*الطين* قصيدة قوية للشاعر ايليا ابو ماضي
قصيدة الطين للشاعر اللبناني ايليا ابو ماضي
نسي الطين ساعة أنه طين*** حقير فصال تيها و عربد
و كسى الخزّ جسمه فتباهى*** ، و حوى المال كيسه فتمرّد
يا أخي لا تمل بوجهك عنّي*** ، ما أنا فحمة و لا أنت فرقد
أنت لم تصنع الحرير*** الذي تلبس و اللؤلؤ الذي تتقلّد
أنت لا تأكل النضار إذا*** جعت و لا تشرب الجمان المنضّد
أنت في البردة الموشّاة مثلي*** في كسائي الرديم تشقى و تسعد
لك في عالم النهار أماني ،*** وروءى و الظلام فوقك ممتد
و لقلبي كما لقلبك أحلا*** م حسان فإنّه غير جلمد
...
أأماني كلّها من تراب*** و أمانيك كلّها من عسجد ؟
و أمانيّ كلّها للتلاشي*** و أمانيك للخلود المؤكّد !؟
لا . فهذي و تلك تأتي و تمضي*** كذويها . و أيّ شيء يؤبد ؟
أيّها المزدهي . إذا مسّك السقم ***ألا تشتكي ؟ ألا تتنهد ؟
و إذا راعك الحبيب بهجر*** ودعتك الذكرى ألا تتوحّد ؟
أنت مثلي يبش وجهك للنعمى*** و في حالة المصيبة يكمد
أدموعي خلّ و دمعك شهد ؟*** و بكائي ذلّ و نوحك سؤدد ؟
وابتسامتي السراب لا ريّ فيه ؟*** و ابتسامتك اللآلي الخرّد ؟
فلك واحد يظلّ كلينا حار*** طرفي به و طرفك أرمد
قمر واحد يطلّ علينا*** و على الكوخ و البناء الموطّد
إن يكن مشرقا لعينيك ***إنّي لا أراه من كوّة الكوخ أسود
ألنجوم الني تراها أراها ***حين تخفي و عندما تتوقّد
لست أدنى على غناك إليها **و أنا مع خصاصتي لست أبعد
...
أنت مثلي من الثرى و إليه*** فلماذا ، يا صاحبي ، التيه و الصّد
كنت طفلا إذ كنت طفلا ***و تغدو حين أغدو شيخا كبيرا أدرد
لست أدري من أين جئت ، و لا ما ***كنت ، أو ما أكون ، يا صاح ، في غد
أفتدري ؟ إذن فخبّر** و إلاّ فلماذا تظنّ أنّك أوحد ؟
...
ألك القصر دونه الحرس الشا*** كي و من حوله الجدار المشيّد
فامنع اللّيل أن يمدّ رواقا*** فوقه ، و الضباب أن يتلبّد
وانظر النور كيف يدخل ***لا يطلب أذنا ، فما له ليس يطرد ؟
مرقد واحد نصيبك منه*** أفتدري كم فيك للذرّ مرقد ؟
ذدتني عنه ، و العواصف ***تعدو في طلابي ، و الجوّ أقتم أربد
بينما الكلب واجد فيه مأوى*** و طعاما ، و الهرّ كالكلب يرفد
فسمعت الحياة تضحك منّي*** أترجى ، و منك تأبى و تجحد
...
ألك الروضة الجميلة فيها*** الماء و الطير و الأزاهر و النّد ؟
فازجر الريح أن تهزّ و تلوي*** شجر الروض – إنّه يتأوّد
و الجم الماء في الغدير و مره*** لا يصفق إلاّ و أنت بمشهد
إنّ طير الأراك ليس يبالي*** أنت أصغيت أم أنا إن غرّد
و الأزاهير ليس تسخر من فقري*** ، و لا فيك للغنى تتودّد
...
ألك النهر ؟ إنّه للنسيم الرطب*** درب و للعصافير مورد
و هو للشهب تستحمّ به*** في الصيف ليلا كأنّها تتبرّد
تدعيه فهل بأمرك يجري ***في عروق الأشجار أو يتجعّد ؟
كان من قبل أن تجيء ؛ و تمضي*** و هو باق في الأرض للجزر و المد
...
ألك الحقل ؟ هذه النحل تجني الشهد ***من زهرة و لا تتردّد
و أرى للنمال ملكا كبيرا*** قد بنته بالكدح فيه و بالكد
أنت في شرعها دخيل على الحقل*** و لصّ جنى عليها فأفسد
لو ملكت الحقول في الأرض طرّا ***لم تكن من فراشة الحقل أسعد
أجميل ؟ ما أنت أبهى من الور دة*** ذات الشذى و لا أنت أجود
أم عزيز ؟ و للبعوضة من خدّيك*** قوت و في يديك المهند
أم غنيّ ؟ هيهات تختال لولا*** دودة القز بالحباء المبجد
أم قويّ ؟ إذن مر النوم إذ يغشاك ***و الليل عن جفونك يرتد
وامنع الشيب أن يلمّ بفوديك ***و مر تلبث النضارة في الخد
أعليم ؟ فما الخيال الذي** يطرق ليلا ؟ في أيّ دنيا يولد ؟
ما الحياة التي تبين و تخفى ؟*** ما الزمان الذي يذمّ و يحمد ؟
أيّها الطين لست أنقى و أسمى*** من تراب تدوس أو تتوسّد
إنّ قصرا سمكته سوف يندكّ ،*** و ثوبا حبكته سوف ينقد
لايكن للخصام قلبك مأوى*** إنّ قلبي للحبّ أصبح معبد
أنا أولى بالحب منك و أحرى ***من كساء يبلى و مال ينفد
قصيدة الطين للشاعر اللبناني ايليا ابو ماضي
نسي الطين ساعة أنه طين*** حقير فصال تيها و عربد
و كسى الخزّ جسمه فتباهى*** ، و حوى المال كيسه فتمرّد
يا أخي لا تمل بوجهك عنّي*** ، ما أنا فحمة و لا أنت فرقد
أنت لم تصنع الحرير*** الذي تلبس و اللؤلؤ الذي تتقلّد
أنت لا تأكل النضار إذا*** جعت و لا تشرب الجمان المنضّد
أنت في البردة الموشّاة مثلي*** في كسائي الرديم تشقى و تسعد
لك في عالم النهار أماني ،*** وروءى و الظلام فوقك ممتد
و لقلبي كما لقلبك أحلا*** م حسان فإنّه غير جلمد
...
أأماني كلّها من تراب*** و أمانيك كلّها من عسجد ؟
و أمانيّ كلّها للتلاشي*** و أمانيك للخلود المؤكّد !؟
لا . فهذي و تلك تأتي و تمضي*** كذويها . و أيّ شيء يؤبد ؟
أيّها المزدهي . إذا مسّك السقم ***ألا تشتكي ؟ ألا تتنهد ؟
و إذا راعك الحبيب بهجر*** ودعتك الذكرى ألا تتوحّد ؟
أنت مثلي يبش وجهك للنعمى*** و في حالة المصيبة يكمد
أدموعي خلّ و دمعك شهد ؟*** و بكائي ذلّ و نوحك سؤدد ؟
وابتسامتي السراب لا ريّ فيه ؟*** و ابتسامتك اللآلي الخرّد ؟
فلك واحد يظلّ كلينا حار*** طرفي به و طرفك أرمد
قمر واحد يطلّ علينا*** و على الكوخ و البناء الموطّد
إن يكن مشرقا لعينيك ***إنّي لا أراه من كوّة الكوخ أسود
ألنجوم الني تراها أراها ***حين تخفي و عندما تتوقّد
لست أدنى على غناك إليها **و أنا مع خصاصتي لست أبعد
...
أنت مثلي من الثرى و إليه*** فلماذا ، يا صاحبي ، التيه و الصّد
كنت طفلا إذ كنت طفلا ***و تغدو حين أغدو شيخا كبيرا أدرد
لست أدري من أين جئت ، و لا ما ***كنت ، أو ما أكون ، يا صاح ، في غد
أفتدري ؟ إذن فخبّر** و إلاّ فلماذا تظنّ أنّك أوحد ؟
...
ألك القصر دونه الحرس الشا*** كي و من حوله الجدار المشيّد
فامنع اللّيل أن يمدّ رواقا*** فوقه ، و الضباب أن يتلبّد
وانظر النور كيف يدخل ***لا يطلب أذنا ، فما له ليس يطرد ؟
مرقد واحد نصيبك منه*** أفتدري كم فيك للذرّ مرقد ؟
ذدتني عنه ، و العواصف ***تعدو في طلابي ، و الجوّ أقتم أربد
بينما الكلب واجد فيه مأوى*** و طعاما ، و الهرّ كالكلب يرفد
فسمعت الحياة تضحك منّي*** أترجى ، و منك تأبى و تجحد
...
ألك الروضة الجميلة فيها*** الماء و الطير و الأزاهر و النّد ؟
فازجر الريح أن تهزّ و تلوي*** شجر الروض – إنّه يتأوّد
و الجم الماء في الغدير و مره*** لا يصفق إلاّ و أنت بمشهد
إنّ طير الأراك ليس يبالي*** أنت أصغيت أم أنا إن غرّد
و الأزاهير ليس تسخر من فقري*** ، و لا فيك للغنى تتودّد
...
ألك النهر ؟ إنّه للنسيم الرطب*** درب و للعصافير مورد
و هو للشهب تستحمّ به*** في الصيف ليلا كأنّها تتبرّد
تدعيه فهل بأمرك يجري ***في عروق الأشجار أو يتجعّد ؟
كان من قبل أن تجيء ؛ و تمضي*** و هو باق في الأرض للجزر و المد
...
ألك الحقل ؟ هذه النحل تجني الشهد ***من زهرة و لا تتردّد
و أرى للنمال ملكا كبيرا*** قد بنته بالكدح فيه و بالكد
أنت في شرعها دخيل على الحقل*** و لصّ جنى عليها فأفسد
لو ملكت الحقول في الأرض طرّا ***لم تكن من فراشة الحقل أسعد
أجميل ؟ ما أنت أبهى من الور دة*** ذات الشذى و لا أنت أجود
أم عزيز ؟ و للبعوضة من خدّيك*** قوت و في يديك المهند
أم غنيّ ؟ هيهات تختال لولا*** دودة القز بالحباء المبجد
أم قويّ ؟ إذن مر النوم إذ يغشاك ***و الليل عن جفونك يرتد
وامنع الشيب أن يلمّ بفوديك ***و مر تلبث النضارة في الخد
أعليم ؟ فما الخيال الذي** يطرق ليلا ؟ في أيّ دنيا يولد ؟
ما الحياة التي تبين و تخفى ؟*** ما الزمان الذي يذمّ و يحمد ؟
أيّها الطين لست أنقى و أسمى*** من تراب تدوس أو تتوسّد
إنّ قصرا سمكته سوف يندكّ ،*** و ثوبا حبكته سوف ينقد
لايكن للخصام قلبك مأوى*** إنّ قلبي للحبّ أصبح معبد
أنا أولى بالحب منك و أحرى ***من كساء يبلى و مال ينفد