أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خُلقت
بداية ً سنتأمل في
الإعجاز الإلهي في خلق الإبل
من إعداد الأستاذ / عبد القادر شحرور
مقدمة :
تميزت الجزيرة العربية قديماً بحيوانات عاشت في صحاريها، عاشرها أهلها وعاشرتهم حيناً من الدهر وما يزال ، وكان لها الأثر في نفوسهم ، تلك هي الإبل، وكثرة الأسماء عند أهل الأصول تدل على عظمة المسمى كما يقولون
يقول القرطبي رحمه الله الإبل أجمع للمنافع من سائر الحيوان,لأنها ضروبة أربعة: حلوبة، وركوبة، وأكولة، وحمولة. والإبل تجمع هذه الخلال الأربع؛ فكانت النعمة بها أعم، وظهور القدرة فيها أتم ).
فالإبل هو الحيوان الوحيد الذي يحمل عليه ويؤكل لحمه ويشرب لبنه !
وهي مال العرب بها تمهر النساء ، ومنها غذاؤهم وكساؤهم، وهي التي حملت الفرسان فكانت هزيمة كسرى وفيلته في معركة القادسية ،وحملت المؤن والماء فكانت مأثرة خالد بن الوليد في عبور الصحراء وهزيمة الروم في معركة اليرموك.
كما نقلت الحرير والتوابل فكانت قوافل التجارة بين الشرق والغرب،وحملت الحبوب والتمور فكانت تجارة قريش وكانت رحلة الشتاء والصيف ،وحملت الهوادج فكانت راحلة الأمان والهدوء والاطمئنان لنساء الملوك والأمراء.
وهي أنفس أموال العرب يضربون بها المثل في نفاسة الشيء لأنه ليس هناك أعظم منه , ومن ذلك قوله صلى الله عليه وسلملعَلِيّرضي الله عنه : "فوالله لأن يهدي الله بك رجلاً واحداً خير لك من أن تكون لك حمر النعم" وهي الإبل الحمر.
فالإبل حيوانات عظيمة الخلق، في معيشتها أسرار، وفي خلقها إعجاز كبير، ولها سلوكيات نادرة وطبائع غريبة قد لا تتوفر في أي مخلوق حي آخر.
[size=16]زينة الإبل :
1- الرحل :
الرحل هو السرج الذي يوضع على الناقة ليجلس عليه الراكب.
2- الوضين :
يثبت الرحل على الناقة باستخدام حبل أو رباط مما كان متاحاً من المواد , كالصوف أو الشعر وينسج نسجاً .
3- الخطام :
الخطام :هو المقود الذي يقاد به البعير وتعريفه "ما وضع في أنف البعير ليقاد به "
4- الغبيط :
الغبيط هو الهودج الذي يجعل على ظهر البعير فوق الرحل ، ويقصد منه أن تجلس فيه المرأة وهي في ستر , وقد يسمى هذا الغبيط بالظعائن والظعن وهذا مشهور في الشعر.
5- الرجازة والنحيزة
الرجازة : وهي شعر أو صوف يعلق على الهودج في خيوط يزين بها ...
أما النحيزةفهي : " نسيجة طويلة يكون عرضها شبراً وعظمة ذراع تعلق على الهودج يزين بها ".( 1)
ألفاظ الإبل التي وردت في القرآن العزيز :
1- الإبل:
لقد وقف أهل اللغة على هذه اللفظة فقالوا فيها وأجزلوا فقال أهل اللغة : الإبل لا واحد لها من لفظها وهي مؤنثة لأن أسماء الجموع التي لا واحد لها من لفظها إذا كانت لغير الآدميين فالتأنيث لها لازم , والجمع آبال .
وقد ورد لفظ الإبل في القرآن الكريم في عدة مواضع، وبألفاظ مختلفة
، هي : لفظ الإبل الذي ورد في موضعين
هما قوله تعالى : [وَمِنَ الإِبِلِ اثْنَيْنِ](الأنعام: 144)، وقوله تعالى: [أَفَلَا يَنْظُرُونَ إِلَى الإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ ] (الغاشية: 17).
2- الناقة : هي أنثى الجمل, قال أهل اللغة : وهي تدل على المفرد وجمعها نوق، أو أنوُقٌ، وأينُق، وأيانِق، و نِياق.
ولفظ الناقة ورد في سبعة مواضع، مرتان في سورة الأعراف، ومرة واحدة في كلٍ السور الآتية: هود - الإسراء – الشعراء- القمر - الشمس· وكلها تشير إلى ناقة النبي صالح عليه السلام، كما في قوله تعالى: [وَآَتَيْنَا ثَمُودَ النَّاقَةَ مُبْصِرَةً]{الإسراء:59} ، وقوله تعالى: [هَذِهِ نَاقَةُ اللهِ] {هود:64} .
3 - العِير:
وقد ورد في القرآن لفظة العير فقد وردت فقط في سورة يوسف ثلاث مرات.
والعير: القوم معهم حملهم من المِيرَةَ، يقال للرجال وللجمال معاً، ولكل واحد منهما دون الآخر(3) .
إذاً العير هي الإبل التي تحمل الطعام وغيره.
4- البدن:
أما لفظة (البدنة) فقد قال جمهور أهل اللغة وجماعة من الفقهاء: يقع على الواحدة من الإبل والبقر والغنم، سميت بذلك لعظم بدنها .
فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنّ رَسُولَ اللّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "مَنِ اغْتَسَلَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ غُسْلَ الْجَنَابَةِ، ثُمّ رَاحَ. فَكَأَنّمَا قَرّبَ بَدَنَة ً" الحديث , رواه مسلم .
5 - الجمل :
ورد اسم الجمل مفرداًبالنص الصريح مرة واحدة في قوله تعالى :
[إِنَّ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا وَاسْتَكْبَرُوا عَنْهَا لَا تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ وَلَا يَدْخُلُونَ الجَنَّةَ حَتَّى يَلِجَ الجَمَلُ فِي سَمِّ الخِيَاطِ وَكَذَلِكَ نَجْزِي المُجْرِمِينَ]{الأعراف:40}
فأما معنى (سَمِّ ) :فهو ثقب الإبرة, وكل ثقب لطيف في البدن كالأنف أو غير ذلك يسمى سَمّا وجمعه سموم. وجمع السم القاتل سِمام.
وأما الخِياط: فإنه المِخْيَط, أي ما يخاط به: وهي الإبرة.
قال القرطبي : والجمعمن الجمل:جِمال وأجمَال وجِمَالات وجمائل. وإنما يسمى جملاًإذا بلغ أربع سنوات.
6 - الِهيم :
قال الله تعالى:[فَشَارِبُونَ شُرْبَ الهِيمِ]{الواقعة:55} قال جمهور المفسرين وأهل اللغة: الهيم هي الإبل العطاش·
7 - البعير :
قال أهل اللغة : البعير يشمل الجمل والناقة كالإنسان للرجل والمرأة , وإنما يسمى بعيراً إذا أجذع , والجمع أبعِرة , وأباعر , وبُعران .
وقد جاء ذكرهفقطفي سورة يوسف .
8 - الأنعام :
وهي : الإبل , والبقر , والغنم ..
قال أهل اللغة : وأكثر ما يقع على هذا الاسم الإبل .
والأنعام يذكر ويؤنث قال الله تعالى : [مِمَّا فِي بُطُونِهِ ]وقال : [مِمَّا فِي بُطُونِهَا ].
قال الله تعالى : [وَالأَنْعَامَ خَلَقَهَا لَكُمْ فِيهَا دِفْءٌ وَمَنَافِعُ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ] {النحل:5}
وقال تعالى :[وَتَحْمِلُ أَثْقَالَكُمْ إِلَى بَلَدٍ لَمْ تَكُونُوا بَالِغِيهِ إِلَّا بِشِقِّ الأَنْفُسِ إِنَّ رَبَّكُمْ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ] {النحل:7}
من المعروف أن الجمل يستطيع أن يسير مسافة 144 كم في حوالي 10 ساعات ويقطع مسافة 448 كم في حوالي 3 أيام , ويستطيع أن يحمل من 200 – 300 كغ على ظهره أثناء السفر .
9 - البَحيرة : قال أهل اللغة : وهي ابنة السائبة .
10- السائبة: قال أهل اللغة : الناقة التي كانت تُسَيّب في الجاهلية لنذرٍ أو نحوه .
11 - الوصيلة: روى البخاري عن سعيد بن المسيب قال: الناقة البكر تبكر في أول نتاج الإبل بأنثى ثم تثني بعد بأنثى وكانوا يسيبونها لطواغيتهم إن وصلت إحداهما بأخرى ليس بينها ذكر .
12 - الحام: فحل الإبل يضرب الضراب المعدودة فإذا قضى ضرابه ودعوه للطواغيت وأعفوه من أن يحمل عليه شيء وسموه الحامي .
قال الله تعالى :
[مَا جَعَلَ اللهُ مِنْ بَحِيرَةٍ وَلَا سَائِبَةٍ وَلَا وَصِيلَةٍ وَلَا حَامٍ وَلَكِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يَفْتَرُونَ عَلَى اللهِ الكَذِبَ وَأَكْثَرُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ ] ( المائدة:103 )
كان العرب قبل الإسلام قد حرموا أنواعاً من الأنعام وجعلوها أجزاءً وأنواعاً
وهذه الأنواع الأربعة المشار إليها في الآية السابقة من الأنواع التي ابتدعوها في الأنعام .
13 - العِشَار: قال أهل اللغة : وهي الناقة التي أتى عليها من وقت الحمل عشرةُ أشهر .
قال تعالى: [وَإِذَا العِشَارُ عُطِّلَتْ ] ( التَّكوير:4 )
تظهر في الصورة عملية حلب الإبل للحصول على الحليب
الإعجاز الطبي النبوي في مسار العلاج بأبوال الإبل:
إن أول من وصف العلاج بأبوال الإبل رسول الله صلى الله عليه وسلم .وليس مرادنا هنا بسط الكلام عن العلاج بأبوال الإبل , وبالله التوفيق .
مسار العلاج النبوي بأبوال الإبل :
عادة ً يكون مسار العلاج عند الإنسان بدءاً من الاكتشاف ثم التجارب الطبية المعملية تليها التجارب على حيوانات التجارب ثم على الإنسان .
بينما في الطب النبوي نبدأ من الإنسان ثم على حيوانات التجارب ثم التجارب العملية لاكتشاف الأسرار والمعلومات الطبية . وهنا السؤال يطرح نفسه هل النبي صلى الله عليه وسلم كان عنده معمل تجارب أو حيوانات تجارب ؟ بل كيف اكتشف الدواء من أبوال الإبل وغيرها !.
وبول الإبل فيه إشارة في القرآن الكريم قال الله سبحانه وتعالى : [أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا خَلَقْنَا لَهُمْ مِمَّا عَمِلَتْ أَيْدِينَا أَنْعَامًا فَهُمْ لَهَا مَالِكُونَ * وَذَلَّلْنَاهَا لَهُمْ فَمِنْهَا رَكُوبُهُمْ وَمِنْهَا يَأْكُلُونَ * وَلَهُمْ فِيهَا مَنَافِعُ وَمَشَارِبُ أَفَلَا يَشْكُرُونَ] {يس: 71 – 73 }
فالشاهد كلمة َمَشَارِبُ وهي بالجمع , قال ابن كثير : " وَلَهُمْ فِيهَا مَنَافِعُ وَمَشَارِبُ " أي من الألبان والأبوال لمن أراد التداوي .
لماذا الإبل من بين سائر الحيوانات ؟
قال الله تعالى:
[أَفَلَا يَنْظُرُونَ إِلَى الإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ * وَإِلَى السَّمَاءِ كَيْفَ رُفِعَتْ * وَإِلَى الجِبَالِ كَيْفَ نُصِبَتْ * وَإِلَى الأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ]{الغاشية:17-20}
فالذي تجدر الإشارة إليه في هذا النسق القرآني المعجز هو البدء بلفت أنظارنا إلى قدرة الله في خلق الإبل قبل الإشارة إلى الإعجاز في رفع السماء ونصب الجبال وتسطيح الأرض، وكلها آيات في الخلق والإيجاد والتكوين.
وفي هذه الآيات يتجلى خلق الرحمن سبحانه وتعالى , ويطلب منا الله سبحانه وتعالى أن ننظر إلى الإبل ونبدأ في دراستها وما يمكن أن نستفيد منها .
فمعظم المفسرين كانوا يركزون على الشكل الخارجي للإبل فقط, كأذنا الإبل , ومنخراه , وعيناه , وذيله , و قوائمه , ونحو ذلك .
إلا أن كل خلية في هذا الحيوان تنطق أن الله تعالى هو المبدع وهو الخالق .
ووجد العلماء والباحثين :
أن هذا الحيوان العجيب له قدرة أن يعيد امتصاص الماء من الأمعاء والكلى إلى الجسم مرة أخرى ليستفيد منها .
والجمل هو الحيوان الوحيد الذي:
يعيش حوالي أسبوعين كاملين بلا ماء ولا طعام في بيئة درجة حرارتها 50 درجة مئوية .
يفقد حوالي 25 % ( ربع وزنه ) من وزنه من السوائل من جسمه إذا حرم من الماء دون أن ينفق .
بينما باقي الحيوانات تموت عند فقد 12% من وزنها من السوائل . (2)
وصدق حبيبنا ورسولنا محمد صلى الله عليه وسلم في حديثه : "مَعَهَا سِقَاؤُهَا وَحِذَاؤُهَا "
عَنْ زَيْدِ بْنِ خَالِدٍ الْجُهَنِيّ أَنّهُ قَالَ:جَاءَ رَجُلٌ إلَى النّبِيّ صلى الله عليه وسلم فَسَأَلَهُ عَنِ اللّقَطَةِ؟ فَقَالَ: "اعْرِفْ عِفَاصَهَا وَوِكَاءَهَا، ثُمّ عَرّفْهَا سَنَةً، فَإنْ جَاءَ صَاحِبُهَا، وَإلاّ فَشَأْنَكَ بِهَا". قَالَ: فَضَالّةُ الْغَنَمِ؟ قَالَ: "لَكَ أَوْ لأَخِيكَ أَوْ لِلذّئْبِ". قَالَ: فَضَالّةُ الإِبِلِ؟ قَالَ: "مَا لَكَ وَلَهَا؟ مَعَهَا سِقَاؤُهَا وَحِذَاؤُهَا، تَرِدُ الْمَاءَ وَتَأْكُلُ الشّجَرَ، حَتّىَ يَلْقَاهَا رَبّهَا". رواه مسلم .
قوله صلى الله عليه وسلم: "معها سقاؤها" فمعناه أنها تقوى على ورود المياه وتشرب في اليوم الواحد وتملأ كرشها بحيث يكفيها الأيام، وأما حذاؤها وهو أخفافها لأنها تقوى بها على السير وقطع المفاوز.
فسبحان الله القائل : [أَفَلَا يَنْظُرُونَ إِلَى الإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ ].
معجزة إنتاج الماء من الدهون:
زود الله سبحانه وتعالى هذا الحيوان بسنام
حيث تتجمع كمية من الدهن فوق سطح الجسم تصل أحياناً من 100- 120 كيلو غرام من الدهن
حيث يتحول الدهن في السنام لإنتاج ماء وطاقة , فإذا جاع الحيوان يتحول الدهن لإنتاج طاقة في الجسم. أما إذا عطش فيحول هذا الدهن إلى ماء .
ومن المعروف بين الأطباء أن الإنسان إذا صام أكثر من يوم يبدأ يتحلل الدهن في جسمه فتحدث حموضة في الدم ثم يدخل الإنسان في غيبوبة إذا طالت فترة الامتناع عن الطعام .
أما هذا الحيوان إذا حول الدهن كله إلى ماء أو إلى طاقة فلا تحدث عنده هذه المشكلة أبداً .
وأما الحيوانات الأخرى فتمرض بمرض يدعى الكيتوزيس نتيجة تحلل الدهون بكثرة .(2)
تبريد المخ :
درس العلماء وجه هذا الحيوان فوجدوا فيه: جيوب أنفية ( ممرات داخل عظام الوجه) وظلوا يبحثوا عن فائدتها ولماذا تختلف عن باقي الحيوانات ..
فوجدوا أن الهواء الساخن يدخل من الأنف ويتم تبريده بمكيف هواء فيُبِّرد الأوعية الدموية وبالتالي يُبِّرد الأوعية الدموية التي تغذي المخ من أجل أن تحميه من ضربة الشمس فيدخل الدم الشرياني إلى المخ بارداً فلا يتأثر من الهواء الساخن .(2)
عنق الجمل :
حيث زوده الله برقبة طويلة تمكنه منتناول طعامه من نبات الأرض، كما أنه يستطيع قضم أوراق الأشجار المرتفعة عندما يصادفها .
فرقبة الجمل تعمل طبقاً لقانون الرافعة : حيث نقطة الارتكاز عند التقاء العنق بالساقين الأماميين
فيبدأ الجمل بشد هذه الرقبة فيخفف الحمل عليه فيستطيع أن يقوم بقدميه الخلفيتين
وهو يحمل هذه الأثقال , وهو غير الحيوانات كلها .
والجمل هو الحيوان الوحيد الذي يحمل وهو في حالة الرقود.
فيستطيع أن ينهض بالحمل الثقيل ويبرك به .
قال أهل اللغة : بروك الجمل : هو ثبوته وإقامته.
نياق مشهورة:
ناقة نبى الله صالح عليه السلام الذي أرسله الله إلى ثمود , فهذه ناقة ذكرها قرآن يتلى عبر الأزمان .
وناقة رسول الله صلى الله عليه وسلم " القصواء " .
الانقياد والطاعة :
قال الله سبحانه :
[أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا خَلَقْنَا لَهُمْ مِمَّا عَمِلَتْ أَيْدِينَا أَنْعَامًا فَهُمْ لَهَا مَالِكُونَ * وَذَلَّلْنَاهَا لَهُمْ فَمِنْهَا رَكُوبُهُمْ وَمِنْهَا يَأْكُلُونَ]{يس: 71 -72}
قال المفسرون :
[وَذَلَّلْنَاهَا لَهُمْ ] أي سخرناها لهم حتى يقود الصبي الجمل العظيم ويضربه ويصرفه كيف شاء لا يخرج من طاعته.
الجمل العربي
ابل العرب فئتان:
الهجن الكريمة، وتعرف اصولها مثل الخيل الأصيلة، وهي سلاح قتالي معروف أتقن العرب استعماله اكثر من سواهم وتتميز بسرعة عدوها وحركتها الدائبة.
الهجن العادية، وتربى من أجل الافادة من لحمها كغذاء الى جانب استعمالها كوسيلة نقل. ويتميز الجمل العربي بأنه احادى السنام وهذا السنام يتكون من أنسجة دهنية تشكل مورد غذاء احتياطيا.
وهناك اعتقاد شائع في ان سنام الجمل يحتوي على مقدار كبير من المياه، ولكن الواقع ان الدهن الموجود في السنام عندما يتأكسد يفرز كمية ضئيلة من المياه لا يستفيد الجمل منها لارواء عطشه مطلقا.
[ إذن هُناك من يؤكد على دراسه تُشير إلى إستفادة الجمل من الماء الذي تكوّن بعدما كان دهنًا في سنام الجمل ،،
وهُناك من يؤكد عكس ذلك ويرى بأنه إعتقاد شائِع ..ينافي الصحة ...!
أما الجمل ذو السنامين فانه يعيش في المناطق الباردة في آسيا الصغرى ويميزه وبره الكثيف وأرجله القصيرة .
ولم يعرف الغرب الابل العربية ذات السنام الواحد الا بعد دخول جيوش المسلمين الى الاندلس، أما أمريكا فلم تعرف الابل العربية الا في عام 1857 عن طريق وزارة الحربية الامريكية آنذاك وذلك باقتراح ( ادوارد فترز جرلد بيل ) الرحالة الشهير الذي استخدمها لاستكشاف طريق تجارية لعربات السفر في صحراء أريزونا، وقد أرسل وزير الحربية يومها رجالا الى بلاد العرب، لشراء الكثير من الجمال، هكذا وردت القصة في كتاب الصحراء لمؤلفيه "سام وبريل ابشين.
الإبل في العالم :
تشكل الابل في الوطن العربي 65% من مجموع الابل في العالم وتؤدي خدمات كبيرة في تنفيذ الاعمال الزراعية في مناطق متعددة من مصر والشمال الافريقي، واليمن وغيرها، وفي النقل والتنقل في كثير من البلاد العربية. وهي عماد الاقتصاد في مناطق واسعة من الصومال والسودان وموريتانيا وجنوب الجزائر وتونس، ويشكل حليبها الغذاء الرئيسي لسكان تلك المناطق في معظم أيام السنة. وقد فقدت الابل أهميتها في المجتمع واستغنى عنها كوسيلة نقل وترحال
من اسماء الإبل :
الجمل: مشتق من الكلمة اليونانية DROMCUS وتعني العداء، ويقال بأن اللغة العربية بها ألف اسم للجمل، فهناك اسم لكل جنس ولكل نوع ولكل مرحلة من مراحل النمو،
ومن أهم الاسماء التي يعرف بها الجمل:
جيث: الجمال التي تحمل المقاتلين "جمال المغازي".
راحلة: الجمال المخصصة لحمل الاثقال "جمال القوافل التجارية أو المحامل".
هجين: الجمل المخصص للركوب " جمال الركوب" المراكيب.
جالمة: السوداء.
وضحاء: البيضاء
شهلاء: البنية.
صفراء: الخفيفة الوبر.
خلفاء: الحلوب.
حيران: الحديث الولادة.
الفطيم: سنة بعد الولادة ومازال يرضع من أمة.
ومتوسط ارتفاع الجمل سبعة أقدام ومتوسط عمره ما بين 35، 40 سنة
سلالات وأنواع الإبل:
لابل تراث عريق يحرص عليه الابناء كما حرص عليه الآباء والاجداد.
من السلالات المشهورة في الهجن "بنات الوري" وقد خرج من هذه السلالات "بنات ظبيان"، ومنها بنات "هملول" و "بنات شمطير" و "بنات صوغان" و "بنات امصيحان" و "بنات الاصيفر" و "بنات عرجة".
أما أنواع الجمال فمتعددة .. لكن أشهرها:
"الحزمية" : والحزمية تتميز بكثرة الحليب ووفرة اللحم والوبر، ولون وبرها أسود.. وهي لا تصلح للركوب أو الركض، وتعيش في شكل جماعي، وأرجلها كبيرة وتأكل بنهم.
"العمانية" : منها السمحاء والملحاء والحمراء، والسمحاء أي شقراء اللون، والملحاء الرمادية اللون، والحمراء التي تجمع بين اللونين الاصفر والاحمر، والعمانية خفيفة اللحم قليلة اللبن، وتصلح للركوب والسباق.
"الخوارة": هي أجد أنواع الهجن العمانية، ولكن تختلف في بعض الميزات والشكل، خاصة في صوت الرغاء والحنين، والرغاء هو صوت الجمل العادي, أماالحنين فهو صوت الناقة عندما تنادي ولدها ويسمى حنينا لأنها تحن له، وتتميز بكثرة لبنها عن لبن الهجن العمانية الاخرى، كما أن وبرها في الصيف يكون كثيفا، وفي الشتاء يكاد يكون معدوما، بينما الهجن العربية يظهر وبرها في شهر أغسطس عادة ويكون كثيفاً في الشتاء.
"الهينية" : أصلها من السودان، وتقتنيها قبائل الرشايدة في شمال شرق السودان، لونها أبيض، تتميز بطول القامة، ورقبتها طويلة، قائمة الاذنين
ويزن الجمل الذي وصل سن التكاثر "التلقيح" نحو 600 كيلو جرام ويمكنه تحمل العطش لمدة قد تزيد عن 15 يوما، وهو يستطيع أن يعوض ما فقده من وزن ويرتوى مجدداً بشرب نحو 200 لتر من الماء في ثلاث دقائق، وسنام الجمل هو مستودع الدهن تحت الجلد الذى يزود الجمل بالطاقة، ولهذا يستطيع الجمل أن يظل بدون غذاء لمدة ثلاثة ايام وأحيانا في الجو البارد تزيد المدة لتصل الى اسبوع[/size]
بداية ً سنتأمل في
الإعجاز الإلهي في خلق الإبل
من إعداد الأستاذ / عبد القادر شحرور
مقدمة :
تميزت الجزيرة العربية قديماً بحيوانات عاشت في صحاريها، عاشرها أهلها وعاشرتهم حيناً من الدهر وما يزال ، وكان لها الأثر في نفوسهم ، تلك هي الإبل، وكثرة الأسماء عند أهل الأصول تدل على عظمة المسمى كما يقولون
يقول القرطبي رحمه الله الإبل أجمع للمنافع من سائر الحيوان,لأنها ضروبة أربعة: حلوبة، وركوبة، وأكولة، وحمولة. والإبل تجمع هذه الخلال الأربع؛ فكانت النعمة بها أعم، وظهور القدرة فيها أتم ).
فالإبل هو الحيوان الوحيد الذي يحمل عليه ويؤكل لحمه ويشرب لبنه !
وهي مال العرب بها تمهر النساء ، ومنها غذاؤهم وكساؤهم، وهي التي حملت الفرسان فكانت هزيمة كسرى وفيلته في معركة القادسية ،وحملت المؤن والماء فكانت مأثرة خالد بن الوليد في عبور الصحراء وهزيمة الروم في معركة اليرموك.
كما نقلت الحرير والتوابل فكانت قوافل التجارة بين الشرق والغرب،وحملت الحبوب والتمور فكانت تجارة قريش وكانت رحلة الشتاء والصيف ،وحملت الهوادج فكانت راحلة الأمان والهدوء والاطمئنان لنساء الملوك والأمراء.
وهي أنفس أموال العرب يضربون بها المثل في نفاسة الشيء لأنه ليس هناك أعظم منه , ومن ذلك قوله صلى الله عليه وسلملعَلِيّرضي الله عنه : "فوالله لأن يهدي الله بك رجلاً واحداً خير لك من أن تكون لك حمر النعم" وهي الإبل الحمر.
فالإبل حيوانات عظيمة الخلق، في معيشتها أسرار، وفي خلقها إعجاز كبير، ولها سلوكيات نادرة وطبائع غريبة قد لا تتوفر في أي مخلوق حي آخر.
[size=16]زينة الإبل :
1- الرحل :
الرحل هو السرج الذي يوضع على الناقة ليجلس عليه الراكب.
2- الوضين :
يثبت الرحل على الناقة باستخدام حبل أو رباط مما كان متاحاً من المواد , كالصوف أو الشعر وينسج نسجاً .
3- الخطام :
الخطام :هو المقود الذي يقاد به البعير وتعريفه "ما وضع في أنف البعير ليقاد به "
4- الغبيط :
الغبيط هو الهودج الذي يجعل على ظهر البعير فوق الرحل ، ويقصد منه أن تجلس فيه المرأة وهي في ستر , وقد يسمى هذا الغبيط بالظعائن والظعن وهذا مشهور في الشعر.
5- الرجازة والنحيزة
الرجازة : وهي شعر أو صوف يعلق على الهودج في خيوط يزين بها ...
أما النحيزةفهي : " نسيجة طويلة يكون عرضها شبراً وعظمة ذراع تعلق على الهودج يزين بها ".( 1)
ألفاظ الإبل التي وردت في القرآن العزيز :
1- الإبل:
لقد وقف أهل اللغة على هذه اللفظة فقالوا فيها وأجزلوا فقال أهل اللغة : الإبل لا واحد لها من لفظها وهي مؤنثة لأن أسماء الجموع التي لا واحد لها من لفظها إذا كانت لغير الآدميين فالتأنيث لها لازم , والجمع آبال .
وقد ورد لفظ الإبل في القرآن الكريم في عدة مواضع، وبألفاظ مختلفة
، هي : لفظ الإبل الذي ورد في موضعين
هما قوله تعالى : [وَمِنَ الإِبِلِ اثْنَيْنِ](الأنعام: 144)، وقوله تعالى: [أَفَلَا يَنْظُرُونَ إِلَى الإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ ] (الغاشية: 17).
2- الناقة : هي أنثى الجمل, قال أهل اللغة : وهي تدل على المفرد وجمعها نوق، أو أنوُقٌ، وأينُق، وأيانِق، و نِياق.
ولفظ الناقة ورد في سبعة مواضع، مرتان في سورة الأعراف، ومرة واحدة في كلٍ السور الآتية: هود - الإسراء – الشعراء- القمر - الشمس· وكلها تشير إلى ناقة النبي صالح عليه السلام، كما في قوله تعالى: [وَآَتَيْنَا ثَمُودَ النَّاقَةَ مُبْصِرَةً]{الإسراء:59} ، وقوله تعالى: [هَذِهِ نَاقَةُ اللهِ] {هود:64} .
3 - العِير:
وقد ورد في القرآن لفظة العير فقد وردت فقط في سورة يوسف ثلاث مرات.
والعير: القوم معهم حملهم من المِيرَةَ، يقال للرجال وللجمال معاً، ولكل واحد منهما دون الآخر(3) .
إذاً العير هي الإبل التي تحمل الطعام وغيره.
4- البدن:
أما لفظة (البدنة) فقد قال جمهور أهل اللغة وجماعة من الفقهاء: يقع على الواحدة من الإبل والبقر والغنم، سميت بذلك لعظم بدنها .
فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنّ رَسُولَ اللّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "مَنِ اغْتَسَلَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ غُسْلَ الْجَنَابَةِ، ثُمّ رَاحَ. فَكَأَنّمَا قَرّبَ بَدَنَة ً" الحديث , رواه مسلم .
5 - الجمل :
ورد اسم الجمل مفرداًبالنص الصريح مرة واحدة في قوله تعالى :
[إِنَّ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا وَاسْتَكْبَرُوا عَنْهَا لَا تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ وَلَا يَدْخُلُونَ الجَنَّةَ حَتَّى يَلِجَ الجَمَلُ فِي سَمِّ الخِيَاطِ وَكَذَلِكَ نَجْزِي المُجْرِمِينَ]{الأعراف:40}
فأما معنى (سَمِّ ) :فهو ثقب الإبرة, وكل ثقب لطيف في البدن كالأنف أو غير ذلك يسمى سَمّا وجمعه سموم. وجمع السم القاتل سِمام.
وأما الخِياط: فإنه المِخْيَط, أي ما يخاط به: وهي الإبرة.
قال القرطبي : والجمعمن الجمل:جِمال وأجمَال وجِمَالات وجمائل. وإنما يسمى جملاًإذا بلغ أربع سنوات.
6 - الِهيم :
قال الله تعالى:[فَشَارِبُونَ شُرْبَ الهِيمِ]{الواقعة:55} قال جمهور المفسرين وأهل اللغة: الهيم هي الإبل العطاش·
7 - البعير :
قال أهل اللغة : البعير يشمل الجمل والناقة كالإنسان للرجل والمرأة , وإنما يسمى بعيراً إذا أجذع , والجمع أبعِرة , وأباعر , وبُعران .
وقد جاء ذكرهفقطفي سورة يوسف .
8 - الأنعام :
وهي : الإبل , والبقر , والغنم ..
قال أهل اللغة : وأكثر ما يقع على هذا الاسم الإبل .
والأنعام يذكر ويؤنث قال الله تعالى : [مِمَّا فِي بُطُونِهِ ]وقال : [مِمَّا فِي بُطُونِهَا ].
قال الله تعالى : [وَالأَنْعَامَ خَلَقَهَا لَكُمْ فِيهَا دِفْءٌ وَمَنَافِعُ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ] {النحل:5}
وقال تعالى :[وَتَحْمِلُ أَثْقَالَكُمْ إِلَى بَلَدٍ لَمْ تَكُونُوا بَالِغِيهِ إِلَّا بِشِقِّ الأَنْفُسِ إِنَّ رَبَّكُمْ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ] {النحل:7}
من المعروف أن الجمل يستطيع أن يسير مسافة 144 كم في حوالي 10 ساعات ويقطع مسافة 448 كم في حوالي 3 أيام , ويستطيع أن يحمل من 200 – 300 كغ على ظهره أثناء السفر .
9 - البَحيرة : قال أهل اللغة : وهي ابنة السائبة .
10- السائبة: قال أهل اللغة : الناقة التي كانت تُسَيّب في الجاهلية لنذرٍ أو نحوه .
11 - الوصيلة: روى البخاري عن سعيد بن المسيب قال: الناقة البكر تبكر في أول نتاج الإبل بأنثى ثم تثني بعد بأنثى وكانوا يسيبونها لطواغيتهم إن وصلت إحداهما بأخرى ليس بينها ذكر .
12 - الحام: فحل الإبل يضرب الضراب المعدودة فإذا قضى ضرابه ودعوه للطواغيت وأعفوه من أن يحمل عليه شيء وسموه الحامي .
قال الله تعالى :
[مَا جَعَلَ اللهُ مِنْ بَحِيرَةٍ وَلَا سَائِبَةٍ وَلَا وَصِيلَةٍ وَلَا حَامٍ وَلَكِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يَفْتَرُونَ عَلَى اللهِ الكَذِبَ وَأَكْثَرُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ ] ( المائدة:103 )
كان العرب قبل الإسلام قد حرموا أنواعاً من الأنعام وجعلوها أجزاءً وأنواعاً
وهذه الأنواع الأربعة المشار إليها في الآية السابقة من الأنواع التي ابتدعوها في الأنعام .
13 - العِشَار: قال أهل اللغة : وهي الناقة التي أتى عليها من وقت الحمل عشرةُ أشهر .
قال تعالى: [وَإِذَا العِشَارُ عُطِّلَتْ ] ( التَّكوير:4 )
تظهر في الصورة عملية حلب الإبل للحصول على الحليب
الإعجاز الطبي النبوي في مسار العلاج بأبوال الإبل:
إن أول من وصف العلاج بأبوال الإبل رسول الله صلى الله عليه وسلم .وليس مرادنا هنا بسط الكلام عن العلاج بأبوال الإبل , وبالله التوفيق .
مسار العلاج النبوي بأبوال الإبل :
عادة ً يكون مسار العلاج عند الإنسان بدءاً من الاكتشاف ثم التجارب الطبية المعملية تليها التجارب على حيوانات التجارب ثم على الإنسان .
بينما في الطب النبوي نبدأ من الإنسان ثم على حيوانات التجارب ثم التجارب العملية لاكتشاف الأسرار والمعلومات الطبية . وهنا السؤال يطرح نفسه هل النبي صلى الله عليه وسلم كان عنده معمل تجارب أو حيوانات تجارب ؟ بل كيف اكتشف الدواء من أبوال الإبل وغيرها !.
وبول الإبل فيه إشارة في القرآن الكريم قال الله سبحانه وتعالى : [أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا خَلَقْنَا لَهُمْ مِمَّا عَمِلَتْ أَيْدِينَا أَنْعَامًا فَهُمْ لَهَا مَالِكُونَ * وَذَلَّلْنَاهَا لَهُمْ فَمِنْهَا رَكُوبُهُمْ وَمِنْهَا يَأْكُلُونَ * وَلَهُمْ فِيهَا مَنَافِعُ وَمَشَارِبُ أَفَلَا يَشْكُرُونَ] {يس: 71 – 73 }
فالشاهد كلمة َمَشَارِبُ وهي بالجمع , قال ابن كثير : " وَلَهُمْ فِيهَا مَنَافِعُ وَمَشَارِبُ " أي من الألبان والأبوال لمن أراد التداوي .
لماذا الإبل من بين سائر الحيوانات ؟
قال الله تعالى:
[أَفَلَا يَنْظُرُونَ إِلَى الإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ * وَإِلَى السَّمَاءِ كَيْفَ رُفِعَتْ * وَإِلَى الجِبَالِ كَيْفَ نُصِبَتْ * وَإِلَى الأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ]{الغاشية:17-20}
فالذي تجدر الإشارة إليه في هذا النسق القرآني المعجز هو البدء بلفت أنظارنا إلى قدرة الله في خلق الإبل قبل الإشارة إلى الإعجاز في رفع السماء ونصب الجبال وتسطيح الأرض، وكلها آيات في الخلق والإيجاد والتكوين.
وفي هذه الآيات يتجلى خلق الرحمن سبحانه وتعالى , ويطلب منا الله سبحانه وتعالى أن ننظر إلى الإبل ونبدأ في دراستها وما يمكن أن نستفيد منها .
فمعظم المفسرين كانوا يركزون على الشكل الخارجي للإبل فقط, كأذنا الإبل , ومنخراه , وعيناه , وذيله , و قوائمه , ونحو ذلك .
إلا أن كل خلية في هذا الحيوان تنطق أن الله تعالى هو المبدع وهو الخالق .
ووجد العلماء والباحثين :
أن هذا الحيوان العجيب له قدرة أن يعيد امتصاص الماء من الأمعاء والكلى إلى الجسم مرة أخرى ليستفيد منها .
والجمل هو الحيوان الوحيد الذي:
يعيش حوالي أسبوعين كاملين بلا ماء ولا طعام في بيئة درجة حرارتها 50 درجة مئوية .
يفقد حوالي 25 % ( ربع وزنه ) من وزنه من السوائل من جسمه إذا حرم من الماء دون أن ينفق .
بينما باقي الحيوانات تموت عند فقد 12% من وزنها من السوائل . (2)
وصدق حبيبنا ورسولنا محمد صلى الله عليه وسلم في حديثه : "مَعَهَا سِقَاؤُهَا وَحِذَاؤُهَا "
عَنْ زَيْدِ بْنِ خَالِدٍ الْجُهَنِيّ أَنّهُ قَالَ:جَاءَ رَجُلٌ إلَى النّبِيّ صلى الله عليه وسلم فَسَأَلَهُ عَنِ اللّقَطَةِ؟ فَقَالَ: "اعْرِفْ عِفَاصَهَا وَوِكَاءَهَا، ثُمّ عَرّفْهَا سَنَةً، فَإنْ جَاءَ صَاحِبُهَا، وَإلاّ فَشَأْنَكَ بِهَا". قَالَ: فَضَالّةُ الْغَنَمِ؟ قَالَ: "لَكَ أَوْ لأَخِيكَ أَوْ لِلذّئْبِ". قَالَ: فَضَالّةُ الإِبِلِ؟ قَالَ: "مَا لَكَ وَلَهَا؟ مَعَهَا سِقَاؤُهَا وَحِذَاؤُهَا، تَرِدُ الْمَاءَ وَتَأْكُلُ الشّجَرَ، حَتّىَ يَلْقَاهَا رَبّهَا". رواه مسلم .
قوله صلى الله عليه وسلم: "معها سقاؤها" فمعناه أنها تقوى على ورود المياه وتشرب في اليوم الواحد وتملأ كرشها بحيث يكفيها الأيام، وأما حذاؤها وهو أخفافها لأنها تقوى بها على السير وقطع المفاوز.
فسبحان الله القائل : [أَفَلَا يَنْظُرُونَ إِلَى الإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ ].
معجزة إنتاج الماء من الدهون:
زود الله سبحانه وتعالى هذا الحيوان بسنام
حيث تتجمع كمية من الدهن فوق سطح الجسم تصل أحياناً من 100- 120 كيلو غرام من الدهن
حيث يتحول الدهن في السنام لإنتاج ماء وطاقة , فإذا جاع الحيوان يتحول الدهن لإنتاج طاقة في الجسم. أما إذا عطش فيحول هذا الدهن إلى ماء .
ومن المعروف بين الأطباء أن الإنسان إذا صام أكثر من يوم يبدأ يتحلل الدهن في جسمه فتحدث حموضة في الدم ثم يدخل الإنسان في غيبوبة إذا طالت فترة الامتناع عن الطعام .
أما هذا الحيوان إذا حول الدهن كله إلى ماء أو إلى طاقة فلا تحدث عنده هذه المشكلة أبداً .
وأما الحيوانات الأخرى فتمرض بمرض يدعى الكيتوزيس نتيجة تحلل الدهون بكثرة .(2)
تبريد المخ :
درس العلماء وجه هذا الحيوان فوجدوا فيه: جيوب أنفية ( ممرات داخل عظام الوجه) وظلوا يبحثوا عن فائدتها ولماذا تختلف عن باقي الحيوانات ..
فوجدوا أن الهواء الساخن يدخل من الأنف ويتم تبريده بمكيف هواء فيُبِّرد الأوعية الدموية وبالتالي يُبِّرد الأوعية الدموية التي تغذي المخ من أجل أن تحميه من ضربة الشمس فيدخل الدم الشرياني إلى المخ بارداً فلا يتأثر من الهواء الساخن .(2)
عنق الجمل :
حيث زوده الله برقبة طويلة تمكنه منتناول طعامه من نبات الأرض، كما أنه يستطيع قضم أوراق الأشجار المرتفعة عندما يصادفها .
فرقبة الجمل تعمل طبقاً لقانون الرافعة : حيث نقطة الارتكاز عند التقاء العنق بالساقين الأماميين
فيبدأ الجمل بشد هذه الرقبة فيخفف الحمل عليه فيستطيع أن يقوم بقدميه الخلفيتين
وهو يحمل هذه الأثقال , وهو غير الحيوانات كلها .
والجمل هو الحيوان الوحيد الذي يحمل وهو في حالة الرقود.
فيستطيع أن ينهض بالحمل الثقيل ويبرك به .
قال أهل اللغة : بروك الجمل : هو ثبوته وإقامته.
نياق مشهورة:
ناقة نبى الله صالح عليه السلام الذي أرسله الله إلى ثمود , فهذه ناقة ذكرها قرآن يتلى عبر الأزمان .
وناقة رسول الله صلى الله عليه وسلم " القصواء " .
الانقياد والطاعة :
قال الله سبحانه :
[أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا خَلَقْنَا لَهُمْ مِمَّا عَمِلَتْ أَيْدِينَا أَنْعَامًا فَهُمْ لَهَا مَالِكُونَ * وَذَلَّلْنَاهَا لَهُمْ فَمِنْهَا رَكُوبُهُمْ وَمِنْهَا يَأْكُلُونَ]{يس: 71 -72}
قال المفسرون :
[وَذَلَّلْنَاهَا لَهُمْ ] أي سخرناها لهم حتى يقود الصبي الجمل العظيم ويضربه ويصرفه كيف شاء لا يخرج من طاعته.
الجمل العربي
ابل العرب فئتان:
الهجن الكريمة، وتعرف اصولها مثل الخيل الأصيلة، وهي سلاح قتالي معروف أتقن العرب استعماله اكثر من سواهم وتتميز بسرعة عدوها وحركتها الدائبة.
الهجن العادية، وتربى من أجل الافادة من لحمها كغذاء الى جانب استعمالها كوسيلة نقل. ويتميز الجمل العربي بأنه احادى السنام وهذا السنام يتكون من أنسجة دهنية تشكل مورد غذاء احتياطيا.
وهناك اعتقاد شائع في ان سنام الجمل يحتوي على مقدار كبير من المياه، ولكن الواقع ان الدهن الموجود في السنام عندما يتأكسد يفرز كمية ضئيلة من المياه لا يستفيد الجمل منها لارواء عطشه مطلقا.
[ إذن هُناك من يؤكد على دراسه تُشير إلى إستفادة الجمل من الماء الذي تكوّن بعدما كان دهنًا في سنام الجمل ،،
وهُناك من يؤكد عكس ذلك ويرى بأنه إعتقاد شائِع ..ينافي الصحة ...!
أما الجمل ذو السنامين فانه يعيش في المناطق الباردة في آسيا الصغرى ويميزه وبره الكثيف وأرجله القصيرة .
ولم يعرف الغرب الابل العربية ذات السنام الواحد الا بعد دخول جيوش المسلمين الى الاندلس، أما أمريكا فلم تعرف الابل العربية الا في عام 1857 عن طريق وزارة الحربية الامريكية آنذاك وذلك باقتراح ( ادوارد فترز جرلد بيل ) الرحالة الشهير الذي استخدمها لاستكشاف طريق تجارية لعربات السفر في صحراء أريزونا، وقد أرسل وزير الحربية يومها رجالا الى بلاد العرب، لشراء الكثير من الجمال، هكذا وردت القصة في كتاب الصحراء لمؤلفيه "سام وبريل ابشين.
الإبل في العالم :
تشكل الابل في الوطن العربي 65% من مجموع الابل في العالم وتؤدي خدمات كبيرة في تنفيذ الاعمال الزراعية في مناطق متعددة من مصر والشمال الافريقي، واليمن وغيرها، وفي النقل والتنقل في كثير من البلاد العربية. وهي عماد الاقتصاد في مناطق واسعة من الصومال والسودان وموريتانيا وجنوب الجزائر وتونس، ويشكل حليبها الغذاء الرئيسي لسكان تلك المناطق في معظم أيام السنة. وقد فقدت الابل أهميتها في المجتمع واستغنى عنها كوسيلة نقل وترحال
من اسماء الإبل :
الجمل: مشتق من الكلمة اليونانية DROMCUS وتعني العداء، ويقال بأن اللغة العربية بها ألف اسم للجمل، فهناك اسم لكل جنس ولكل نوع ولكل مرحلة من مراحل النمو،
ومن أهم الاسماء التي يعرف بها الجمل:
جيث: الجمال التي تحمل المقاتلين "جمال المغازي".
راحلة: الجمال المخصصة لحمل الاثقال "جمال القوافل التجارية أو المحامل".
هجين: الجمل المخصص للركوب " جمال الركوب" المراكيب.
جالمة: السوداء.
وضحاء: البيضاء
شهلاء: البنية.
صفراء: الخفيفة الوبر.
خلفاء: الحلوب.
حيران: الحديث الولادة.
الفطيم: سنة بعد الولادة ومازال يرضع من أمة.
ومتوسط ارتفاع الجمل سبعة أقدام ومتوسط عمره ما بين 35، 40 سنة
سلالات وأنواع الإبل:
لابل تراث عريق يحرص عليه الابناء كما حرص عليه الآباء والاجداد.
من السلالات المشهورة في الهجن "بنات الوري" وقد خرج من هذه السلالات "بنات ظبيان"، ومنها بنات "هملول" و "بنات شمطير" و "بنات صوغان" و "بنات امصيحان" و "بنات الاصيفر" و "بنات عرجة".
أما أنواع الجمال فمتعددة .. لكن أشهرها:
"الحزمية" : والحزمية تتميز بكثرة الحليب ووفرة اللحم والوبر، ولون وبرها أسود.. وهي لا تصلح للركوب أو الركض، وتعيش في شكل جماعي، وأرجلها كبيرة وتأكل بنهم.
"العمانية" : منها السمحاء والملحاء والحمراء، والسمحاء أي شقراء اللون، والملحاء الرمادية اللون، والحمراء التي تجمع بين اللونين الاصفر والاحمر، والعمانية خفيفة اللحم قليلة اللبن، وتصلح للركوب والسباق.
"الخوارة": هي أجد أنواع الهجن العمانية، ولكن تختلف في بعض الميزات والشكل، خاصة في صوت الرغاء والحنين، والرغاء هو صوت الجمل العادي, أماالحنين فهو صوت الناقة عندما تنادي ولدها ويسمى حنينا لأنها تحن له، وتتميز بكثرة لبنها عن لبن الهجن العمانية الاخرى، كما أن وبرها في الصيف يكون كثيفا، وفي الشتاء يكاد يكون معدوما، بينما الهجن العربية يظهر وبرها في شهر أغسطس عادة ويكون كثيفاً في الشتاء.
"الهينية" : أصلها من السودان، وتقتنيها قبائل الرشايدة في شمال شرق السودان، لونها أبيض، تتميز بطول القامة، ورقبتها طويلة، قائمة الاذنين
مشاهير الهجن :
ومن مشاهير الهجن أيضا ً:
"الاساكى": وأصل هذه الجمال يقال أنها وهيبي، وكانت مشهورة بالسبق، وظل الناس يحرصون على اقتناء فروعها.
"بنات الهدوة": وهي مشتقة من الاساكى، ومنها "منحاف" ناقة صاحب السمو رئيس الدولة وهي مشهورة بأنها سبوق.
"بنات مصيحان": وهي من الهجن المشهورة أيضا ً ويرجع أصلها إلى قبيلة معلي.
"بنات الاصيفر": ويرجع أصلها لقبيلة الدروع.
"وضبيان": لونه أصفر فاتح مائل الى البياض ، وشعره غزير أشقر ، ويتميز بطول النفس ، وتزداد قدرته على الركض كلما تقدم بالعمر وطالت به المسافة.
"وصوغان والورى": شكلهما متقارب إلا أن "صوغان" قصير الوبر أشقر اللون طويل القامة ، يتميز بجمال الشكل و السرعة في الركض إلا أنه بطيء عند الانطلاق وتزيد سرعته شيئا ً فشيئا َ بعد الانطلاق،
ومن مشاهير الهجن أيضا ً:
"الاساكى": وأصل هذه الجمال يقال أنها وهيبي، وكانت مشهورة بالسبق، وظل الناس يحرصون على اقتناء فروعها.
"بنات الهدوة": وهي مشتقة من الاساكى، ومنها "منحاف" ناقة صاحب السمو رئيس الدولة وهي مشهورة بأنها سبوق.
"بنات مصيحان": وهي من الهجن المشهورة أيضا ً ويرجع أصلها إلى قبيلة معلي.
"بنات الاصيفر": ويرجع أصلها لقبيلة الدروع.
"وضبيان": لونه أصفر فاتح مائل الى البياض ، وشعره غزير أشقر ، ويتميز بطول النفس ، وتزداد قدرته على الركض كلما تقدم بالعمر وطالت به المسافة.
"وصوغان والورى": شكلهما متقارب إلا أن "صوغان" قصير الوبر أشقر اللون طويل القامة ، يتميز بجمال الشكل و السرعة في الركض إلا أنه بطيء عند الانطلاق وتزيد سرعته شيئا ً فشيئا َ بعد الانطلاق،
ويزن الجمل الذي وصل سن التكاثر "التلقيح" نحو 600 كيلو جرام ويمكنه تحمل العطش لمدة قد تزيد عن 15 يوما، وهو يستطيع أن يعوض ما فقده من وزن ويرتوى مجدداً بشرب نحو 200 لتر من الماء في ثلاث دقائق، وسنام الجمل هو مستودع الدهن تحت الجلد الذى يزود الجمل بالطاقة، ولهذا يستطيع الجمل أن يظل بدون غذاء لمدة ثلاثة ايام وأحيانا في الجو البارد تزيد المدة لتصل الى اسبوع