وقد اتخذ الولاة العثمانيون من بعض رجالات آل الشاوي ما عرف بـ (باب العرب)، وصاحب هذا المنصب كان يتصرّف في العلاقة العامة بين الوالي والقبائل
العربية، ويقوم بالسفارة بينهما مما عزز مكانتهم العشائرية، بالإضافة إلى رئاستهم
على قبائل العبيد(29). ونصّب الولاة على قبيلة العبيد شيخين أحدهما (شيخ بداوة) يسير مع عشيرته ويتنقل معها، والأخر (شيخ مدينة) مركزه في بغداد قرب الوالي(30). وقد ذهب بعض أفراد أسرة الشاوي ضحية أعمالهم الرسمية تلك بالقتل والتشريد.
وفي البادية تولّى إمارة العبيد في سنجار بعد الأمير ظاهر بن نصيف ابنه محمد الظاهر. وكان محمد عنيداً جباراً قاسياُ لا تعرف الرحمة إلى قلبه درباً، لذا أثارت سياسته هذه سخط القبائل العربية المنضوية تحت حكم إمارة العبيد. إلاّ أنّ عقلاء القبيلة أمثال أخيه حمد الظاهر وابنه أحمد بن محمد الظاهر، وأعمامه شاوي بن نصيف وعبد العال بن نصيف، تمكنوا من إجبار محمد الظاهر على التنازل عن زعامة الأمارة إلى أخيه حمد الظاهر الذي اختير أميراً للقبيلة.
وكان حمد الظاهر صورة أخرى لعمّه الشاوي في الذكاء والفطنة والسياسة، إلاّ أنّ آثار سياسة محمد الظاهر كان من الصعب تلافيها في فترة وجيزة، لذا اضطرّ حمد الظاهر إلى شنّ حملة ضدّ قبيلتي بني جميل وطي في جنوب سنجار، ثم على قبيلة طي منفردة. وكانت معركة (تل الرماح) إلى الجنوب من تلعفر من أشد المعارك القبلية التي شهدتها منطقة الجزيرة، سقط فيها مئات القتلى من الطرفين، وانتهت بانتصار العبيد وتعزيز قبضتها على منطقة سنجار والجزيرة من جديد وبدون منافس(31).
أما في بغداد فكان الأمير عبد الله بك الشاوي يعمل بجدّ ونشاط لتقوية مركز العبيد، متطلعاً إلى حكم العراق وطرد المماليك من البلاد. وذهب ضحية لهذه التطلعات سنة 1183هـ/ 1769م عندما أقدم والي بغداد عمر باشا على إعدامه في منطقة أم الحنطة قرب البصرة بعد أن كلّفه بالإصلاح بين مُتسلّم البصرة وعبدالله السعدون شيخ المنتفق. وكانت لعبد الله الشاوي مكانة كبيرة في قلوب الأهلين والعشائر لا في زمن عمر باشا وحسب بل في زمن سلفه أحمد باشا(32). وحاول عمر باشا بهذا أن يتخلّص من الزعامة الشعبية التي اتضحت قوتها بقتل عبد الله بك الشاوي العربي الحميري العريق، فثارت عشيرة العبيد القوية(33).ومن خلفت الشيخ محمد الظاهر النصيف الان البوشاهر البوسليمان في الرحالية محافظة الانبار بزعامة الشيخ عبد القهار عبد الباقي جياد محمد الشاهر
العربية، ويقوم بالسفارة بينهما مما عزز مكانتهم العشائرية، بالإضافة إلى رئاستهم
على قبائل العبيد(29). ونصّب الولاة على قبيلة العبيد شيخين أحدهما (شيخ بداوة) يسير مع عشيرته ويتنقل معها، والأخر (شيخ مدينة) مركزه في بغداد قرب الوالي(30). وقد ذهب بعض أفراد أسرة الشاوي ضحية أعمالهم الرسمية تلك بالقتل والتشريد.
وفي البادية تولّى إمارة العبيد في سنجار بعد الأمير ظاهر بن نصيف ابنه محمد الظاهر. وكان محمد عنيداً جباراً قاسياُ لا تعرف الرحمة إلى قلبه درباً، لذا أثارت سياسته هذه سخط القبائل العربية المنضوية تحت حكم إمارة العبيد. إلاّ أنّ عقلاء القبيلة أمثال أخيه حمد الظاهر وابنه أحمد بن محمد الظاهر، وأعمامه شاوي بن نصيف وعبد العال بن نصيف، تمكنوا من إجبار محمد الظاهر على التنازل عن زعامة الأمارة إلى أخيه حمد الظاهر الذي اختير أميراً للقبيلة.
وكان حمد الظاهر صورة أخرى لعمّه الشاوي في الذكاء والفطنة والسياسة، إلاّ أنّ آثار سياسة محمد الظاهر كان من الصعب تلافيها في فترة وجيزة، لذا اضطرّ حمد الظاهر إلى شنّ حملة ضدّ قبيلتي بني جميل وطي في جنوب سنجار، ثم على قبيلة طي منفردة. وكانت معركة (تل الرماح) إلى الجنوب من تلعفر من أشد المعارك القبلية التي شهدتها منطقة الجزيرة، سقط فيها مئات القتلى من الطرفين، وانتهت بانتصار العبيد وتعزيز قبضتها على منطقة سنجار والجزيرة من جديد وبدون منافس(31).
أما في بغداد فكان الأمير عبد الله بك الشاوي يعمل بجدّ ونشاط لتقوية مركز العبيد، متطلعاً إلى حكم العراق وطرد المماليك من البلاد. وذهب ضحية لهذه التطلعات سنة 1183هـ/ 1769م عندما أقدم والي بغداد عمر باشا على إعدامه في منطقة أم الحنطة قرب البصرة بعد أن كلّفه بالإصلاح بين مُتسلّم البصرة وعبدالله السعدون شيخ المنتفق. وكانت لعبد الله الشاوي مكانة كبيرة في قلوب الأهلين والعشائر لا في زمن عمر باشا وحسب بل في زمن سلفه أحمد باشا(32). وحاول عمر باشا بهذا أن يتخلّص من الزعامة الشعبية التي اتضحت قوتها بقتل عبد الله بك الشاوي العربي الحميري العريق، فثارت عشيرة العبيد القوية(33).ومن خلفت الشيخ محمد الظاهر النصيف الان البوشاهر البوسليمان في الرحالية محافظة الانبار بزعامة الشيخ عبد القهار عبد الباقي جياد محمد الشاهر