جريمة شنيعة اهتزت لها شوارع بغداد الامريكان يقتلون شاب ويمثلون بجثته فتموت امه كمدا عليه
مفكرة الإسلام ... ارتكبت قوات الاحتلال الأمريكية جريمة جديدة في مسلسل جرائمها بحق العزل العراقيين, وقتلت شقيقين ومثلت بأحدهما وسط منطقة العامرية غرب العاصمة العراقية بغداد؛ فتوفيت أمهما مقهورة على ولديها.
وأفاد مراسل 'مفكرة الإسلام' في العامرية أن قوات الأحتلال قامت ظهر اليوم بدهم منزل في شارع المنظمة ـ قرب معرض البيت العراقي السابق ـ وقامت بقتل الشاب 'مصطفى' [17 عامًا وشقيقه زيد16 عامًا داخل المنزل.
وقال شهود عيان من أهل المنطقة: إن الجنود قاموا بوضع أحد الشقيقين ـ وهو الشهيد مصطفى ـ على غطاء محرك السيارة 'الهمفي' الأمامي والدماء تسيل من رأسه, وجابت به شوارع العامرية في تصرف وحشي واستفزاز غير مسبوق.
وأضاف الشهود أن والدة الشهيدين أصيبت بجلطة دماغية جراء صدمة قتل ولديها الوحيدين أمام عينيها؛ ما أدى إلى وفاتها في الحال ....
مفكرة الإسلام شيعت جموع غفيرة من أهالي حي العامرية السني يوم أمس الأثنين الشابين مصطفى وزياد ووالدتهما في جنازة مهيبة إلى مقبرة الشهداء، بعد أن قتلهما جيش الاحتلال الأمريكي بدمٍ بارد.
مراسل مفكرة الإسلام زار منزل العائلة المنكوبة التي لم يتبقَ منها سوى رب العائلة 'طالب محمد' [44 عامًا] الذي ما أنفك يذكر الله تعالى ويبكي في صمت فلا ترى منه إلا الدموع المنهمرة من عينيه على لحيته دون أن ينطق أو يتكلم بشيء؛ الأمر الذي جعل جيرانه وإخوته يخشون عليه من مصير كمصير زوجته أو أن يصيبه الجنون من هول الصدمة.
كان 'أبو مصطفى' يرد على سلام المعزين من أقربائه وأهل حارته بالبكاء الحار .. يستقبلهم بالبكاء ويودعهم بالبكاء دون أن يتكلم بشيء .. لم يذق طعم النوم ولم يأكل أو يشرب منذ يوم الأحد .. وكان في حالة يرثى لها.
يقول مراسل المفكرة: 'تجولنا في المنزل فوجدنا آثار دماء مصطفى وآثار إطلاق نار على الحائط تبين أن إحدى الطلقات اخترقت رأس مصطفى وارتطمت بالجدار .. كما وجدنا آثار دماء على سيارة الرجل وتبين أن زياد -رحمه الله- حاول الأستتار من نيران الأحتلال دون جدوى خلف تلك السيارة'.
ويقول أحد شهود العيان لمراسل المفكرة: إن دورية أمريكية كانت تجوب المنطقة ومؤلفة من 4 عربات همفي وفيها مجندات وجنود أمريكيون ومترجمة عربية، وكانوا في حالة سكر شديدة حيث أخذوا يلقون بزجاجات الخمر الفارغة على منازل الأهالي.
ويضيف: 'اقتحموا منزل الشابين مصطفى وزياد وكانوا يضعون بعض الأشرطة الفسفورية على جانبي السيارة لتجميلها .. دخلوا إلى الشابين مصطفى 17 عامًا وزياد 16 عامًاالذين حلف أبوهما ألا يخرجا من المنزل منذ أسبوعين بسبب أمتحانات الدور الثاني وطلب منهما النجاح حتى يسمح لهما بالخروج وأمر أمهما أن تتابعهما عند خروجه هو للعمل وإبلاغه إن هم لم يستذكروا دروسهم، بحسب جيران العائلة المقربين.
ويكمل شاهد العيان حديثه بقوله: سمعت أصوات إطلاق نار وصراخ مصطفى وزياد وصراخ أمهما واستغاثتها .. بعدها أخرج جنود الاحتلال مصطفى وهو ميت وكانوا يجرونه من قدميه ورأسه ينزف دمًا على الأرض ووضعوه على غطاء عربة الهمفي وجابوا به شوارع العامرية ثم ألقوا به في أحد الشوارع لنجده في اليوم الثاني قد تم نقله إلى مستشفى اليرموك وقد أكلت حرارة غطاء المحرك جزءًا من رأسه.
ويضيف شاهد العيان: 'ومع أن الناس هاجمت الدورية بالحجارة أطفالا ورجالاً ونساءً إلا أنهم خرجوا مسرعين من شارعنا إلى الطريق العام وعلمت فيما بعد أنهم أستمروا بأستعراض قوتهم مدة نصف ساعة ومصطفى مشدود على عربة الهمفي'.
أما زياد، والحديث ما زال لشاهد العيان، فقد تبين أنه أصيب بثلاث رصاصات واحدة بالكتف واثنين في الرأس وبقي (رحمه الله) خلف السيارة ممددًا وهو مضرج في دمائه.
وعن والدة الشهيدين، يقول شاهد العيان: بعد أن سرق جنود الاحتلال جثة ابنها خرجت أم مصطفى 42 عامًا إلى الشارع حافية تصرخ بصوت عالٍ وتستنجد بالناس وتصيح: 'أتخسون يا أهل الغيرة وليدي' ولم تنفك عن ترديد هذه الاستغاثة إلى أن توارت الهمفي عن الأنظار فسقطت وسط الشارع.
وهرعت النسوة إليها لستر ما تكشف من قدميها؛ فوجدنها قد فارقت الحياة رحمها الله.
وكان تقرير الطب الشرعي قد أكد أن سبب الوفاة جلطة دماغية حادة .
في مطبخ البيت حيث دخلنا أول مرة وجدنا مقلاة على المنضدة وعليها بيضة واحدة مسلوقة كانت لمصطفى حيث كان يشتهي (رحمه الله) أن يأكل في وقت العصر من كل يوم.
ويقول صاحب الدكان المجاور لهم: جاءت أم مصطفى واشترت ثلاث بيضات حيث إن وضعهم المادي لا يسمح بشراء طبقة بيض كاملة.
اللهم عليك بهم وبمن عاونهم , اللهم عجل بهلاكهم وارحم الشهداء وحسبنا الله ونعم الوكيل