قيس بن الملوّح بن مزاحم العامري: شاعر غزل، من المتيمين، من أهل نجد. لم يكن مجنوناً وإنما لقب بذلك لهيامه في حب (ليلىَ بنت سعد). قيل في قصته: نشأ معها إلىَ أن كبرت وحجبها أبوها، فهام علىَ وجهه ينشد الأشعار ويأنس بالوحوش، فيرىَ حيناً في الشام وحيناً في نجد وحيناً في الحجاز، إلىَ أن وجد ملقىَ بين أحجار وهو ميت فحمل إلىَ أهله. وقد جمع بعض شعره في (ديوان) وصنف ابن طولون (المتوفىَ سنة 953) كتاباً في أخباره سماه (بسط سامع المسامر في أخبار مجنون بني عامر) في دار الكتب. وكان الأصمعي ينكر وجوده، ويراه اسماً بلا مسمىَ. والجاحظ يقول: ما ترك الناس شعراً، مجهول القائل، فيه ذكر ليلىَ إلا نسبوه إلىَ المجنون. ويقول ابن الكلبي: حُدثت أنّ حديث المجنون وشعره وضعه فتىَ من بني أمية كان يهوىَ ابنة عم له.
ـــــــــــــــــــــــــــ
ألاَ ليْتَ ليلى أَطْفَأتْ حَرَّ زفْرةٍ
أُعالِجها لا أستطيعُ لـها رَدَّا
إذا الريحُ من نحوِ الحِمى نَسَمَتْ لنا
وجَدْتُ لِمَسْراها ومَنْسمِها بَرْدا
على كَبدٍ قد كاد يُبدِي بها الـهًوى
نُدوباً وبعْضُ القوم يَحسَبُنِي جَلْدا
وإني يَمَانِيُّ الـهوى مُنْجِدُ النَّوى
سبيلانِ ألقى مِنْ خلافِهما جَهْدَا
سقى اللّه نجداً مِنْ ربيعٍ وَصَيْفٍ
وماذا يُرجَّى منْ ربيع سقى نَجْدَا
بلى إنَّه قدْ كان للعينِ قُرَّةً
وللصَّحْبِ والرُّكبَان مَنْزلةً حَمْدَا
أبى القلبُ أنْ ينفَكَّ عن ذِكْر نِسوةٍ
رِقاقٍ ولم يُخْلِفْنَ شومْاً ولا نُكْدا
إذا رُحْنَ يَسْحَبْنَ الذيولَ عَشِيَّةً
ويَقتُلْنَ بالألحاظ أنفسَنا عَمْدَا
مَشَى عَيْطَلاَتٌ رُجَّحٌ بحضورها
روادِفُ وَعْثَاتٌ تَرُدُّ الْخُطى رَدَا
وتهتَزُّ ليلى العامريَّةُ فوقها
ولاثَتْ بِسِبِّ القَزِّ ذَا عُذُرٍ جَعْدَا
إذا حرَّك المِدْرَى ضَفائرَها العُلاَ
مَجَجْنَ نَدَى الرِّيحانِ والعنْبَرَ الوَرْدَا
ـــــــــــــــــــــــــــ
ألاَ ليْتَ ليلى أَطْفَأتْ حَرَّ زفْرةٍ
أُعالِجها لا أستطيعُ لـها رَدَّا
إذا الريحُ من نحوِ الحِمى نَسَمَتْ لنا
وجَدْتُ لِمَسْراها ومَنْسمِها بَرْدا
على كَبدٍ قد كاد يُبدِي بها الـهًوى
نُدوباً وبعْضُ القوم يَحسَبُنِي جَلْدا
وإني يَمَانِيُّ الـهوى مُنْجِدُ النَّوى
سبيلانِ ألقى مِنْ خلافِهما جَهْدَا
سقى اللّه نجداً مِنْ ربيعٍ وَصَيْفٍ
وماذا يُرجَّى منْ ربيع سقى نَجْدَا
بلى إنَّه قدْ كان للعينِ قُرَّةً
وللصَّحْبِ والرُّكبَان مَنْزلةً حَمْدَا
أبى القلبُ أنْ ينفَكَّ عن ذِكْر نِسوةٍ
رِقاقٍ ولم يُخْلِفْنَ شومْاً ولا نُكْدا
إذا رُحْنَ يَسْحَبْنَ الذيولَ عَشِيَّةً
ويَقتُلْنَ بالألحاظ أنفسَنا عَمْدَا
مَشَى عَيْطَلاَتٌ رُجَّحٌ بحضورها
روادِفُ وَعْثَاتٌ تَرُدُّ الْخُطى رَدَا
وتهتَزُّ ليلى العامريَّةُ فوقها
ولاثَتْ بِسِبِّ القَزِّ ذَا عُذُرٍ جَعْدَا
إذا حرَّك المِدْرَى ضَفائرَها العُلاَ
مَجَجْنَ نَدَى الرِّيحانِ والعنْبَرَ الوَرْدَا