزم المرأة الصمت ، والدلال ، والخجل، والانتظار، مهما غرد طائر الحب في قلبها.

    لهذا ندهش ، ونستمتع متعة خاصة، حين نجد ، في صحرائنا العربية ، قصائد غزل بصوت أنثوي ، صادق ، وجرئ، ويتناغم جمال معناها بجمال شكلها ممثلاُ في صوت المرأة المميز وكأنها، هنا، قصيدة تبدع قصيدة، أو موضوعاً للغزل على طول التاريخ ، صار هو الذي يغازل .. غير أن دهشتنا بهذا الصوت الأنثوي المترنم في وحدتنا السحيقة، دهشة مصحوبة بالوجل، ومتعتنا الخاصة متعة مشوبة بالشفقة ، كأننا سمعنا بلبلاً وحيداً يترنم في صحراء حارقة ، أورأينا وردة يانعة تتفتق عن أكمامها الحلوة فجأة في صحراء موحشة..

    كم يبدد هذا وحدتنا ووحشتنا في صحرائنا ويترع قلوبنا بالوجد ولكنه وجد معه وجل ، وفرح يمازجه حزن، وأنس تظلله كآبة المحيط.. إنك لا تفتتح الستار عن الواقع الجميل للمرأة العاشقة فقط، حين تسمع قصائد حبها الصادقة ، ولكنك تحس بالأسى كم ظل هذا الصوت الجميل ، والفريد، حبيساً، وكم سيظل ، ليس فقط في دواوين الشعر وتراتيل الغرام ، ولكن أيضاً في حنايا البيوت ، وخلايا الأجساد ، وخفايا القلوب ، حين يقتل حب المرأة في بيتها، ولرجلها، بسبب التربية القاسية ، أو فظاظة الرجل الذي كانت تحلم به، وكانت له عاشقة..

    ومع هذا، ومن بين الطيور الجميلة ، الحبيسة في الأقفاص، لا بد أن تسمع بعض التغريد الذي يواسيك ويعزيك وينسيك قساوة هذه الحياة، بل ربما يطربك ويسافر بك من واقعك إلى جزائر جميلة من الوجد والأحلام ، وإلى هدهدة حنون تفيض بالمشاعر المترامية، وكأنما عدن طفلاً مدهوشاً يركض في فضاء المشاعر..

    اسمع الشاعرة العربية فاطمة الدريدي وهي تغرد لحبيبها:

    بكـل مـرارة الواقـع
    بحرقـة جفني الدامع
    بحمق تصرف الأنثى
    بسـحر حديثها الرائع
    أصـرح دون تــفـكيـر
    بأنـك ضـوء أيـــامي
    وحفنة عمري الضائع

    ***

    برفض حـقيقتي المرة
    بعبء خسارتي الكبرى
    بــزفرة قـلبـها الحرى
    سـأصرخ ملء أيـامي
    بشـوقي يمامة حيـرى
    أؤكـد دون تــزيـيـف
    بأنـك صرت لي حرفاً
    وصرت لحرفي الشعر
    ***

    "ملايين من النساء متن وهن يضعن أولادهن .. هاتوا لي رجلاً واحداً فعل ذلك "إنها التضحية روح المرأة .. خلاصة حياة المرأة حب.. وألم.. وإخلاص.. وتضحية.. وإذا كان الأمر في الحب يختلف عنه في الولادة ..إذ هناك رجال ماتوا من الغرام .. فإننا نجد في غزل الرجل تلك التضحية التي تذوب في الحب وكأنها جزء من خفقان قلبه ونسيج من نسيجه ، الرجل إذ يغازل المرأة يصفها ويدللها ويشعرها بأنوثتها وأنها مرغوبة ويبدي مفاتنها .

    ولهذا جاء الإسلام ليصوننا فأحل لنا الزواج ووصف القرآن الكريم الزوجين بقوله تعالىالغزل بصوت أنثوي  Frown هن لباس لكم وانتم لباس لهن ) ليكون في ذلك نوع من صرف الطاقة و لهيب الشوق والحب فيما قد يعود على الزوجين بالأجر والثواب إذا احتسبا ذلك في طاعة الله .

      الوقت/التاريخ الآن هو الأحد مايو 19, 2024 8:47 am