بعد الزواج تحصر كل امرأة جل اهتمامها في رعاية الاولاد وتربيتهم احسن تربية،
بل تنذر نفسها وتكرس حياتها وحياة الاسرة لتحقيق هذا الهدف، لكنها تنسى، للاسف، هدفها الآخر:
زوجها! بالطبع لا تفعل ذلك عن قصد، انما ظنا منها انه مثلاها ينسى نفسه من اجل الاولاد، بعدها،
تكتشف متأخرة، انها استطاعت ان تكسب اولادها، لكنها خسرت حياتها الخاصة مع زوجها، لم تعد
تفهمهُ أو يفهمها، الفتور غزا علاقتهما والفجوة بينهما تحتاج الى ترقيع.. وتتمنى لو يعود الزمن
الى الوراء لتشكل علاقتها مع زوجها كما شكلت سلوك اولادها، لكن كيف؟
حول هذا السؤال تجيب الاختصاصية الاجتماعية كفاية احمد، انه للاسف لم تدرك بعد اكثر النساء
ان الزوج داخل اسوار بيته طفل ايضا، يحتاج الى كل الاهتمام والرعاية من زوجته او ينتظر منها
ان تكرس حياتها من اجله من دون ان يصارحها او يطلب منها ذلك بطريقة مباشرة. وتمضي الاختصاصية
احمد الى القول ان بعض الازواج يحتاج الرعاية احيانا اكثر من الطفل الرضيع، خاصة من الناحية النفسية
التي تتأثر سلبا وبشكل كبير عندما يشعر ان زوجته قصرت بعض الشيء في واجباتها تجاهه او انها
تتعمد اهماله لتهتم بغيره. فيرد هو عليها حينئذ «بالتكشيرة» والصمت وافتعال المشاكل لأتفه الاسباب،
وان لم تسارع الزوجة لحل هذا الامر يعم النكد بدل الحوار والفتور والقلق بدل الهناء والاستقرار.
زواجك قبل امومتك
بعض الزوجات، تتابع أحمد، يعتبرن ان الموضوع كله دلع بدلع وانه لا يستحق الوقوف عنده، لانها
وزوجها عاشا فترة خطوبة وبداية زواج ناجحة وان الوقت لم يعد في صالحهما. وأنهما اخذا من
الحياة ما يكفي، والوقت الآن للاولاد فقط.
وهذا اعتقاد خاطيء في نظر الاختصاصية التربوية خلود علي التي تقول: «المرأة هي زوجة قبل
ان تكون اما، لذلك عليها الا تتجاهل دورها الاول في سبيل الثاني ، بل ان تبذل جهدها للقيام
بالدورين معا وعلى احسن وجه».
ابحثي عن نقاط الانسجام
وتضيف الاختصاصية خلود انه يفترض ايضا بالزوجة الذكية ان تبحث دائما
عن نقاط الانسجام بينها وبين زوجها، وهذه النقاط من الطبيعي ان يتغير بعضها بين الخطوبة والزواج،
وبين الزواج والانجاب، خاصة اذا ما كان هذا الزواج تم بطريقة تقليدية وليس عن علاقة عاطفية،
ففي البداية، تركز مثلا على التقرب من الزوج، ثم تحول هذا التقرب الى ود وعاطفة قوية،
ومع الايام لا بد للعاطفة ان تخبو قليلا، فتجنح الزوجة لان تكون الرفيقة والصديقة وهكذا..
اي انها تدفع بعربة زواجها بحسب ما تمليه عليها راحة بالها وبال اسرتها.
و تنصح الاختصاصية كفاية احمد كل زوجة بضرورة الانتباه والحرص على حياتها مع زوجها،
كما تحرص على حياة اطفالها، فهي وقبل ان تنتظر لتصبح أماً وتربي اطفالها احسن تربية،
عليها ان تطبق الوضع على علاقتها بزوجها «طفلها الكبير» الذي يحتاج الى رعايتها وحنانها،
فتعوده على الراحة والاحترام والتفاهم والانسجام.
تحياتي لكم