بسم الله الرحمن الرحيم
الزواج الأطول عمرا
إن الإرتباط الشرعي بين الطرفين هو ميثاق غليظ أخذه الله على بني البشر
بقواعد وأسس حددها الله سبحانه وتعالى بنفسه
ولم يتركها للبشر حتى لا تكون هذه القواعد خاضعة لهوى النفوس
حيث قال
وَقَدْ أَفْضَى بَعْضُكُمْ إِلَى بَعْضٍ وَأَخَذْنَ مِنْكُمْ مِيثَاقاً غَلِيظاً
(سورة النساء الآية21)
وقد بينت السيرة المطهر بنود هذه القواعد فجعلت لها ضوابط ...
شارحة في ذلك الضوابط القرآنية
(من حيث)
المسكن
أَسْكِنُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ سَكَنْتُمْ مِنْ وُجْدِكُمْ وَلا تُضَارُّوهُنَّ لِتُضَيِّقُوا عَلَيْهِنَّ
وَإِنْ كُنَّ أُولاتِ حَمْلٍ فَأَنْفِقُوا عَلَيْهِنَّ حَتَّى يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ فَإِنْ أَرْضَعْنَ لَكُمْ فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ
وَأْتَمِرُوا بَيْنَكُمْ بِمَعْرُوفٍ وَإِنْ تَعَاسَرْتُمْ فَسَتُرْضِعُ لَهُ أُخْرَى
(سورة الطلاق الآية 6)
المعاشرة
وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ
فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْراً كَثِيراً
(سورة النساء الآية 19 )
الخلافات
وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَابْعَثُوا حَكَماً مِنْ أَهْلِهِ وَحَكَماً مِنْ أَهْلِهَا
إِنْ يُرِيدَا إِصْلاحاً يُوَفِّقِ اللَّهُ بَيْنَهُمَا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيماً خَبِيراً
(سورة النساء الآية 35 )
الطلاق
الطَّلاقُ مَرَّتَانِ فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ
وَلا يَحِلُّ لَكُمْ أَنْ تَأْخُذُوا مِمَّا آتَيْتُمُوهُنَّ شَيْئاً إِلَّا أَنْ يَخَافَا أَلَّا يُقِيمَا حُدُودَ اللَّهِ
فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا يُقِيمَا حُدُودَ اللَّهِ فَلا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا فِيمَا افْتَدَتْ بِهِ
تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلا تَعْتَدُوهَا وَمَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ
(سورة البقرة 229)
وحتى يعيش الإنسان الحياة الزوجية المستقرة داخل هذه الضوابط الشرعية على كل طرف
أن يكون متوافقا مع الطرف الآخر ( إلى حد ما )
وأقصد بالتوافق جوانب متعددة ( الفكري ، الإقتصادي ، الإجتماعي ، ........الخ)
و هنا أسأل
هل الزواج الأطول عمرا هو الزواج التقليدي والذي كانت تدور فصول تحضيره إلى الأب والأم
مع أخذ نصيب يسير من المشورة من
(البنت أو الولد).
وهل كانت الأسرة تقوم بتزويج الأبناء بناء على التوافقات
أم كان هناك حسن النوايا والمعرفة القبلية للأسرة والعادات والتقاليد
أم هو الزواج الذي تُهمش فيه الأسرة بدعوى أنه سبق التعارف و الإتفاق بين الطرفين
بغض النظر عن مكان وجودهما سواء في الدراسة أو العمل
بزعم أن كل طرف قد درس الطرف الآخر وما على الولي إلاّ الحضور الشرفي
في تأدية أركان الزواج للإبن أو البنت.