فجر يوم الخميس 2-8-1990م، اجتاحت جحافل جيش العراق أراضي جارته الصغيرة، الكويت، بهدف ضمّ تلك الدولة إلى العراق.
وقد أعلنت الحكومة العراقية يوم 9-8-1990م، إلغاء الكيان السياسي الكويتي عن الخارطة العالمية، وذلك بالإجراءات التالية:
- إلغاء جميع السفارات الدولية في الكويت على اعتبارها أرضٍ عراقية.
- إعلان الكويت المحافظة(19) للعراق وتغيير أسماء الشوارع والمنشآت ومنها تغيير اسم العاصمة الكويتية.
الأسباب التي أدت الى الغزو العراقي للكويت
1 - الادّعاء العراقي بحقّه التاريخي في الكويت
يرى العراقيون أن الكويت كانت جزءاً من ولاية البصرة التي تقع جنوبي بلادهم إلى أن منحها البريطانيون لأسرة "آل الصباح"، التي ما زالت تحكم الكويت حتى الآن.
لقد كانت منطقة الخليج تخضع للسيطرة العثمانية حتى أواخر القرن التاسع عشر عندما بدأت الدول الاستعمارية تسيطر على إماراتها شيئاً فشيئاً. وكانت الكويت من المناطق التي خضعت للسيادة الإنكليزية.
إن انتقال الكويت إلى أيدي الإنكليز أدى إلى نشوء خلاف دولي جديد كانت أطرافه: السلطة العثمانية وألمانيا اللتان أعلنتا أنهما لا تعترفان بتلك السيطرة... وقد اضطر العثمانيون في نهاية المطاف إلى الاعتراف بذلك "الأمر الواقع". وعقب اندلاع الحرب العالمية الأولى، وبالتحديد في تشرين الثاني/نوفمبر 1914م، أعلنت إنكلترا بأن الكويت "إمارة مستقلة تحت الحماية البريطانية".
لقد كان هذا الإعلان بمثابة "عود ثقاب" أشعل الخلاف بين الكويت الصغيرة، ودول الجوار الكبيرة، أي السعودية والعراق.
وكان من نتيجة ذلك أن اجتاح السعوديون أراضي الكويت في نيسان/أبريل 1920م، وقد انتهت المعارك حينها بصلح عقد في 1921م.
وفي عام 1922م تمّ ترسيم الحدود بين الكويت من جهة، والعراق والسعودية من جهة أخرى.
في عام 1961م، طلبت الكويت من بريطانيا، بإصرار، أن تمنحها الاستقلال، وتمّ ذلك بعد مفاوضات أسفرت عن معاهدة وُقّعت في 19-6-1961م، تضمّنت إعلان استقلال الكويت.
رفض العراق، على لسان رئيس وزرائه آنذاك، عبد الكريم قاسم، الاعتراف باستقلال الكويت، وقام بحشد قواته على الحدود مع الكويت التي قامت بطلب المساعدة من الأمم المتحدة وبريطانيا، لحمايتها من هجوم عراقي محتمل، وقامت بريطانيا بإنزال قواتها في الكويت في 1-7-1961م، وبعد احتجاجات عربية سُحبت تلك القوات لتحلّ محلّها قوة عربية، وبقيت النظرة العراقية تصبو إلى الكويت معتبرةً إياها جزءاً من أراضيها.
2 - دور النفط
يشتمل الجانب النفطي من النـزاع العراقي الكويت على نقطتين رئيسيتين، وهما:
أ - حقل الرميلة الضخم الذي يقع جزءه الأكبر (80-90%) داخل العراق والباقي داخل الكويت، وقد توقّف العراق عن استثماره أثناء حربه مع إيران، بينما واصلت الكويت استخراج النفط منه، وعندما برز النـزاع بين الدولتين، أكد العراقيون أن الكويت ضخّت من نفط ذلك الحقل ما قيمته 2,4 مليار دولار، وهي كمية تزيد على نصيبها، وهي من حقّ العراق.
ب - ادّعاء العراق أن سلوك الكويت، في السوق العالمية، أدى لانخفاض أسعار البترول ما أثّر سلباً على الاقتصاد العراقي، الذي يقوم على تصدير النفط.
3 - الدور الأمريكي ـ البريطاني
نظراً لغنى الخليج العربي بالبترول فقد صار محطّ أنظار الدول الاقتصادية الكبرى، ومداراً لتحركها السياسي، وصارت السيطرة على منابع النفط وحمايتها أولى أهداف تلك الدول.
ينقل بعض المراقبين أن سفيرة الولايات المتحدة، إبريل غلاسبي، أعطت صدام حسين ضوءاً أخضر لاجتياح الكويت ليصبح عند أمريكا مبرراً للسيطرة على الخليج.
ويقول خبراء آخرون أن أمريكا وضعت خططاً بغية وضع اليد على ثروة الخليج النفطية منذ أربعينات القرن العشرين الميلادي، وعادت وأكّدت ذلك في سبعينات ذلك القرن.
4 - دعم الكويت للعراق أثناء حربه مع إيران
خاض العراق حرباً طويلة شرسة مع إيران لحوالي ثماني سنوات، من عام 1980- 1988م، وأثناء تلك الحرب وقفت دول الخليج إلى جانبه وأمدته بمعونات مالية ضخمة.
وبعد انتهاء الحرب نشبت خلافات حول طبيعة تلك المساعدات: هل هي ديون يجب إيفاءها؟ أم أنها مساعدات يجب أن تُنسى؟
...كل تلك العوامل أوصلت الأزمة إلى طريق مسدود جعل العراق يجتاح الكويت، وتدخل المنطقة على أثر ذلك في أتون من النار والدمار وقد استغلّت أمريكا وحلفاءها ذلك ليجلبوا جيوشهم، ويسيطروا على الخليج بحجة "تحرير الكويت".