خديجة ـ رضى الله عنها
من خلال هذه السطور سنتعايش مع باقة عطرة من الصحابيات ـ رضى الله عنهن ـ
ومع أول كوكبة من كواكب المجموعة النبوية نلتقى مع رمز الطُهر والعفاف والتُقى ... مع الزهرة التى فاح أريجها وعبيرها فملأ أرجاء الكون كله بعبير الإيمان والتضحية والبذل والفداء .
مع أول من آمن بالله ـ من النساء ـ ... وأول من صلى مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ... وأول من رُزق منها الأولاد ... وأول من بشرها بالجنة من أزواجه ... وأول من أقرأها ربها السلام ... وأول صدِّيقة من المؤمنات ... وأول زوجات النبى صلى الله عليه والسلام وفاة ... وأول قبر نزل فيه النبى الكريم صلى الله عليه وسلم بمكة ... آمنت به حين كفر به الناس وصدقته حين كذّبه الناس وواسته بمالها حين بخل الناس ورزقه الله منها الولد .
إنها خديجة بنت خويلد ـ رضى الله عنها ـ سيدة نساء العالمين
من هى خديجة ـ رضى الله عنها ـ
هى أم المؤمنين وسيدة نساء العالمين فى زمانها . أم القاسم ابنة خويلد بن أسد بن عبدالعزى بن قُصى بن **** ، القرشية الأسدية .
وأمها هى فاطمة بنت زائدة العامرية .
وولدت فى أم القرى وكان ذلك قبل عام الفيل بخمس عشرة سنة تقريباً .
حكمتها ورجاحة عقلها
وليس شىء أدل على حكمتها ورجاحة عقلها من أنها اختارت النبى صلى الله عليه وسلم زوجا رغم كونه إذ ذاك فقيراً وهى غنية ثرية يتطلع إليها أثرياء قومها وأشرافهم فتأبى ، وما ذاك إلا أنها عرفت بحكمتها وحصانة عقلها أن كمال الرجولة ، وشرف المروءة ، وسلامة الطبع أمر وراء الغنى المادى ، والعرض الزائل .
إنها تبحث عن نوع آخر من الغنى والثراء !
إنه غنى النفس ، وثراء الضمير ، ودماثة الخلق ! وأين تجد ذلك كله على الوجه الأكمل فى غير محمد صلى الله عليه وسلم ، وإذا كان بعض الكتاب يذهب إلى أن الذى دفعها إلى الاقتران بالنبى صلى الله عليه وسلم هو ما ذُكر لها من حسن تعاطيه للتجارة بيعاً وشراءً ، وما اتصف به فى تجارته من صدقٍ وأمانة وغير ذلك .
فإنا نقول : إنّ هذا وإن كان من الأسباب التى يرغب لمثلها الرجال ـ لا سيما من كانت ذات مال كخديجة رضى الله عنها ـ تحتاج من يتجر لها فى مالها .
غير أنا نقول : أن السبب الحقيقى فى زواج هذه المرأة بمحمد صلى الله عليه وسلم وهى فى سن الأربعين أى فى اكتمال عقلها ورشدها فليست بالفتاة الطائشة ، ولا العجوز الخرفة ... السبب الحقيقى هو بحثها عن الرجولة الكاملة ... الرجولة بكل معنيها من خلق ومروءة وفتوة وإيثار وكرم خصال .
فى رحاب الذرية المباركة
وكانت خديجة فى غاية البهجة والسرور لأنها تشعر بل وتوقن بأن زوجها صلى الله عليه وسلم سيكون له شأن عظيم فكانت تتمنى أن يرزقها الله منه بالولد وجاءت اللحظة السعيدة التى ولدت فيها خديجة أول مولودٍ للحبيب صلى الله عليه وسلم وهو القاسم ـ الذى كان يكنى به الحبيب صلى الله عليه وسلم ـ ثم تتابعت بعد ذلك الذرية المباركة فولدت له بعد ذلك زينب وأم كلثوم وفاطمة ورقية وعبدالله الذى كان يسمى بالطيب والطاهر .
وقد أدركتهن الوفاة فى حياة النبى صلى الله عليه وسلم إلا ابنته فاطمة فقد توفيت بعده بستة أشهر .
الله سبحانه يقرئ خديجة السلام
عن أنس قال : جاء جبريل إلى النبى صلى الله عليه وسلم وعنده خديجة فقال : إن الله يقرئ خديجة السلام ، فقالت : إن الله هو السلام ، وعلى جبريل السلام ، وعليك السلام ورحمة الله وبركاته . رواه النسائى فى فضائل الصحابة ، وإسناده صحيح .
عام الحزن
انطلق المسلمون من الشٍِعب يستأنفون نشاطهم القديم بعد ما قطع الإسلام فى مكة قرابة عشرة أعوام مليئة بالأحداث الضخمة ، وما أن تنفس المؤمنون من الشدة التى لاقوها حتى أصيب الرسول صلى الله عليه وسلم بوفاة زوجته خديجة ثم بوفاة عمه أبى طالب .
وحزن النبى صلى الله عليه وسلم لموتها حزناً شديداً فلقد كانت نعم الزجة الصابرة المخلصة التى آزرته طوال حياته وبذلت من أجل نُصرة هذا الدين كل غالٍ ونفيس فلم يستطع النبى صلى الله عليه وسلم أن ينساها أبداً وكان يحمل لها وفاءً يعجز القلم عن وصفه .
فها هو الحبيب يُثنى عليها ويقول : " كمل من الرجال الكثير ولم يكمل من النساء ألا آسية امرأة فرعون ومريم بنت عمران وخديجة بنت خويلد وإن فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام " متفق عليه .
وأخيراً فلا نملك ونحن نودع أمنا الغالية إلا أن نقرأ قوله تعالى :
( إن المتقين فى جنات ونهر * فى مقعد صدق عند مليك مقتدر )
فرضى الله عنها وأرضاها وجعل جنة الفردوس مثواها .
من خلال هذه السطور سنتعايش مع باقة عطرة من الصحابيات ـ رضى الله عنهن ـ
ومع أول كوكبة من كواكب المجموعة النبوية نلتقى مع رمز الطُهر والعفاف والتُقى ... مع الزهرة التى فاح أريجها وعبيرها فملأ أرجاء الكون كله بعبير الإيمان والتضحية والبذل والفداء .
مع أول من آمن بالله ـ من النساء ـ ... وأول من صلى مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ... وأول من رُزق منها الأولاد ... وأول من بشرها بالجنة من أزواجه ... وأول من أقرأها ربها السلام ... وأول صدِّيقة من المؤمنات ... وأول زوجات النبى صلى الله عليه والسلام وفاة ... وأول قبر نزل فيه النبى الكريم صلى الله عليه وسلم بمكة ... آمنت به حين كفر به الناس وصدقته حين كذّبه الناس وواسته بمالها حين بخل الناس ورزقه الله منها الولد .
إنها خديجة بنت خويلد ـ رضى الله عنها ـ سيدة نساء العالمين
من هى خديجة ـ رضى الله عنها ـ
هى أم المؤمنين وسيدة نساء العالمين فى زمانها . أم القاسم ابنة خويلد بن أسد بن عبدالعزى بن قُصى بن **** ، القرشية الأسدية .
وأمها هى فاطمة بنت زائدة العامرية .
وولدت فى أم القرى وكان ذلك قبل عام الفيل بخمس عشرة سنة تقريباً .
حكمتها ورجاحة عقلها
وليس شىء أدل على حكمتها ورجاحة عقلها من أنها اختارت النبى صلى الله عليه وسلم زوجا رغم كونه إذ ذاك فقيراً وهى غنية ثرية يتطلع إليها أثرياء قومها وأشرافهم فتأبى ، وما ذاك إلا أنها عرفت بحكمتها وحصانة عقلها أن كمال الرجولة ، وشرف المروءة ، وسلامة الطبع أمر وراء الغنى المادى ، والعرض الزائل .
إنها تبحث عن نوع آخر من الغنى والثراء !
إنه غنى النفس ، وثراء الضمير ، ودماثة الخلق ! وأين تجد ذلك كله على الوجه الأكمل فى غير محمد صلى الله عليه وسلم ، وإذا كان بعض الكتاب يذهب إلى أن الذى دفعها إلى الاقتران بالنبى صلى الله عليه وسلم هو ما ذُكر لها من حسن تعاطيه للتجارة بيعاً وشراءً ، وما اتصف به فى تجارته من صدقٍ وأمانة وغير ذلك .
فإنا نقول : إنّ هذا وإن كان من الأسباب التى يرغب لمثلها الرجال ـ لا سيما من كانت ذات مال كخديجة رضى الله عنها ـ تحتاج من يتجر لها فى مالها .
غير أنا نقول : أن السبب الحقيقى فى زواج هذه المرأة بمحمد صلى الله عليه وسلم وهى فى سن الأربعين أى فى اكتمال عقلها ورشدها فليست بالفتاة الطائشة ، ولا العجوز الخرفة ... السبب الحقيقى هو بحثها عن الرجولة الكاملة ... الرجولة بكل معنيها من خلق ومروءة وفتوة وإيثار وكرم خصال .
فى رحاب الذرية المباركة
وكانت خديجة فى غاية البهجة والسرور لأنها تشعر بل وتوقن بأن زوجها صلى الله عليه وسلم سيكون له شأن عظيم فكانت تتمنى أن يرزقها الله منه بالولد وجاءت اللحظة السعيدة التى ولدت فيها خديجة أول مولودٍ للحبيب صلى الله عليه وسلم وهو القاسم ـ الذى كان يكنى به الحبيب صلى الله عليه وسلم ـ ثم تتابعت بعد ذلك الذرية المباركة فولدت له بعد ذلك زينب وأم كلثوم وفاطمة ورقية وعبدالله الذى كان يسمى بالطيب والطاهر .
وقد أدركتهن الوفاة فى حياة النبى صلى الله عليه وسلم إلا ابنته فاطمة فقد توفيت بعده بستة أشهر .
الله سبحانه يقرئ خديجة السلام
عن أنس قال : جاء جبريل إلى النبى صلى الله عليه وسلم وعنده خديجة فقال : إن الله يقرئ خديجة السلام ، فقالت : إن الله هو السلام ، وعلى جبريل السلام ، وعليك السلام ورحمة الله وبركاته . رواه النسائى فى فضائل الصحابة ، وإسناده صحيح .
عام الحزن
انطلق المسلمون من الشٍِعب يستأنفون نشاطهم القديم بعد ما قطع الإسلام فى مكة قرابة عشرة أعوام مليئة بالأحداث الضخمة ، وما أن تنفس المؤمنون من الشدة التى لاقوها حتى أصيب الرسول صلى الله عليه وسلم بوفاة زوجته خديجة ثم بوفاة عمه أبى طالب .
وحزن النبى صلى الله عليه وسلم لموتها حزناً شديداً فلقد كانت نعم الزجة الصابرة المخلصة التى آزرته طوال حياته وبذلت من أجل نُصرة هذا الدين كل غالٍ ونفيس فلم يستطع النبى صلى الله عليه وسلم أن ينساها أبداً وكان يحمل لها وفاءً يعجز القلم عن وصفه .
فها هو الحبيب يُثنى عليها ويقول : " كمل من الرجال الكثير ولم يكمل من النساء ألا آسية امرأة فرعون ومريم بنت عمران وخديجة بنت خويلد وإن فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام " متفق عليه .
وأخيراً فلا نملك ونحن نودع أمنا الغالية إلا أن نقرأ قوله تعالى :
( إن المتقين فى جنات ونهر * فى مقعد صدق عند مليك مقتدر )
فرضى الله عنها وأرضاها وجعل جنة الفردوس مثواها .