الدولة الأموية في الأندلس
أوضاع الأندلس قبل قيام الدولة الأموية:
عرفنا أنّه أسندت مهمة تسيير شؤون المسلمين في الأندلس إلى الولاة كما جرت العادة عند المسلمين، وكذلك مع نهاية الفتح مباشرة أي سنة 95هـ/714م، لما غادر موسى بن نصير متوجها إلى دمشق فعين أول والي على الأندلس وهو عبد العزيز بن موسى بن نصير ولقد استمرت فترة الولاة إلى غاية سنة 138هـ/756م وقيام الدولة الأموية. فيا ترى ما هي الأوضاع التي كانت سائدة في الأندلس قبل تأسيسها؟.
باختصار يمكن جمل الأوضاع في النقاط التالية:
1- الخلاف الشديد بين العرب والبربر؛ لاستئثار العرب بالمناصب القيادية وهذا يدخل ضمن النطاق السياسي والاجتماعي.
2- شيوع فكر الخوارج الذي انتقل من المشرق إلى المغرب بعد الضربات الشديدة هناك وراج هذا الفكر بين قبائل البربر مما أدى إلى اتساع الخلاف بين البربر والعرب وتتوج هذا الخلاف بمعركة هائلة بين الفريقين سنة 121هـ/739م عرفت بموقعة الأشراف وسميت كذلك لكثرة ما قتل فيها من أشراف العرب.
3- انتقلت العدوى إلى العرب أنفسهم حيث تفرقوا إلى فريقين: عرب الشام (اليمنية) وعرب الحجاز (القيسية) وكانت بينهما ثارات قديمة منذ موقعة الحرة سنة 63هـ/683م ومرج راهط سنة64 هـ/684م.
هذه النقاط الثلاث تتفق حول مسألة واحدة رغم اختلاف منطلقاتها وانتماءاتها وهي السعي لتحقيق الزعامة، ولقد انظم إلى هؤلاء طرف آخر وهو عبد الرحمان الداخل سنة 138هـ/756م عندما نزل بأرض الأندلس ينشد الإمارة.
قيام دولة بني أمية في الأندلس:
عبد الرحمان بن معاوية: مؤسس الدولة
لما سقطت دولة بني أمية، أخذ العباسيون يتتبعون الأمويين ويقتلون من يظفرون به، وقد تمكن عبد الرحمان بن معاوية بن هشام بن عبد الملك بن مروان الإفلات من قبضتهم وأن ينجو من القتل وتوجه متخفيا إلى المغرب لاجئا إلى قبيلة نفزة وفيها أخواله، ويروي عبد الرحمان قصة هربه من مذبحة نهر أبي فرطس وذهابه إلى داره بدير حنا من كورة قنسرين لجمع ما يلزمه قبل التوجه إلى إفريقية، فيقول:« فإني لجالس في القرية في دار كنا فيها، ولم يبلغنا بعد إقبال المسودة، فكنت في ظلمة البيت وأنا رمد شديد الرمد، ومعي خرقة سوداء امسح بها قذا عيني، والصبي سليمان يلعب وهو ابن أربع سنين أو نحوها، إذ دخل من باب البيت، فترامى في حجري، فدفعته لما كان بي، ترامى وجعل يقول الصبيان عند الفزع، قال، فخرجت، فإذا أنا برايات مطلة، فلم يرعني إلا دخول أخي فلان فقال، يا أخي رأيت المسودة. وكنت لما فعل بي الصبي ما فعل قد خرجت فرأيتهم، فلم أدرك شيئا أكثر من دنانير تناولتها ثم خرجت أنا والصبي أخي، وأعلمت أخواتي أم الأصبغ وأمة الرحمان بمتوجهي، وأمرتهما أن يلحقاني غلامي (يقصد مولاه بدر) بما يصلحني إن سلمت، فخرجت حتى اندسست في موضع ناء عن القرية، وأقبلوا فأحاطوا بالقرية، ثم بالدار قلم يجدوا أثرا، ومضينا حتى لحقني بدر، ثم خرجت حتى أتيت رجلا على شاطئ الفرات، وأمرته أن يبتاع لي دواب وما يصلحني، فأنا أرقب ذلك، إذ خرج عبد له أول مولى، فدل علينا العامل، فأقبل إلينا، فوالله ما راعنا إلا بجبلة الخيل إلينا في القرية، فخرجنا نشتد على أرجلنا، وأبصرتنا الخيل، فدخلنا بين أجنة على الفرات، واستدارت الخيل فخرجنا وقد أحاطت بالأجنة، فتبادرنا وسبقناها إلى الفرات، فترامينا فيه، وأقبلت الخيل، فصاحوا علينا: أرجعا لا بأس عليكما، فسبحت وسبح الغلام أخي، فلما سرنا ساعة سبقته بالسباحة وقطعت نصف قدر نصف الفرات، فالتفت لأرفق وأصيح عليه ليلحقني، فإذا هو والله لم سمع تأمينهم إياه وعجل، خاف الغرق فهرب من الغرق إلى الموت، فناديته: أقبل يا حبيبي إليّ، فلم يأذن الله بسماعي، فمضى، ومضيت حتى عبرت الفرات، وهم بعضهم بالتجرد ليسبح في أثري، ثم بدا لهم، وأخذوا الصبي فضربت عنقه وأنا أنظر، وهو ابن ثلاث عشرة سنة، رحمه الله، قال ثم مضيت».
تمكن عبد الرحمان بن معاوية من الإفلات من قبضة العباسيين وعبر فلسطين أين التقى بغلامه بدر، ثم توجه إلى مصر، ثم سار منها إلى برقة، التي بقي فيها مدّة من الزمن متخفيا ثم قرر التوجه إلى إفريقية، التي كان قد قصدها أعداد من أهله. كان يحكم إفريقية آنذاك منذ أيام مروان بن محمد سنة 129هـ، رجل يعرف بعبد الرحمان بن حبيب الفهري، و لمّا سقطت دولة بني أمية استقل عبد الرحمان بن حبيب بولاية إفريقية والمغرب وخرج عن طاعة الخليفة العباسي أبي جعفر المنصور.
وكان في بلاط ابن حبيب يهودي عالم بالحدثان، قد صحب مسلمة بن عبد الملك، فذكر لابن حبيب أنّه يغلب على الأندلس رجل من أبناء الملوك يقال له عبد الرحمان له ضفيرتان، فلما قدم عبد الرحمان بن معاوية، وكانت له ضفيرتان همّ بقتله حتى لا تتحقق النبوءة. والحقيقة أنّ عبد الرحمان بن حبيب قد أعلن جام غضبه على كل المؤديين الوافدين إلى إفريقية، وبخاصة عبد الرحمان بن معاوية نظرا لنشاطه السياسي، خاصة أنّ عبد الرحمان بن معاوية كان يسعى إلى تكوين إمارة أموية في بلاد المغرب والأندلس تكون استمرارا للدولة الأموية التي أسقطها العباسيون في المشرق.ولمّا سمع عبد الرحمان بن معاوية بنية ابن حبيب لقتله فرّ من القيروان وواصل التنقل حتى نزل عند أخواله في قبيلة نفزة، بالقرب من مدينة سبتة الساحلية.
انتقال عبد الرحمان بن معاوية إلى الأندلس:
أقام عبد الرحمان بن معاوية عند أخواله في نفزة ومعه غلامه بدر، وبدأت تصله أخبار الأندلس وعلم بحالة الفوضى وعدم الاستقرار السياسي، وكانت أخبار مفرحة بالنسبة له لأنّها ستسهل له أمر دخول الأندلس إذا مال واتحد مع فريق دون الآخر، ونقصد بذلك الخلاف المحتدم بين القيسسيين المضريين(عرب الحجاز)واليمنيين (عرب الشام)في الأندلس على الولاية.
بعث عبد الرحمان مولاه بدر رسولا إلى أبي عثمان عبيد الله ابن عثمان وصهره أبي عبد الله بن خالد زعيمي حزب موالي بني أمية (ومهم من اليمنية)، وأرسل إليهما كتابا يشكو فيه ما قساه على أيدي بني العباس وما فعله به ابن حبيب الفهري بإفريقية، وأخبرهم بمخاوفه من معارضة والي الأندلس آنذاك يوسف الفهري لقدومه إلى الأندلس، وعن رغبته في الانضمام إليهم وأنّه عازم على إقامة سلطانه في الأندلس وسينالون الرضا والسرور من ذلك. وكان ذلك في آخر سنة136هـ/753م.
لقي طلب ابن معاوية القبول من طرفهم، رغم خطورة المسعى، ويمكن تبرير ذلك بولاء أولئك القادة لسادتهم بني أمية. ولمّا خرجوا مع الوالي يوسف الفهري (من القيسية-المضرية) أجروا اتصالات مع زعماء اليمنية فلبوا الطلب، وأنظم إليهم فرد واحد من المضريين(القيسيين) وهو الحصين بن الدجن العقيلي الذي كان على عدواة مع الصميل زعيم القيسيين. وعاد بدر بالأخبار إلى عبد الرحمان بن معاوية عام137هـ/755م لكن عبد الرحمان أجابه بقوله:«ليس تطيب نفسي على دخول الأندلس إلاّ أن يكون معي واحد منهم».
عاد بدر إلى الأندلس برد عبد الرحمان بن معاوية، وسارع اليمنيون للقاء الصميل خاصة وأنهم قدموا له المساعدة في حصار سرقسطة وأخبروه بقصة عبد الرحمان بن معاوية، لكنه لم يتعجل الإجابة نظرا لحذره الشديد، فكيف لا وهو من وضع يوسف الفهري على الولاية وهو من عاد وصارعه عليها، ومقدم ابن معاوية قد يصعب من خططه ويضيق عليه الخناق وهو الذي يسعى لأن يكون الزعيم الأول في الأندلس. لكن أبي عثمان عبيد الله ابن عثمان وصهره أبي عبد الله بن خالد زعيمي حزب موالي بني أمية غافلوا الصميل وهو ثمل وتمكنوا من نيل قبوله ورضاه لدخول ابن معاوية الأندلس.
وفي شهر ذي الحجة من عام 138هـ/756م اجتاز عبد الرحمان البحر ومعه جماعة من العرب والبربر، ونزل في ميناء المنكب من أرض الأندلس وانضم إليه من كان يراقب قدومه، وتوجه إلى قرطبة فدخلها بعد أن قضى على أميرها يوسف بن عبد الرحمان الفهري في موقعة المصّارة في التاسع من ذي الحجة عام138هـ/756م(وقفة عرفة) ، ومن ثمة دعي عبد الرحمان بلقب الداخل.
تمكن عبد الرحمان من القضاء على الثورات التي أثارها المؤيدون لبني العباس وفيهم الطامعون بالاستقلال بما في أيديهم من أقاليم ومدن، ومنهم من استنصر بشرلمان ملك الفرنجة، فجاء بجيوشه سنة 161هـ /778م، ولكنه لم يلبث أن عاد بعد فشله في حملته.
ولم يصرف عبد الرحمان انشغاله بقمع الثورات التي توالت طيلة حكمه عن العمران، فقد أنشأ جامع قرطبة الذي أصبح جامعة اجتذب إليها مشاهير علماء الشرق.
أمراء الدولة الأموية بالأندلس:
*- توفي عبد الرحمان سنة 172هـ/789م فخلفه ابنه هشام الأول بعهد من أبيه فثار عليه أخواه سليمان وعبد الله البلنسي ينازعه الإمارة وامتدت ثورتهما إلى عهد ابنه الحكم الأول وقد تمكن هشام من صد هجمات ملوك الفرنجة واستولى على بعض قلاعهم وحصونهم وأضاف إلى جامع قرطبة المئدنة وجدد بناء القنطرة على نهر الوادي الكبير وكان السمح بن مالك أمير الأندلس قد بناها سنة 100هـ/719م.
*- توفي هشام الأول سنة 180هـ/797م، فخلفه ابنه الحكم الأول بعهد من أبيه فقمع ثورة عميه سليمان وعبد الله بقتل الأول واستسلام الثاني وقضى على ما نشب من فتن وغزا بلاد الفرنجة وصد عدوانهم على الثغور.
*- توفي الحكم الأول سنة 206هـ/822م فخلفه ابنه عبد الرحمان الثاني بعهد من أبيه، في عهده ثارت فتنة بين اليمنية والمضرية على منطقة تدمير، فقمعها عبد الرحمان وأمر بتهديم مدينة تدمير وأقام مكانها مرسى للسفن فسميت مرسية وأخمد عصيان أهل طليطلة (وجلهم من البربر) وتابع غزو الممالك النصرانية.
*- توفي عبد الرحمان الثاني ( الأوسط) سنة 238هـ/852م، فخلفه ابنه محمد الأول بعهد من أبيه، وفي عهده ثار المولدون بزعامة عمر بن حفصون وثار أهل طليطلة وتحالفوا مع ملك جليقية وأثار الراهب إيلوخيو فتنة انتهت بقتله وهي الفتنة المشهورة بحركة الاستشهاد في قرطبة، ونشب بين محمد وملوك النصارى حروب انتهت بغلبته عليهم والاستيلاء على كثير من قلاعهم وحصونهم وفي عهده هاجم النورمان السواحل الأندلسية وتولى قائد البحرية الأندلسية خشخاش بن سعيد طردهم.
*- توفي محمد الأول سنة 273هـ/887م فخلفه ابنه المنذر الأول ولم يطل حكمه سوى سنتين.
*- توفي المنذر سنة 275هـ/889م وخلفه أخوه عبد الله بن محمد، ثار عليه أمراء إشبيلية ( عصر ملوك الطوائف) وتتابعت في عهده ثورات المولدين وطال حكمه 25سنة.
*- توفي عبد الرحمان بن محمد فخلفه حفيده عبد الرحمان الثالث سنة 300هـ/913م وتلقب بلقب الخلافة سنة 316هـ/929م، حين انهارت سلطة الخليفة في بغداد، ولما صار نفوذ الفاطميين في شمال إفريقية يهدد ملك الأمويين، خصوصا وأنّهم صاروا يبحثون عن مواقع استراتيجية لهم في جنوب شبه الجزيرة ولولا حنكة عبد الرحمان الثالث لاستولوا على الأندلس، فقد أشهر الخلافة باعتبار أنّه الأحق بها من الفاطميين الذين كانوا يسعون لتوطيد حكمهم الشيعي في المغرب الإسلامي؛ بدليل أنّ الدولة الفاطمية كانت ترسل جواسيسها لمعرفة أحوال الأندلس ومن جواسيسها المشهورين: أبو اليسر الرياضي وابن هارون البغدادي وابن حوقل النصيبي، وكانوا إما في هيئة تجار كابن حوقل أو علماء كابن هارون.
أمام هذا الوضع، عقد عبد الرحمان الثالث حلفا مع بعض الدويلات في شمال إفريقيا، فتحالف مع بني رستم في تاهرت وشجع الثائر أبي يزيد الخارجي، وبنى أسطول ضخم سيطر به على جبل طارق كما وطد عبد الرحمان الثالث علاقته مع أعداء الفاطميين؛ فتحالف مع ملك إيطاليا هيوك دي بروفنس الذي دمر الفاطميون ميناؤه في جينوة وتحالف مع إمبراطور بيزنطة الذي كان يسعى لاسترجاع جزيرة صقلية.
امتد حكم عبد الرحمان الثالث 50 عاما أمضاها في قمع الثورات وفي حروبه مع الفرنجة وقد عرف باسم آخر هو الناصر لدين الله، ولقد بلغت الدولة الأموية في عهده منتهى رفعتها في القوة والعلم والعمران.
ففي القوة كان لها السيطرة الكاملة على الثغور المتاخمة لبلاد العدو، وفي العلم أصبحت قرطبة محجة العلماء وكثر قصادها من أعلام المشرق، وفي العمران بنى عبد الرحمان الثالث مدينة الزهراء وهي مدينة من القصور تقع شرقي غرناطة بناها عبد الرحمان سنة 325هـ لتكون متنزها له.
*- توفي عبد الرحمان سنة350 هـ/962م فخلفه ابنه الحكم الثاني بعهد من أبيه وتلقب بلقب المستنصر بالله وقد سار سيرة أبيه فحارب ملوك قشتالة وليون ونافار وقهرهم وصد هجماتهم، وفي عهده أغار النورمان للمرّة الثانية فصدهم، ازدحم العلماء على بابه وغصت مجالسه وأنشأ مكتبة حوت 400ألف مجلد، ولم يكن من أهل الأندلس في عهده من لا يعرف القراءة والكتابة إلاّ القليل.
*-توفي الحكم الثاني المستنصر بالله سنة 366هـ وخلفه هشام الثاني بعهد من أبيه وتلقب بلقب المؤيد لله ولم يكن قد تجاوز 11 من عمره، وكان العهد إليه بإصرار من أمه صبح البشكنسية وبتأييد من عامل القصر محمد بن أبي عامر، وقد استطاع هذا الحاجب من أن ينتزع منه الخلافة وأن يستقل بها ويقيم الدولة العامرية بزعامته.
وقد خلع آخر خليفة أموي واسمه هشام الثالث المعتد بالله بن عبد الرحمان الرابع بن محمد بن عبد الملك بن عبد الرحمان الناصر 418-422هـ/1027-1031م ومدة حكمه حوالي أربعة سنوات تقريبا.
أسباب سقوط الدولة الأموية في الأندلس:
يعود سقوط الدولة الأموية في الأندلس إلى :
- صراع بين الأمراء الأمويين يعود إلى خمسين سنة قبل السقوط.
- توسع مملكة ليون المسيحية والتي شملت معظم بلاد الباسك مكونة مملكة قشتالة، وقويت بلاد نافار مع نهاية القرن الرابع الهجري مكونة مملكة أرغونة التي بدأت تمارس الضغط على الدولة الأموية في الشمال، خاصة وأنّ هذه الأخيرة دب فيها الضعف بسبب تهور الأمراء وكذلك مشاكلها مع الدولة الفاطمية التي تركت بصماتها.
- ظهور الزعامات المحلية والعصبية القبلية بين السكان العرب والبربر والمولدون وكذلك أهل الكتاب، فبدأ المسيحيون يتجسسون على المسلمين لحساب أوروبا.
مصادر ومراجع محور الدولة الأموية بالأندلس:
1- ابن عذارى، البيان المغرب،ج2، ص ص60-64-65-68.
2- ابن القوطية، تاريخ افتتاح الأندلس، ص ص24-28.
3-المؤلف مجهول: أخبار مجموعة في فتح الأندلس حتى آخر عهد الناصر، دار الكتاب اللبناني، ص ص48 إلى -55-54.
4- المقري ، نفح الطيب،ج1، ص313.
5-عبد العزيز سالم: تاريخ المسلمين وآثارهم في الأندلس، مؤسسة شباب الجامعة،1997،ص ص173-178