الغسلين) و (الضريع) في القرآن الكريم..!!
قال الله تعالى في سورة الحاقة (( ولا طعام إلا من غسلين ))
وقال تعالى في سورة الغاشية (( ليس لهم طعام إلا من ضريع ))
الحديث في الا يتين عن طعام أهل النار -أعاذنا الله منها جميعا- و قبل بيان كيفية الجمع بين الايتين اقدم مفهوم الضريع والغسلين أولا.
الغِسْلِين فِعْلين من الغَسل؛، والنون زائدة، والمراد: ما يسيل من جلود أهل النار من الصديد والدم. فكأنه ينغسل من أبدانهم.
و عن ابن عباس هو صَدِيدُ أهل النار السائل من جروحهم وفروجهم.
أما الضريع فقد تعددت أقوال الفقهاء في مفهومه:
فقيل انه يابس الشِّبْرِق (بكسر الشين المعجمة وسكون الموحدة وكسر الراء) وهو نبت ذو شَوك إذا كان رطباً فإذا يبس سمي ضَريعاً وحينئذ يصير مسموماً وهو مرعى للإِبل ولحُمُر الوحش إذا كان رطباً، فما يعذب بأهل النار بأكله شبه بالضريع في سوء طعمه وسوء مَغبته. وعلى هذا المعنى عامة المفسرين.
وقال الخليل: الضريع: نبات أخضر مُنتن الريح، يرمي به البحر.
وقال الوالبيّ عن ابن عباس: هو شجر من نار، ولو كانت في الدنيا لأحرقت الأرض وما عليها.
وقال سعيد بن جُبير: هو الحجارة، وقاله عكرمة.
وعن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " الضريع: شيء يكون في النار، يشبه الشوك، أشدّ مرارة من الصبرِ، وأنتن من الجيفة، وأحر من النار، سماه الله ضريعاً "
وقال خالد بن زياد: سمعت المتوكل بن حمدان يسأل عن هذه الآية { لَّيْسَ لَهُمْ طَعَامٌ إِلاَّ مِن ضَرِيعٍ } قال: بلغني أن الضريع شجرة من نار جهنم، حَمْلها القيح والدم، أشدّ مرارة من الصَّبرِ، فذلك طعامهم.
وقال ابن كيسان: هو طعام يَضْرعون عنده ويذِلون، ويتضرعون منه إلى الله تعالى، طلباً للخلاص منه؛ فسمي بذلك، لأن آكله يضرع في أن يُعْفَى منه، لكراهته وخشونته.
ثانيا: كيف الجمع بين الايتين؟؟؟؟؟؟؟
يقول القرطبي:. ووجه الجمع أن النار دَرَكات؛ فمنهم مَنْ طعامه الزُّقوم، ومنهم من طعامه الغِسلين، ومنهم من طعامه الضريع، ومنهم من شرابه الحميم، ومنهم من شرابه الصّديد. قال الكلبيّ: الضريع في درجة ليس فيها غيره، والزقوم في درجة أخرى.
وقيل: الضريع اسم سَمّى القرآن به شجراً في جهنم وأن هذا الشجر هو الذي يسيل منه الغِسلين الوارد في قوله تعالى:{ فليس له اليوم ههنا حميم ولا طعام إلا من غِسلين }[الحاقة: 35، 36]
وعليه فحرف { مِن } للابتداء، أي ليس لهم طعام إلا ما يخرج من الضريع والخارج هو الغسلين وقد حصل الجمع بين الآيتين.و الى هذا القول ذهب الفقيه بن عاشور.
وقيل :إنَّ الله تعالى يُرسل على أهل النار الجوع, حتى يعدل عندهم ما هم فيه من العذاب، فيستغيثون، فيُغاثون بالضريع، ثم يَستغيثون فيُغاثون بطعام ذي غُصّة، فيذكرون أنهم كانوا يحيزون الغصص في الدنيا بالماء، فيستسقون، فيعطشهم ألف سنة، ثم يسقون من عين آنية شديدة الحر، لا هنيئة ولا مريئة، فكلما أدنوه من وجوههم سلخ جلودَ وجوههم وشواها، فإذا وصل إلى بطونهم قطعها،
قال تعالى:{ فَقَطَّعَ أَمْعَآءَهُمْ }[محمد:15] هـ.
والعذاب ألوان، والمعذّبون طبقات؛ فمنهم أكلة الزقوم، ومنهم أكلة الغسلين، ومنهم آكلة الضريع.. فلا تناقض.
أعاذنا الله واياكم من النار وجعلنا من أهل الجنان وجعل شرابنا من تسنيم
آمين..
</I>