شارع المتنبي
يعد شارع المتنبي من أعرق الشوارع الثقافية لا بل المنارة الثقافية لمدينة بغداد
يقع الشارع في بغداد في العراق وهو محصور بي نهر دجلة وشارع الرشيد
ويعود تاريخ شارع المتنبي إلى العصر العباسي حيث بدأ في القرن التاسع وتزايدت فيه أعمال التأليف والترجمة للكتب العلمية وإزدهر خلاله الشعر العربي في بغداد بالاضافة إلى الفنون والآداب الاخرى.
وفي فترة لاحقة خلال الحكم العثماني حمل الشارع اسم "الخامنيه" وهي كلمة تركية تعني ثكنات الجيش التي يمكن مشاهدتها من احد المقاهي الموجودة فيه.
واثار عشق العراقيين للقراءة والكتب مازالت موجودة بوضوح في نهاية شارع المتنبي حيث توجد مطبعة يعود تاريخها الى القرن التاسع عشر تحولت اليوم الى مقهى يرتاده أصحاب الفكر والقلم.
وقد قال محمد كاظم الخشالي صاحب مقهى الشابندر "شارع المتنبي تاريخه تاريخ قديم يمتد إلى زمن العباسيين حيث كان يدعى "بدرب زاخي" أي يوصل صوب الرصافة بالكرخ الطريق الوحيد الذي يمتد من الباب الشرقي إلى هذا المكان إلى الرصافي إلى الجانب الثاني. وأشتهر الشارع المتنبي بالعهد الملكي على الاكثر."
وفي عام 1917 بدأ شارع المتنبي في الازدهار كمركز رسمي لبيع الكتب في وسط بغداد.
ويشتهر بسوق الكتب التي تفترش أرضه كل نهار جمعة وبتعدد مكتباته ومطابعه، ومنذ مطلع القرن العشرين، باتت مقاهيه الأدبية ملتقى النخبة الفكرية العراقية والعربية كما كبار المستشرقين من أمثال لوي ماسينيون (1883-19625 وجاك برك (1910-1995).
ويكون أنشط ايامه يكون في يوم الجمعة حيث هو يوم العطلة الرسمية والتفرغ شبه التام
حيت تجد باعة الكتب يصطفون على جانبيه لعرض افضل المطبوعات في الشرق الاوسط.
"إعذروني أعلم أن صور البشر ممنوعة
لكن لم أجد صورة للشارع دون ناس لذا هذه الوحيدة غير واضحة فيها الوجوه"
معالم من الشارع
يوجد فيه مطبعة تعود إلى القرن التاسع عشر.
كما يحتوي على عدد من المكتبات التي تضم كتباً ومخطوطات نادرة إضافة إلى بعض المباني البغدادية القديمة، وكانت مباني المحاكم المدنية قديماً والمسماة حالياً بمبنى القشلة، وهي المدرسة الموفقية التي بناها موفق الخادم، وكانت هذه المدرسة في مبنى القشلة الحالي (والذي كان موضع مديرية العقاري (الطابو) ووزارة العدل في العهد الملكي)، وحالياً هو سوق لبيع الكتب والمجلات القديمة والحديثة.
تضرر شارع المتنبي
تعرض شارع المتنبي كغيره من مناطق بغداد والعراق لعدة تفجيرات بعد الغزو الأمريكي للعراق عام 2003م. إلا أنه تعرض يوم 5 مارس 2007م، إلى هجوم بسيارة ملغمة قد قضى حريقها على كتب نادرة ومخطوطات ودوريات ومجلات قديمة لا قيمة لها توثق تاريخ الأمة العربية والإسلامية كانت مودعة في مخازن هذا الشارع.
ووصف المثقفون وإعلاميون حريق شارع المتنبي يوازي في عالمنا المعاصر حريق مكتبة الإسكندرية فقد أدى لتدمير العديد من المكتبات والمباني، حيث تم تدمير المكتبة العصرية بشكل كامل، وهي أقدم مكتبة في الشارع تأسست عام 1908م. كما تدمر مقهى الشابندر الذي يعد من معالم بغداد العريقة،
إضافة إلى تدمير وإحتراق العديد من المكتبات والمطابع والمباني البغدادية الأثرية في الشارع.
و قد خصصت هيئة عراقية أهلية تهتم بالشأن الثقافي لإعادة تأهيل شارع المتنبي بالعاصمة بغداد
شارع المتنبي في فترة الحصار الإقتصادي
خلال الحصار الأقتصادي على العراق تراجع الاقتصاد العراقي وكان لذلك اكبر الاثر على شارع المتنبي حيث اختفت المجلدات والمطبوعات الفاخرة فقد تدهورت قيمة العملة وصار يساوي الدولار الأمريكي 3500 دينار فيما كان متوسط الرواتب والأجور 3000 دينار شهريا.
وبالتالي بات مدخول المواطن الشهري دولارًا أو اثنين واضطر الناس إلى إيجاد موارد أخرى للعيش.
وراح المثقفون يبيعون أثمن ما لديهم من كتب كي يسدوا جوع أطفالهم.
وتحول الشارع إلى سوق للكتب المستعملة بعدما باع الناس كل ما لديهم من أشياء وكتب للحصول على أموال لشراء قوت يومهم. وخلال هذه الفترة السوداء، لم تكن تصل كتب جديدة إلا في ما ندر عن طريق تركيا وسوريا والأردن.
أما الكتب الأجنبية التي كانت تتفاوت أسعارها بين 20 ألف و40 ألف دينار (أي ما بين 6 و12 دولارًا) فلم تكن في متناول العراقيين. لذا راح الناس، وبصورة خاصة الطلاب، يصورون الكتب أو يعيرونها لبعضهم البعض.
لذا فقد كانت تغذية شارع التنبي بالكتب في تلك الفترة من قبل مكتبات المثقفين العراقين المخضرمين ومن إرثهم المكتبي.
اليوم، ينتعش الشارع من جديد.
أول مزاد للكتب في المتنبي في العصر الحديث
يقيم نعيم الشطري صاحب أشهر مكتبة في شارع المتنبي مزادا للكتب كل يوم جمعة يبيع خلاله الكتب النادرة لأشهر الكتاب
ويقول الشطري "قبل 15 سنة جاءتني فكرة تأسيس مزاد للكتب القديمة والحديثة فأسست يوم الجمعة قبل 15 سنة. أسست مزاد للكتب يعني ولاقيت تشجيع من العلماء وخيرة المثقفين من العراقيين."
وبسبب عشقه للكتب باع الشطري مكتبته في البصرة بجنوب العراق وجاء للعيش في بغداد للعمل بتجارة الكتب منذ عام 1963.
وحب العراقيين للقراءة كبير مثل حبهم لدول الوطن العربي وبالأخص الشقيق لبنان الذي يعشقه رواد شارع المتنبي حيث تاتي منه معظم المطبوعات والكتب التي تباع هناك.
ولعقود كان الشارع احد المراكز الرئيسية للحياة الفكرية في العراق وهو ما يعكسه العدد الكبير من المكتبات المتراصة على جانبيه.
واعتاد المفكرون ورجال الدين واستاذة الجامعات والعراقيين العاديين التجمع في الشارع لمناقشة القضايا وتبادل الافكار.
وقال الخشالي "شارع المتنبي يصبح الشريان الثقافي للمواطن العراقي منها وإلى الامة العربية بكاملها حيث تروج جميع الكتب الادبية الدينية والثقافية والكتب التي تصدر في جميع أنحاء العالم وعلى الخصوص العربية منها."
وفي النهاية أحب أن أختم بالمقولة الشهيرة التي كان يلخص العرب واقع الكتاب والثقافة.
القاهرة تكتب وبيروت تنشر وبغداد تقرأ
وهي قول مأثور لا يزال صداه منتشر في العالم العربي ولاتزال بغداد التي تصارع واقع التفجيرات تناضل جاهدة للبقاء عاصمة القراء في العالم العربي.
يعد شارع المتنبي من أعرق الشوارع الثقافية لا بل المنارة الثقافية لمدينة بغداد
يقع الشارع في بغداد في العراق وهو محصور بي نهر دجلة وشارع الرشيد
ويعود تاريخ شارع المتنبي إلى العصر العباسي حيث بدأ في القرن التاسع وتزايدت فيه أعمال التأليف والترجمة للكتب العلمية وإزدهر خلاله الشعر العربي في بغداد بالاضافة إلى الفنون والآداب الاخرى.
وفي فترة لاحقة خلال الحكم العثماني حمل الشارع اسم "الخامنيه" وهي كلمة تركية تعني ثكنات الجيش التي يمكن مشاهدتها من احد المقاهي الموجودة فيه.
واثار عشق العراقيين للقراءة والكتب مازالت موجودة بوضوح في نهاية شارع المتنبي حيث توجد مطبعة يعود تاريخها الى القرن التاسع عشر تحولت اليوم الى مقهى يرتاده أصحاب الفكر والقلم.
وقد قال محمد كاظم الخشالي صاحب مقهى الشابندر "شارع المتنبي تاريخه تاريخ قديم يمتد إلى زمن العباسيين حيث كان يدعى "بدرب زاخي" أي يوصل صوب الرصافة بالكرخ الطريق الوحيد الذي يمتد من الباب الشرقي إلى هذا المكان إلى الرصافي إلى الجانب الثاني. وأشتهر الشارع المتنبي بالعهد الملكي على الاكثر."
وفي عام 1917 بدأ شارع المتنبي في الازدهار كمركز رسمي لبيع الكتب في وسط بغداد.
ويشتهر بسوق الكتب التي تفترش أرضه كل نهار جمعة وبتعدد مكتباته ومطابعه، ومنذ مطلع القرن العشرين، باتت مقاهيه الأدبية ملتقى النخبة الفكرية العراقية والعربية كما كبار المستشرقين من أمثال لوي ماسينيون (1883-19625 وجاك برك (1910-1995).
ويكون أنشط ايامه يكون في يوم الجمعة حيث هو يوم العطلة الرسمية والتفرغ شبه التام
حيت تجد باعة الكتب يصطفون على جانبيه لعرض افضل المطبوعات في الشرق الاوسط.
"إعذروني أعلم أن صور البشر ممنوعة
لكن لم أجد صورة للشارع دون ناس لذا هذه الوحيدة غير واضحة فيها الوجوه"
معالم من الشارع
يوجد فيه مطبعة تعود إلى القرن التاسع عشر.
كما يحتوي على عدد من المكتبات التي تضم كتباً ومخطوطات نادرة إضافة إلى بعض المباني البغدادية القديمة، وكانت مباني المحاكم المدنية قديماً والمسماة حالياً بمبنى القشلة، وهي المدرسة الموفقية التي بناها موفق الخادم، وكانت هذه المدرسة في مبنى القشلة الحالي (والذي كان موضع مديرية العقاري (الطابو) ووزارة العدل في العهد الملكي)، وحالياً هو سوق لبيع الكتب والمجلات القديمة والحديثة.
تضرر شارع المتنبي
تعرض شارع المتنبي كغيره من مناطق بغداد والعراق لعدة تفجيرات بعد الغزو الأمريكي للعراق عام 2003م. إلا أنه تعرض يوم 5 مارس 2007م، إلى هجوم بسيارة ملغمة قد قضى حريقها على كتب نادرة ومخطوطات ودوريات ومجلات قديمة لا قيمة لها توثق تاريخ الأمة العربية والإسلامية كانت مودعة في مخازن هذا الشارع.
ووصف المثقفون وإعلاميون حريق شارع المتنبي يوازي في عالمنا المعاصر حريق مكتبة الإسكندرية فقد أدى لتدمير العديد من المكتبات والمباني، حيث تم تدمير المكتبة العصرية بشكل كامل، وهي أقدم مكتبة في الشارع تأسست عام 1908م. كما تدمر مقهى الشابندر الذي يعد من معالم بغداد العريقة،
إضافة إلى تدمير وإحتراق العديد من المكتبات والمطابع والمباني البغدادية الأثرية في الشارع.
و قد خصصت هيئة عراقية أهلية تهتم بالشأن الثقافي لإعادة تأهيل شارع المتنبي بالعاصمة بغداد
شارع المتنبي في فترة الحصار الإقتصادي
خلال الحصار الأقتصادي على العراق تراجع الاقتصاد العراقي وكان لذلك اكبر الاثر على شارع المتنبي حيث اختفت المجلدات والمطبوعات الفاخرة فقد تدهورت قيمة العملة وصار يساوي الدولار الأمريكي 3500 دينار فيما كان متوسط الرواتب والأجور 3000 دينار شهريا.
وبالتالي بات مدخول المواطن الشهري دولارًا أو اثنين واضطر الناس إلى إيجاد موارد أخرى للعيش.
وراح المثقفون يبيعون أثمن ما لديهم من كتب كي يسدوا جوع أطفالهم.
وتحول الشارع إلى سوق للكتب المستعملة بعدما باع الناس كل ما لديهم من أشياء وكتب للحصول على أموال لشراء قوت يومهم. وخلال هذه الفترة السوداء، لم تكن تصل كتب جديدة إلا في ما ندر عن طريق تركيا وسوريا والأردن.
أما الكتب الأجنبية التي كانت تتفاوت أسعارها بين 20 ألف و40 ألف دينار (أي ما بين 6 و12 دولارًا) فلم تكن في متناول العراقيين. لذا راح الناس، وبصورة خاصة الطلاب، يصورون الكتب أو يعيرونها لبعضهم البعض.
لذا فقد كانت تغذية شارع التنبي بالكتب في تلك الفترة من قبل مكتبات المثقفين العراقين المخضرمين ومن إرثهم المكتبي.
اليوم، ينتعش الشارع من جديد.
أول مزاد للكتب في المتنبي في العصر الحديث
يقيم نعيم الشطري صاحب أشهر مكتبة في شارع المتنبي مزادا للكتب كل يوم جمعة يبيع خلاله الكتب النادرة لأشهر الكتاب
ويقول الشطري "قبل 15 سنة جاءتني فكرة تأسيس مزاد للكتب القديمة والحديثة فأسست يوم الجمعة قبل 15 سنة. أسست مزاد للكتب يعني ولاقيت تشجيع من العلماء وخيرة المثقفين من العراقيين."
وبسبب عشقه للكتب باع الشطري مكتبته في البصرة بجنوب العراق وجاء للعيش في بغداد للعمل بتجارة الكتب منذ عام 1963.
وحب العراقيين للقراءة كبير مثل حبهم لدول الوطن العربي وبالأخص الشقيق لبنان الذي يعشقه رواد شارع المتنبي حيث تاتي منه معظم المطبوعات والكتب التي تباع هناك.
ولعقود كان الشارع احد المراكز الرئيسية للحياة الفكرية في العراق وهو ما يعكسه العدد الكبير من المكتبات المتراصة على جانبيه.
واعتاد المفكرون ورجال الدين واستاذة الجامعات والعراقيين العاديين التجمع في الشارع لمناقشة القضايا وتبادل الافكار.
وقال الخشالي "شارع المتنبي يصبح الشريان الثقافي للمواطن العراقي منها وإلى الامة العربية بكاملها حيث تروج جميع الكتب الادبية الدينية والثقافية والكتب التي تصدر في جميع أنحاء العالم وعلى الخصوص العربية منها."
وفي النهاية أحب أن أختم بالمقولة الشهيرة التي كان يلخص العرب واقع الكتاب والثقافة.
القاهرة تكتب وبيروت تنشر وبغداد تقرأ
وهي قول مأثور لا يزال صداه منتشر في العالم العربي ولاتزال بغداد التي تصارع واقع التفجيرات تناضل جاهدة للبقاء عاصمة القراء في العالم العربي.
