صحابى كريم اسماه النبى "صلى الله عليه وسلم " بسيد الشهداء .
صحابى أخذ على عاتقه الدفاع عن الرسول الأمين "صلى الله عليه وسلم"
صحابى كان إسلامه نصراً لدين الله ورسول الله
صحابى كان بالمرصاد لأبى جهل
صحابى قاتل قتال الأبرار يوم بدر
صحابى كان يحصد رقاب المشركين فى يوم أحد ويقاتل بسيفين
صحابى كان احد اعمام النبي صلى الله عليه وسلم
صحابى عرف بين أهل التوحيد بأنه أسد الله وأسد رسول الله
صحابى جعل الله روحه فى أجواف طير أخضر يرد أنهار الجنة ثم تأوى هذه الطيور إلى قناديل من ذهب معلقة في ظل العرش
هو ..
سيد الشهداء يوم القيامه
"إسمه : حمزة بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف القرشي الهاشمي
كنيته : كان يكنى بأبي عمارة
إمه : هي هالة بنت أهيب بن عبد مناف ابن هرة بن كلاب بن مرة
أولاده : يعلى وعامر وامامه
[size=16]قصة إسلامه : [/size]
إن الله تعالى إذا أراد بعبد خيرا يسير له اسبابه الهداية
روى الطبراني مرسلا ورجاله رجال الصحيح عن محمد بن كعب القرظي قال :
(( كان إسلام حمزة " رضي الله عنه " حمية وكان رجلا راميا
وكان يخرج من الحرم أى المكي فيصطاد فإذا رجع مّر بمجلس قريش
وكانوا يجلسون عند الصفا والمروة فيمر بهم فيقول رميت كذا وكذا
ثم ينطلق إلى منزله – فأقبل من رمية ذات مرة فلقيته امرأة فقالت لخ يا أبا عمارة
لقد فعل أبو جهل كذا وكذا بابن أخيك [ تقصد رسو الله " صلى الله عليه وسلم " ]
فقال: هل رآه أحد ؟ قالت إى والله لقد رآه أناس .
فأقبل حتى أنتهى إلى مجلس عند الصفا والمروة وقوم جلوس وفيهم أبو جهل
فاتكأ على قوسه ثم جمع قوته وأمسك بالقوس وضرب به بين أذنى أبو جهل
ثم قال خذها بالقوس واخرى بالسيف 0
أشهد الا إله إلا الله وأنه محمداً رسول الله " صلى الله عيه وسلم " وأنه جاء بالحق من عند الله))
وهكذا نستطيع القول إن الأفق المتلبد بالسحب قد يتولد منه برق يضئ
ولقد كان لإسلامه اولا حمية وأنفة ولكن بعد ذلك شرح الله صدره بنور اليقين
فاستمسك بالعروة الوثقى وصار من أفاضل المؤمنين
ومنذ تلك اللحظة التى اعلن فيها إسلامه ظل ملازما للحبيب " صلى الله عليه وسلم " ملازمة الرجل لظله .
إسلام حمزة نصر :
مكة كانت تغط في نومها بعد يوم مليئ بالسعي والكد والقرشيون يتقلبون في مضاجعهم هاجعين
غير واحد– لانه كان على موعد مع الله تبارك وتعالى
كان هذا العابد محمد بن عبد الله ..
قالت زوجته هون على نفسك وخذ حظك من النوم –
كان يقول لها – لقد انقض عهد النوم يا خديجة ولم يكن أمره مدارّ من قريشا بعد ,
فقد كان الذين آمنوا به يومئذ قليل ومع قلتهم كانوا ضعفاء 0
ولكن إسلام حمزة جعل من قلتهم كثرة فقد أغرى إسلامه الكثير ممن حدثتهم أنفسهم بالإسلام –
وجعل إسلام حمزة من ضعفهم قوة – هكذا أعز الله الإسلام بحمزة ووقف شامخاً قويا
يذود عن رسول الله " صلى الله عليه وسلم " وعن المستضعفين من أصحابه ,
لقد كان إسلامه درعاً واقياً للمسلمين وكان اغراء ناجحاً لكثير من القبائل التي قادها إسلام حمزة اولاً
ثم إسلام عمر بن الخطاب بعد ذلك إلى الإسلام قد دخلت فيه افواجاً ,
ومنذ أسلم حمزة نذر كل عافيته وبأسه وحياته لله ولدينه حتى خلع عليه النبي " صلى الله عليه وسلم " هذا اللقب العظيم
" حمزة أسد الله وأسد رسوله " اسناده صحيح ورواه الحاكم في المستدرك ..
صاحب العقل الراجح :
لقد كان حمزة يحمل عقلا نافذاً وضميراً مستقيما –
فحين عاد إلى بيته بعد إعلان إسلامه امام سادات قريش – جلس يفكر كيف اعلن إسلامه .. ومتى ؟
لقد اعلنه في لحظة من لحظات الحمية والغضب والانفعال
لقد ساءه أن يساء ابن أخيه ويظلم دون أن يجد له ناصرا فغضب له
فأخذته الحمية لتشرف بني هاشم فشج رأس أبي جهل وصرخ في وجهه بإسلامه .
صحيح أنه لا يشك لحظة في صدق محمد بن أخيه ولا في نزاهة قصره
ولكن
أيمكن للمرء ان يستقبل دينا جديداً وما يفرضه من مسئوليات وتبعات في لحظة غضب مثلما صنع حمزة الآن ؟
وشرع يفكر – قال حمزة – لقد أتيت الكعبة وتضرعت على فراق دين آبائي وقومي
وبتّ من الشك في أمر عظيم لا أكتحل بنوم –
فما إن تضرعت إلى الله الا وقد شرح الله صدري للحق واذهب عني الريب – وغدوت إلى رسول الله " صلى الله عليه وسلم " فأخبرته بما كان من أمرى .
فدعا الله لي أن يثبت على الايمان قلبي – وهكذا أسلام حمزة إسلام اليقين .
فضائله :
1- روى الحاكم في المستدرك عن جابر بن عبد الله عن النبي " صلى الله عليه وسلم " قال " سيد الشهداء حمزة بن عبد المطلب "
والحديث حسن بمجموع طرقه
2- وروى الحاكم – واسناده صحيح عن سعد بن أبي وقاص " رضي الله عنه " قال
[ كان حمزة بن عبد المطلب يقاتل يوم أحد بين يدى النبي " صلى الله عليه وسلم " ويقول " أنا أسد الله " ]
صفحات مضيئة من جهاد الحمزة –" رضي الله عنه " :
إن أول سرية خرج فيها المسلمون للقاء العدو كان أميرها حمزة سرية تعرف بسرية سيف البحر..
في شهر رمضان سنة 1 هجريا أرسل رسول الله " صلى الله عليه وسلم " وأمّر عليها حمزة بن عبد المطلب
وبعثه في رجلاً من الانصار يعترض عيزا لقريش جاءت من الشام وفيها أبو جهل بن هشام في ثلاثمائة رجل
فبلغوا سيف البحر من ناحية العيص [ بالكسر ] فالتقوا واصطفوا للقتال فمشي مجدي بن عمرو الجهني
– وكان حليفا للفريقين جميعا – بين هؤلاء وهؤلاء حتى حجز بينهم فلم يقتتلوا [ أنظر سيرة ابن هشام ] بتصرف .
أسد الله في غزوة بدر :
عادت فلول قريش من بدر إلى مكة تتعثر في هزيمتها وخيبتها
وعادوا وهم مخلوعي القلب مطأطئ الرأس –
ما كادت قريش تتجرع هذه الهزيمة المنكرة في سلام .
فراحت تعدّ عدّتها وتحشر بأسها لتثأر لنفسها ولشرفها ولقتلاها
وصممت قريش على الحرب فكانت غزوة أحد –
ما كادت تمر سنة إلا وكانت قريش قد استكملت عدتها واجمع اليهم احلافهم من المشركين
وانضم إليهم كل ناقم على الإسلام وأهله
فخرج الجيش الثائر في عدد يربو – اى يزيد – على ثلاثة آلاف وكان قائده أبو سفيان –
الذي قد رأى أن يستصحب النساء معه حتى يكون ذلك أبلغ في استماتة الرجال دون أن تصاب اعراضهم
[ انظر فقه السيره للغزالى ]
وكان زعماء قريش يهدفون بمعركتهم الجديدة هذه إلى رجلين اثنين هما
الرسول " صلى الله عليه وسلم " وحمزة " رضي الله عنه " وأرضاه
كان حمزه يسمع أحاديث قريش ومؤامراتهم قبل الخروج للحرب
ولقد أختارو قبل الخروج الرجل الذي وكلوا إليه أمر حمزة وهو عبد حبشي كان ذا مهارة خارقة في قذف الحربة –
جعلوا مهمته في المعركة أن يتصيد حمزة وحذروه من أن يشغله عن هذه الغابة بشئ آخر مهما يكن مصير المعركة واتجاه القتال
ووعدوه بثمن غال وعظيم وهو حريته فقد كان الرجل واسمه [ وحشي ] عبداً لجبير بن مطعم –
ثم أحالوه إلى هند بنت عتبة زوجه ابي سفيان لتزيده تحريضا وذلك لانها فقدت اباها وعمها وأخاها وابنها في غزوة بدر
وقد قيل لها إن حمزة هو الذي قتل بعض هؤلاء واجهزعلى البعض الآخر –
ولقد وعدت هند وحشيا إن قتل حمزة لتعطيه قرطها واللؤلؤ والقلائد الذهبية التي تزدهم حول عنقها
.. اذا كانت المعركة يراد منها حمزة – انظر رجال حول الرسول .
اسد يقاتل بسيفين :
التقى الجيشان وحمى الوطيس
وقام أسد الله يصول ويجول في ارض المعركة يشق الصفوف شقا ويهدّ المشركين بسيفه هداً
بل لقد كان يقاتل قتال الليوث المهتاجة فصدّ حملة اللواء من بني عبد الدار واقتنص أرواحهم فردا فردا
(( عن سعد بن أبي وقاص قال :
كان حمزة يقاتل يوم أحد بين يدى رسول الله " صلى الله عليه وسلم " بسيفين ويقول : أنا أسد الله ))
ولولا أن ترك الرماة مكانهم فوق الجبل ونزلوا إلى أرض المعركة ليجمعوا غنائم العدو المهزوم لكانت غزوة أحد مقبرة لقريش كلها رجالها .. نسائها .. بل وخيلها وإبلها ..
لقد دهم فرسان قريش المسلمين وأتوهم من ورائهم على حين غفلة وأعملوا فيهم سيوفهم الظامئة المجنونة
وراح المسلمون يجمعون أنفسهم من جديد ويحلون سلاحهم الذى كان بعضهم قد وضعه حين رأى جيش قريش ينسحب ويولى الأدبار
ولكن المفاجأة كانت قاسية وعنيفة ورأى حمزة ما حدث فضاعف قوته ونشاطه وبلاءه وأخذ يضرب عن يمينه وشماله وبين يديه ومن خلفه ..
ووحشى هناك يترقبه ويتحين الفرصة الغادرة ليوجه نحوه ضربة [ انظر رجال حول الرسول ] .
وها هى رياح الموت تهب على أرض المعركة .
وها هى اللحظة التى قدرها الله عز وجل ليرحل حمزة "رضي الله عنه " عن الدنيا ويصبح سيد الشهداء.
نعيم الشهداء
هكذا رحل أسد الله عن الدنيا – ليس شهيداً فحسب بل سيداً للشهداء
وفاز بتلك المنقبة العظيمة التى أخبر عنها الحبيب "صلى الله عليه وسلم" بعد تلك الغزوة
فلقد روى أبو داود والحاكم ومسلم – من حديث ابن عباس قال : قال النبى "صلى الله عليه وسلم " لما أصيب إخوانكم بأحد
جعل الله أرواحهم فى أجواف طير خضر ترد الجنة وتأكل من ثمارها وتأوى إلى قناديل من ذهب معلقة فى ظل العريش
فلما وجدو طيب مأكلهم ومشربهم ومقبلهم قالوا من يبلغ إخواننا عنا أننا أحياء فى الجنة نرزق
قال الله أنا أبلغهم عنكم فأنزلت [ ولا تحسبن الذين قتلوا فى سبيل اللله أمواتاً ] .
التمثيل بالجسد الطاهر :
لم يكتف اعداء الله بقتل حمزة " رضي الله عنه " بل مثلوا بجسده
فإنه عندما بحث الصحابة ومعهم الحبيب محمد " صلى الله عليه وسلم " عن حمزة وجدوه قد بقر بطنه واحتمل وحشى كبده إلى هند
في نذر نذرته حين قتل أباها يوم بدر – فدفن في نمرة كانت عليه اذا رفعت إلى رأسه برت قدماه فغطوا قدميه بشئ من الشجر
[ انظر سير اعلام النبلاء – للذهبي ] المجلد الاول .
وروى أحمد وابن ماجه أن رسول الله " صلى الله عليه وسلم " لما سمع النساء يبكين قتلاهن ..
قال الرسول " صلى الله عليه وسلم " [ لكنّ حمزة لا بواكى له ] بتصرف
ومن عجب أن هند بنت عتبة الذي صرعه المسلمون ببدر وزوجه أبي سفيان قائد جيش الشرك والوثنية
مضغت كبد حمزة راجية أن تشفى تلك الحماقة حقد وغلهّا ولكن الكبد استعصت على أنيابها وأعجزتها أن تسيغها فأخرجتها من فمها –
والرسول " صلى الله عليه وسلم " لما نظر فوجدا أن عمه حمزة قد مثلوا به – فوجم وضغط على أسنانه فما كان يتصور قط أن يهبط الخلق العزلى إلى هذه الوحشية البشعة –
ثم قال الرسول " صلى الله عليه وسلم " [ لن أصاب بمثلك أبداً وما وقفت موقفا قط أغيظ إلىّ موقفي هذا .. ]
ثم قال .. " والله لئن أظفرا الله بهم يوماً من الدهر لنمثلن بهم مثله لم يمثلها احد من العرب ..
" لكن الله العادل اعلم نبيه " صلى الله عليه وسلم " درسا آخر في العدل حتى مع الاعداء والرحمة حتى ولو كانت مع المشركين
فقال تعالى " وإن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به ولئن صبرتم لهو خير الصابرين "
وفي لحظات الوداع هذه لم يجد الرسول الكريم " صلى الله عليه وسلم " تحية يودّعه بها خيرا من أن يصلي عليه بعدد شهداء المعركة جميعا
– فلقد حملوا جثمان حمزة إلى مكان الصلاة في أرض المعركة فصلى عليه الرسول " صلى الله عليه وسلم " ثم أتوا بشهيد آخر فصلى عليه الرسول " صلى الله عليه وسلم " وترك حمزة مكانه
ثم جلب شهيد ثالث فوضع إلى جوار حمزة وصلى عليهما الرسول
وجلب الشهداء شهيد بعد شهيد والرسول " صلى الله عليه وسلم " يصلي على كل منهم وعلى حمزة معه
حتى صلى على عمه يومئذ سبعين صلاة .