منتديات ضياء الشاهــر

اهلا بك اخي الزائر الكريم في منتداك تكرم بالتسجيل وساهم تما لديك بين اخوتك

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

منتديات ضياء الشاهــر

اهلا بك اخي الزائر الكريم في منتداك تكرم بالتسجيل وساهم تما لديك بين اخوتك

منتديات ضياء الشاهــر

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتديات ضياء الشاهــر

منتدانـَِاا مميزٍَ يحتوي عٍَِ شعر ونثرَِ وقصائدٍَ ورواياتٍَ وافكار وأرشاداتٍَِ.


    تاريخ البصرة مدينة الخليل والنخيل

    ضياءالشاهر
    ضياءالشاهر
    ~المدير العــام~
    ~المدير العــام~


    ذكر عدد المساهمات : 3974
    نقــاطي : 23292
    التقيـــيــم : 66
    تاريخ التسجيل : 09/02/2011
    العمر : 66
    الموقع : العراق ..الفلوجه .
    المزاج : رايق

    تاريخ البصرة مدينة الخليل والنخيل  Empty تاريخ البصرة مدينة الخليل والنخيل

    مُساهمة من طرف ضياءالشاهر الثلاثاء مايو 17, 2011 7:38 am

    ミ★ミ البصرة ミ★ミ
    ثاني أكبر مدينة عراقية
    تقع البصرة في أقصى جنوب العراق على رأس سواحل الخليج العربي
    وفي الضفة الغربية من شط العرب
    *( شط العرب هو المعبر المائي الذي يتكون من التقاء نهري دجلة و الفرات
    .
    .

    تبعد محافظة البصرة مسافة 55 كم عن الخليج العربي
    و مسافة 545 كم عن مدينة بغداد ,
    تبلغ مساحتها 19070 كم2 ,
    بعدد سكان يناهز ال 3,800,200 نسمة ( حسب أحصائات 2009 ) ,

    لها حدود دولية مع كل من السعودية و الكويت جنوباً و ايران شرقاً ,

    اما الحدود المحلية لمحافظة البصرة فهي
    تشترك مع كل من محافظة ذي قار و ميسان شمالاً , و المثنى غرباً .
    تعتبر ميناء العراق الأوحد , و منفذه البحري الرئيسي ,
    كما تزخر المحافظة بحقول النفط الغنية و منها حقل الرميلة و حقول الشعيبة ,
    و بحكم موقعها حيث تقع في سهول وادي الرافدين الخصيبة ,
    فأنها تعتبر من المراكز الرئيسية لزراعة الرز , الشعير , الحنطة , الدخن ,
    كما تشتهر بتربية قطعان الماشية .
    تقع على أرض متباينة التضاريس بين سهل و جبل و هضاب و صحراء .

    أسماء مدينة البصرة
    كان للبصرة أسماء كثيرة أخرى أيضاً سميت بها و ذكرت بأمهات الكتب ,
    فمن ذلك كان تدعى بالخريبة قبل الفتح الإسلامي
    (بسبب وجود مدينة قديمة خربة قريبة من الموقع) ،
    وبعد بنائها سميت بأسماء كثيرة منها

    أم العراق ، خزانة العرب ، عين الدنيا ، ذات الوشامين ،
    البصرة العظمى ، البصرة الزاهرة , ثغر العراق الباسم ، الفيحاء ، قبة العلم ، كما تدعى الرعناء وذلك لتقلب الجو فيها أثناء اليوم الواحد وخاصة في فصل الربيع ،
    وتجمع مع الكوفة بالمصرين ،
    إذ أن كل من البصرة والكوفة كانتا تعتبران اعظم أمصار العالم الإسلامي بدون منازع -
    قبل بناء بغداد طبعاً -
    كما تجمع مع الكوفة أيضاً ويطلق عليهما العراقيين أو البصرتين .
    أما معنى أسمها الحالي فقيل فيه الكثير من الأخبار منها :
    الأرض ذات الحجارة الصغيرة
    فقد قال الأخفش في البصرة :حجارة رخوة إلى البياض ما هي وبها سميت البصرة.،
    وقال حمزة الاصفهاني إنها كلمة فارسية أصلها (بس راه)
    أو باصوراه أي الطرق المتشعبة

    وردها يعقوب سركيس إلى الكلدانية وقال أنها تعني الاقنية أو باصرا (محل الأكواخ)
    إن كلمة بصرة أو بصيرة كلمة أكدية مشتقه من كلمة باب
    وكلمة (صيري) وتعني الصحراء إذ ترد هذه الكلمة في حوليات سنحاريب
    كأسم قبائل حاربها لأنها تحالفت مع الثائر الكلداني مردوخ بلادان
    وسماهم (صابي صيري) أي سكان الصحراء فيكون اسمها (باب الصحراء)
    وهو تفسير قريب جداً إلى موقعها الجغرافي ,
    و قيل انها سميت بصرة لأنها كانت تقع على مرتفع من الأرض
    حتى كان من يقف في ذلك الموقع يستطيع أن يرى ما حوله والله أعلم .
    تاريخ البصرة
    موقع مدينة البصرة القديمة
    إن أول ولاية في العصر الإسلامي خارج حدود الجزيرة العربيه هي ولاية البصرة،
    وقد أصدر الخليفه الثاني عمر بن الخطاب _رضي الله عنه_
    أوامره لإعلانها "ولاية" وعين عليها واليا وهو عتبة بن غزوان.




    المقصود بمدينة البصرة القديمة هي تلك المدينة التي بناها العرب
    بقيادة عتبة بن غزوان عند الفتح الإسلامي للعراق
    عام أربعة عشر للهجرة ، الموافق لعام 636 للميلاد ،
    حيث كانت في بداية الأمر معسكراً للجنود وسكناً لعوائلهم
    ليسهل عليهم التوجه إلى الفتوحات ،
    بدل من أن يضطروا للعودة إلى عوائلهم في المناطق البعيدة من شبه الجزيرة ،
    موقع البصرة القديمة كان في المنطقة التي بنيت فيها مدينة الزبير الحالية ،
    وتتسع إلى الشمال منها حيث تم العثور على بقايا لقصور قديمة من قصور البصرة

    تقع إلى الشمال من مدينة الزبير .
    وكان هنالك نهر يمتد من شط العرب إليها ، وقد دفن ذلك النهر ،
    كما حفر العرب عدة انهر تتصل بعضها ببعض لتروي المدينة وبساتينها من جميع جهاتها
    حتى أصبحت تلك الأنهار وما يحيط بها من قصور وبساتين تعتبر جنة الله على الأرض ,
    بنيت في بداياتها من القصب و البردي و أجذاع النخيل المتوفرة في المنطقة ,
    لكن بعد ((حريق البصرة الكبير )) ,
    أمر الخليفة عمر بأن تمصر من جديد و تبنى باللبن ,
    لقد اشتهرت البصرة فيما بعد بقصورها الكبيرة و بساتينها الواسعة الجميلة
    التي كانت تضرب الأمثال بروعتها و جمالها ,
    لقد كانت أول مدينة بناها العرب أثناء الفتوحات الإسلامية ،
    وتم بناؤها قبل الكوفة بحوالي ستة أشهر ،
    ثم بنيت الفسطاط بعد الكوفة ,
    لقد تم هجر الموقع القديم قبل 300 سنة من الآن بسبب أنتشار الطاعون و الجذام
    مما جعل السكان يتوقعون أنه موبوء لذلك تحولوا ألى مكان أتخذته القوات العثمانية
    معسكراً لهم و أنتشروا حول هذا الموقع.



    تاريخ الموقع قبل بناء المدينة

    تظهر الحفريات وجود مدينة أثرية يعتقد بعض المؤرخين
    انه تم بناؤها في زمن نبوخذ نصر تدعى طريدون،
    وادعى آخرون إنها كانت مدينة آشورية
    و قال آخرون بناها الأسكندر المقدوني لتكون انطلاقة لغزواته للهند ،
    حيث كان لهذه المدينة سد يحميها من ارتفاع منسوب مياه البحر،
    فان صح هذا فان طريدون أو تريدون تكون جنوب مدينة الزبير
    قرب خور الزبير في الوقت الحاضر ،
    بينما يعتقد الرحالة جسني إن موقع طريدون هو قرب جبل سنام
    والذي يبعد عن جنوب مدينة الزبير بحوالي ثلاثة عشر ميل، فإذا كان ذلك صحيحاً
    فيجب أن يكون خور الزبير والذي هو امتداد للخليج العربي يمتد إلى جبل سنام أيام الدولة البابلية
    وهنالك رواية أخرى تختلف قليلاً وتبدو اكثر توافقاً من حيث التسلسل التاريخي
    وذلك بعد أن فتح سعد بن أبي وقاص مدينة الحيرة وما حولها
    أمره الخليفة عمر رضي الله عنه أن يرسل عتبة بن غزوان إلى أرض الهند
    والمقصود بها منطقة البصرة حيث كانت الابلة (موقع البصرة الحديثة) تدعى بأرض الهند ،
    ويجعل للمسلمين هنالك معسكراً ، ولا يجعل بيني وبينه البحر ،
    فسار إليها عتبة في ثمانمائة رجل ،
    فلما افتتح الابلة أرسل إلى الخليفة يخبره بان المسلمين بحاجة إلى معسكر دائم هناك
    ووصف له موقع البصرة القديمة فاعجب به وتم سكن المدينة.


    سبب اختيار موقع المدينة

    اقتضت الضرورة التي فرضتها الفتوحات الإسلامية على العرب
    إنشاء مدن عسكرية أو معسكرات سكنية للجنود المحاربـين لتخدم عدة جوانب،
    أهمها انه أصبح من غير المنطقي على الجندي المقاتل
    أن يذهب لزيارة أهله في فترات معقولة لبعد المسافة،
    فالمجاهد الذي قدم من اليمن أو عُمان يحتاج إلى أشهر طويلة لكي يصل إلى موطنه
    ويحتاج إلى نفس ذلك الوقت للعودة
    وهذا يعني انهم سيضيعون نصف وقتهم وجهدهم في مثل هذه الأسفار الطويلة الشاقة،
    مما يحرم جبهات القتال من فترات غيابهم الطويلة،
    كذلك كان لا بد من إيجاد معسكرات ثابتة للتحرك منها لضرب قواعد العدو
    أو طرق وقوافل إمداداته، أو شن الحملات السريعة المفاجئة عليه،
    أو لصد هجمات العدو، أو لنجدة بقية الجبهات عند الحاجة.
    كذلك إيجاد مقرات بعيدة على حافة الصحراء لا يجرأ العدو من الوصول إليها
    لمعالجة المصابين وقضاء فترة النقاهة بعيداً عن الخطوط الأمامية الخطرة والمتحركة دائماً،
    كما يستطيع أن يترك بها المقاتل زوجته أو ما يحصل عليه من الغنائم
    كي لا تعيق حركته أثناء القتال.
    كل هذه الأسباب وغيرها جعلتهم يفكروا بإنشاء مثل هذه المدن .

    كيف تم بناء البصرة

    عندما اتخذ عتبة بن غزوان منطقة الخريبة معسكراً
    اخذ الخليفة يرسل العرب إلى البصره تباعاً لتسكنها ،
    فلما كثروا هناك بنى فيها عتبة سبعة دساكر (مفردها دسكرة)
    وتعني القرية الكبيرة من اللبن (الطابوق أو الطوب الغير محروق) ،
    ويبدو إن اكثر البيوت تم بنائها بالقصب أول الأمر ثم تحولوا إلى اللبن وذلك لسرعة احتراق القصب .
    وكان ذلك سنة أربع عشرة للهجرة وذلك قبل بناء الكوفة بستة اشهر .
    وقد تم بناء المسجد ودار الإمارة ثم بعد ذلك قام ببناء السجن وحمام الأمراء
    حيث تم البناء بالقصب أول الأمر ،
    وكان أول بيت بني فيها هو دار نافع بن الحارث
    ثم دار الصحابي معقل بن يسار المزني
    والذي أطلق اسمه على أحد أهم انهار البصرة فيما بعد
    وهو نهر معقل أو نهر المعقل كما يدعى اليوم ،
    وقد أدرك العرب إن أرض البصرة تصلح لزراعة النخيل
    فاكثروا من زراعة النخيل فيها حتى اشتهرت فيما بعد بأنها أرض النخيل .
    ولاة البصرة قديما

    عتبة بن غزوان

    17هـ/639م
    أبو موسى الأشعري
    28هـ/650م
    عبد الله بن عامر
    36هـ/658م
    عثمان بن حنيف
    661م
    زياد أبن أبي سفيان
    637م
    عبيدالله أبن زياد
    684م
    عبدالله أبن الحارث
    685م
    عمر إبن عبيدالله
    686م

    مصعب أبن الزبير
    691م
    الحجاج أبن يوسف الثقفي
    مساحة البصرة
    منذ تاسيسها، وإلى بداية الانتداب البريطاني على بلاد ما بين النهرين
    كانت منطقة البصرة تتسع وتنقبض اعتمادا على العديد من الأسباب منها
    ما هو إداري ومنها ما هو عمراني وتجاري،
    لكن البصرة ورغم تعدد الأسماء التي تطلق عليها كانت دائمة الحياة،
    بعد كل خراب يمر بها.
    و بحسب المصادر الإسلامية كانت حدودها بين الكوفة وأطراف واسط شمالا،
    حتى البحرين جنوبا مع امتداد على الخليج الذي يسمى خليج البصرة.
    وقد استمرت هذه المنطقة مترابطة الأطراف وبضمنها أجزاء باتت اليوم مستقلة عنها مثل قطر والبحرين والكويت والمنطقة الشرقية في السعودية وأجزاء كبيرة من الأهواز.
    بعد مجيء الإنكليز، قامت قواتهم بتقسيم ولاية البصرة ثم تبعتها تقسيم أقضيتها،
    فصار لواء المنتفق محافظة ذي قار تيمنا بمعركة ذي قار بين البصريين العراقيين والفرس
    والتي انتهت بانتصار العرب. كما جعل لواء العمارة محافظة سميت بمحافظة ميسان تيمنا بالمنطقة التي يرجع إليها الفقيه الحسن البصري .


    المقاطعات التابعة إداريا لمحافظة اليكم التقسيمات الادارية لمحافظة البصرة
    استنادا إلى التقسيمات الإدارية العراقية
    فان العراق مقسم إلى محافظات
    وكل محافظة مقسمة إلى اقضية واقضية البصرة 8 هي :-

    البصرة (المركز).
    القرنة.
    قضاء المدينة
    الفاو.
    الزبير.
    أبو الخصيب.
    شط العرب.
    الهارثة.
    اشهر شوارع مدينة البصرة،
    شارع دينار شارع مالك بن دينار.
    شارع الوطن.
    شارع أبي الاسود. شارع أبو الاسود الدؤلي.
    شارع الكورنيش.
    شارع الطيران.
    شارع الاستقلال.
    شارع الكويت.
    شارع الجزائر

    كيف تم بناء البصرة

    عندما اتخذ عتبة بن غزوان منطقة الخريبة معسكراً اخذ الخليفة يرسل العرب إلى البصر تباعاً لتسكنها، فلما كثروا هناك بنى فيها عتبة سبعة دساكر (مفردها دسكرة) وتعني القرية الكبيرة من اللبن (الطابوق أو الطوب الغير محروق)،ويبدو إن اكثر البيوت تم بنائها بالقصب أول الأمر ثم تحولوا إلى اللبن وذلك لسرعة احتراق القصب. وكان ذلك سنة أربع عشرة للهجرة وذلك قبل بناء الكوفة بستة اشهر. وقد تم بناء المسجد ودار الإمارة ثم بعد ذلك قام ببناء السجن وحمام الأمراء حيث تم البناء بالقصب أول الأمر، وكان أول بيت بني فيها هو دار نافع بن الحارث ثم دار الصحابي معقل بن يسار المزني والذي أطلق اسمه على أحد أهم انهار البصرة فيما بعد وهو نهر معقل أو نهر المعقل كما يدعى اليوم وكما سنرى فيما بعد ،وقد أدرك العرب إن ارض البصرة تصلح لزراعة النخيل فاكثروا من زراعة النخيل فيها حتى اشتهرت فيما بعد بأنها ارض النخيل.
    ومن طريف ما يروى إن زياد ابن أبيه عندما ولي على البصرة قام ببناء دار الإمارة باللبن بعدما كان بالقصب، فلما تولى الحجاج بن يوسف الثقفي إمارة البصرة بالإضافة إلى الكوفة، أمر بهدم دار الإمارة فيها وقال أريد أن ابنيه بالآجر وذلك لانه أراد أن يزيل ذكر زياد حسد منه، فقال له أحدهم بعد أن تم الهدم : انك ستنفق كثيراً من المال على بناءه ويبقى اسم زياد عليه، فأحس بخطاه وترك القصر دون بناء حتى زمان الخليفة سليمان بن عبد الملك الذي أمر بإعادة بنائه بالآجر والجص، ولكن دار الإمارة تم هدمه من جديد ليضاف إلى بناء المسجد وذلك زمن الخليفة العباسي هارون الرشيد وبقيت البصرة من دون دار إمارة.

    توسع المدينة : لقد أخذت البصرة بالتوسع السريع حتى بلغت مساحتها أيام خالد بن عبد الله القسري حوالي فرسخين طولاً إلى فرسخين عرضاً (الفرسخ قياس عربي يعادل اليوم سبعة كيلومترات ونصف تقريباً)، أي خمسة عشر كيلومتر طولاً وخمسة عشر كيلومتر عرضاً، وقد كانت ولاية خالد بن عبد الله القسري للبصرة عام واحد وستون للهجرة، أي إن ذلك التوسع حصل خلال اقل من خمسون عاماً. لقد استمرت المدينة بالتوسع في جميع الاتجاهات، وكانت تحفر الأنهار التي توصل الماء إليها وتروي البساتين وتستخدم في النقل ايضاً حتى بلغ عدد الانهار فيها كما تبينه إحدى الإحصائيات إلى عشرون ألف نهر، وما هذا إلا دليل على سعة المدينة ومجدها.
    الموقع السياسي للبصرة بين المدن : بالرغم من التاريخ السياسي الحافل للمدينة وموقعها الجغرافي المميز إلا إنها لم تستطع أن تنافس الكوفة والمنطقة المحيطة بها (بابل فيما مضى وبغداد فيما بعد) في انتزاع مركز السيادة لتصبح عاصمة لأي دولة، بل إن تاريخ البصرة والمنطقة المحيطة بها لم يشهد لها أن تكون عاصمة لأي دولة ذات أهمية في التاريخ، ولكنها أصبحت عاصمة لولاية امتدت إلى كل سواحل الخليج العربي ومناطق عربستان بالإضافة إلى الجزء الجنوبي من العراق، ولكن تلك الولاية كانت تابعة إلى دولة أخرى، وفي معظم الأوقات تكون تابعة إلى بغداد أو الكوفة العاصمة أو إلى ولاية بغداد التي تظم إليها ولاية الموصل ايضاً وذلك بعد سقوط الدولة العباسية، ويبدو إن موقعها يؤهلها أن تكون ولاية أو المدينة الثانية بعد العاصمة بدلاً من أن تكون هي العاصمة نفسها، وذلك عكس المنطقة الوسطى من العراق التي نشأت فيها أهم العواصم في التاريخ البشري والتي حكمت معظم أرجاء العالم لمدة تزيد كثيراً عن نصف التاريخ الحضاري للإنسان كمدينة أكد قرب بغداد عاصمة الاكديين والتي كانت أول عاصمة لأول إمبراطورية في التاريخ، وبابل عاصمة إمبراطوريتان مهمتان في التاريخ القديم ثم اتخذها الاسكندر الأكبر عاصمة له، والمدائن التي كانت عاصمة لثلاث إمبراطوريات عظيمة في والكوفة تلك العاصمة الإسلامية المميزة بالإضافة إلى بغداد عاصمة الدنيا لقرون عديدة. ومع هذا فان البصرة ومنذ نشأتها كانت العاصمة الإقليمية لأهم ولايات الدولة ولمعظم الوقت.



    الوضع العمراني
    إن لوضع البصرة العمراني خصوصية لا تشاركها فيه أي مدينة في العالم في ذلك الوقت، ومن المؤكد إن مهندسو البندقية في إيطاليا وامسردام في هولندا قد استفادوا كثيراً من تصميم البصرة القديمة، وبالرغم ما لهاتين المدينتين من شهرة عالمية في الماضي والحاضر إلا انهما لم تبلغا العظمة التي وصلتها البصرة في ماضيها العريق.
    لقد تم بناء المدينة بطريقة فريدة، فجزء منها كان مكتظ بالبيوت والأسواق والمساجد وغير ذلك من المرافق الأخرى وتتخلله عدد من الأنهار المستخدمة لأغراض الشرب والنقل أو المواصلات، وقسم منه ميناء بحري يعج بالسفن القادمة أو الذاهبة إلى معظم انحاء العالم. وقسم تجاري ثقافي يتوافد إليه الأعراب من أنحاء جزيرة العرب لغرض الاتجار وشراء ما يحتاجونه من مواد غذائية وصناعية وبيع ما عندهم من إنتاج حيواناتهم، ويختلط الشعر والأدب والفقه مع التجارة في هذا الجزء والمعروف بالمربد حيث يستفيد أولياءك الشعراء واللغويون من فصاحة الأعراب في لسانهم والقسم الأكبر الذي كان يحوي البساتين والأنهار وما يتخلله من قصور عامرة وبيوت منتشرة. كما كان لها ميناء نهري كبير يبعد عنها بضعة أميال هو ميناء الابلة على الضفة الغربية من شط العرب، (والذي يمثل جزأً من البصرة الحديثة في الوقت الحاضر).
    مدينة الأنهار والنخيل

    تقول بعض المصادر الموثقة بان عدد الأنهار قد بلغ في مدينة البصرة نحو من عشرين ألف نهر، وهذه المصادر تعتمد على ديوان الخراج، حيث كان يجبى خراج كل نهر بما فيه من بساتين ونخيل، وقد يتصور البعض إن هذا أمر مستحيل، فكيف تم حفر هذا العدد الهائل من الأنهار، وقد شكك بن حوقل بهذا الرقم كثيراً وهو من جغرافي العصر العباسي المعروفين، ولكنه عندما زار المنطقة أيقن بصحة تلك الأرقام.

    لقد كانت الكثير من البيوت والقصور تبنى على حافات الأنهار في بعض المناطق، كما بنيت البنايات في مدينة البندقية على حواف القنوات البحرية فيما بعد، بينما كانت تترك طرق للمارة والعربات والحيوانات (شوارع) بين الأنهار والبيوت في مناطق أخرى، كما بنيت امستردام فيما بعد، علماً إن قنوات البندقية أو انهار امستردام هي شيء تافه بالنسبة إلى انهار البصرة وتعدادها، كما إن تلك الأنهار كانت مزينة بأشجار النخيل والبساتين التي كانت تتخللها عكس قنوات البندقية الخالية من كل زرع وانهار امستردام القليلة الأشجار.

    إن افضل صورة لمدينة البصرة القديمة هي بعض البيوت في البصرة الحديثة والتي شيدت في القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين على غرار ما كان موجوداً في البصرة القديمة لبعض الموسرين من الناس، وما زال بعض بقاياها قائم لحد الآن، وهي في غاية الجمال والذوق الفني الرفيع، ولقد اطلع الكاتب على بعض الكتب الإنكليزية التي تصور بعض مناطق البصرة الحديثة والتي بنيت على غرار المدينة القديمة وذلك في بدايات القرن التاسع عشر بحيث تتضاءل أمام تلك الصور وجمالها مدينتي البندقية وامستردام.
    بعض التصاميم الهندسية في بناء البيوت البصرية :
    لقد اطلع المؤلف على بعض القصور المكتشفة في بعض المناطق الأثرية التي تم التنقيب عنها في نهاية السبعينات من القرن الماضي، وستضاف صور تلك البقايا من القصور حال الحصول عليها إلى هذا البحث إنشاء الله. لقد كان المهندسين والمعماريين في ذلك العصر يأخذوا حالة الجو والحياة الاجتماعية والمواد الأولية المتوفرة مع الوضعية الجمالية بنظر الاعتبار في تصميمهم اكثر من مهندسي الوقت الحاضر. فبدراسة تلك البقايا نلاحظ ما يلي : إن الجدران الخارجية لتلك القصور كانت بسمك مائة 120 سم بنيت باللبن (الآجر الغير المحروق) والمتكون من الطين المخلوط مع الرمل، وهو التربة السائدة هناك، ومن ميزات مثل هذه الخلطة إنها متينة بما فيه الكفاية كما إنها لا تتشقق كما يحصل للطين الاعتيادي وحتى بعد خلطه بالتبن، والمونة المستعملة هي من نفس ذلك الطين لرخصها وسهولة الحصول عليها كما إنها سهلة الاستعمال في البناء، ويبنى الساف الخارجي من الآجر المفخور وبسمك 18 سم تقريباً وذلك حتى يتحمل الرطوبة والأمطار ولا يتآكل بسرعة، ويعطي منظراً جميلاً للبناء يوحي انه مبني جميعه بالآجر. أما المونة المستعملة مع ذلك الآجر فهي الجير المطفي (النورة) لتقاوم العوامل الطبيعية، والتي تخلط بعض الأحيان بالرماد لتتكون من تفاعلهما مادة أسمنتية تعمر طويلاً. أما في الداخل فان الجدران الداخلية والتي هي أصلاً من (اللبن)،فإنها تطلى بطبقة (من البياض) سميكة نسبياً تزيد عن 30 ملم، يستخدم فيها الجير المطفي (النورة) وتظهر عليها الكثير من النقوش والزخارف وصور الحيوانات والنباتات والكتابة، ويبدوا أن هنالك قوالب خاصة لهذه النقوش والزخرفة، كما تطلى بطبقات من الأصباغ والدهان تجعل منها لوحات فنية رائعة الجمال.
    ان سمك جدران الحيطان الداخلية والقواطع بين الغرف هو اقل قليلاً من الجدران الخارجية، إذ يكون بحدود المتر، وسبب ذلك السمك حتى يتحمل الأثقال التي تشكلها الأقواس والسقوف الثقيلة التي يحملها والتي تغطى بطبقة من الطين المخلوط بالرمل (التربة الطبيعية) وبمعدل سمك يزيد على 30 سم كي يعطي الانحدار الكافي لجريان مياه الأمطار التي تتساقط وقت الشتاء،وفي بعض الأحيان تكون أرضية تلك السطوح مكسور بالآجر المربع الكبير الحجم نسبياً.
    أما السقوف فكانوا يستخدموا الأقواس الأنيقة والتي تتحمل الأوزان الثقيلة وتعيش سنين طويلة إذا أحسنت صيانتها، كما وان الأروقة كانت تتكون من ممرات تسقفها الأقواس وتوجد في أعلاها فتحات صغيرة للإنارة في بعض الأحيان. وكانت باحة البيت (الحوش) تقع في منتصف البيت، وتكون بعض الغرف المطلة على تلك الباحة مرتفعة عنها بنحو متر أو اكثر وواجهتها المطلة على الباحة تتكون من شبابيك خشبية ذات نقوش جميلة وزجاج ملون بنقوش هندسية رائعة.



    ام قصر


    تتوسط الحوش بركة ماء كانت تستخدم لخزن الماء الذي يجلب من النهر حيث تضيف منظر جميل إلى تلك الباحة، وعادة ما تكون هنالك حديقة صغيرة فيها بعض أشجار النخيل والأشجار الأخرى التي يسهل نموها هناك. كما تحيط بالحوش منطقة مسقوفة ترتكز من ناحية على الجدران الداخلية للغرف ومن الناحية الثانية على أعمدة من الخشب يتكون أعلاها من تاج مزخرف بزخرفة جميلة. ان فائدة هذه السقوف هي لحماية جدران الغرف من أشعة الشمس المباشرة فتكون كالمظلات، كما إنها مكان مناسب للجلوس تحتها في ساحة الحوش لما تكونه من ظل وعلى الأخص أوقات العصر عندما يعتدل الجو.
    توجد هنالك أقبية تحت الأرض (سراديب) في بعض أجزاء البيت وعلى الأخص تحت الغرف التي تعلوا عن سطع الحوش التي أشرنا إليها فان ذلك الارتفاع يعطي ارتفاع إضافي لتلك الأقبية، وتكون سقوف تلك الأقبية مبنية على شكل أقواس لتعطيها القوة والمتانة لتتحمل ما فوقها، كما إنها تكون عازلاً حرارياً لسماكتها. ان تلك الأقبية ملاذا جيدة لسكان البيت أثناء وسط النهار للوقاية من حرارة الجو، كما يمكن ان تستخدم أثناء الشتاء لأنها تكون دافئة وذلك لأنها تحت مستوى سطح الأرض ولا تتعرض إلى أشعة الشمس المباشرة الحارقة، ونظراً لعدم شدة البرودة وقصر الشتاء فان الاستعمال الشتوي يكون نادراً.
    أما نظام التهوية في هذه البيوت فهو نظام هندسي رائع مستمد من نظام التهوية في المدن العراقية القديمة والذي تم تطوير خلال آلاف السنين، حيث توجد مجاري هوائية مبنية تشبه المداخن في المدن الغربية، وتمتد من الأقبية إلى الغرف حيث توجد فتحات في الأقبية والغرف تسمح بدخول أو خروج الهواء منها، وتمتد تلك المجاري إلى أعلى البيت حيث تسمح بمرور تيار هوائي بارد نسبياً يأتي من الأقبية ليخرج في النهاية من أعلى البيت. ان مثل هذا التيار يمنع الهواء من التعفن ويقلل من الرطوبة داخل البيت ويسهل عملية تبديل الهواء بسرعة معقولة لا تؤثر كثيراً على تسخين الجو الداخلي أثناء الصيف أو جلب البرودة أثناء الشتاء.

    تأثير الشعر واللغة والأدب على الوضع العمراني

    لقد اثر الشعر والأدب واللغة على تصميم البصرة العمراني لمدينة البصرة، فقد خصصت مساحة كبيرة من المدينة دعيت بالمربد لخدمة هذا الغرض فكانت هنالك ساحات تنصب فيها السرادقات (المخيمات الكبيرة) يتبارى فيها رجال الشعر، كما كان رجال اللغة يجلسوا هناك بانتظار الأعراب ليأخذوا عنهم فصيح اللغة ،ولهذا الغرض ايضاً بنى بعض الموسرين قصوراً لهم في المربد لتكون مجمع الشعراء والأدباء واللغويين والأعراب، ان هذا قد اثر على هندسة بناء المدينة كثيراً لتستوعب كل تلك المتناقضات في مكان واحد، تستوعب الأعراب وجمالهم وأحمالهم والأدباء ومجالسهم والسرادقات التي كانوا يقيمونها والأثرياء المحبين للشعر والأدب وقصورهم.
    لقد كانت المربد هي التي جمعت كل تلك المتناقضات، وهي منطقة رئيسية من مناطق البصرة، لذا فان النظام العمراني لهذه المنطقة كان مختلفاً عن باقي مناطق البصرة الأخرى.


    تأثير الوضع التجاري على النظام العمراني

    ذكرنا ان البصرة كانت المدينة التجارية الأولى في العالم الإسلامي، لذا كان لهذا الوضع التجاري تأثيرات بالغ على الوضع العمراني للمدينة، فمن تلك التأثيرات إنها جعلت بعض مناطق البصرة مواني تجارية كجنوب البصرة التي كانت تطل على تفرع يأتي من الخليج العربي يعرف اليوم بخور الزبير، حيث كان ذلك الجزء عبارة عن ميناء مزدحم بآلاف السفن المختلفة، لذا فان من المنطق ان تكون تلك المنطقة عبارة عن مخازن للبضاعة ومحلات تجارية وفنادق (خانات) ومطاعم للتجار والبحارة، ومن المؤكد ان تلك المنطقة كانت بعيدة عن الترف والقصور التي ذكرت في كتاب الأغاني وبقية كتب الأدب والتاريخ، وقطعاً لم تكن من المناطق التي يلتقي فيها العشاق والمغنين الذين أسهب كتاب ألف ليلة وليلية وروايات الأصمعي في ذكر أخبارهم. كما كانت هنالك ميناء تجاري آخر للمدينة يبعد عنها اكثر قليلاً من عشرة أميال هو ميناء الابلة الذي يقع على الجهة الغربية من شط العرب والذي هو اليوم جزء من مدينة البصرة الحديثة، حيث كانت الكثير من السفن القادمة إلى البصرة عن طريق البحر ان تذهب إليه لأنها ستنقل بضاعتها من وإلى سفن اصغر حجماً تذهب إلى بغداد وباقي مدن ومناطق العراق عبر نهري الفرات ودجلة.
    أما التأثير الثاني للحركة التجارية على عمران المدينة هو نمو طبقة ثرية من التجار انعكس ثرائها على البذخ في بناء بيوتها وقصورها مما جعل المدينة ترتدي ثياب البذخ والغنى كثاني مدينة في العالم الإسلامي بعد بغداد، ومن المؤكد ان قسماً من أولياءك التجار الأثرياء بنوا قصورهم على شواطئ الأنهار التي تربط بين المدينة وشط العرب ليكونوا على اتصال بين تجارتهم وبين المدينة ويعيشوا في مكان يتمتع بالسحر الطبيعي بين النخيل والأشجار.
    أما التأثير الثالث فان المدينة كانت تصل إليها بعض المواد الأولية اللازمة للبناء والتي تعتبر بذخ زائد عن الحد في مناطق أخرى من العالم الإسلامي، كأنواع الخشب الثمين من الساج والأبنوس والمصنوعات الخشبية كالأبواب ذات الزخارف الجميلة والشبابيك ذات الزجاج الملون والمصنوعات المعدنية النحاسية والحديدية المستخدمة في البناء مما جعل بيوت المدينة وعلى الأخص بيوت الأغنياء تبنى بناءً ممييزاً فيه كثير من الأبهة والبذخ، وبقايا البيوت المكتشفة في المدينة خير شاهد على ذلك، كذلك البيوت التي بنيت في البصرة الحديثة وخلال القرنين الأخيرين والتي كان من المؤكد إنها مستوحاة من تصاميم البصرة القديمة لهي دليل مادي مؤكد.
    الوضع الفكري

    كان للبصرة وضع فكري مميز بها فقد كانت بالاشتراك مع الكوفة تشكل عواصم اللغة الوحيدة في العالم الإسلامية فلم يكن في العالم الإسلامي غير مدرستين للغة لا ثالث لهما هما البصرة والكوفة، وكانت البصرة هي المتفوقة والمتصدرة في هذا المضمار، أما الفقه فكانت هنالك ثلاث مدارس لا رابع لهما، هما الكوفة والبصرة والمدينة (وذلك قبل بناء بغداد)،أما في الشعر فكان الشعراء الكوفيون والبصريون وما زالوا يشكلون دعامة الشعر العربي ونقطة ارتكازه، وكذا الحال في الأدب، أما الفلسفة فقد كان للفلاسفة البصريين باعاً كبيراً مميزاً.
    لم يقتصر النشاط الفكري في البصرة على النشاط الأدبي والفلسفي بل كان لها نصيب لا يستهان به في العلوم، وبالرغم من إنها لم تكن تحتل مركز الصدارة كما هو الحال في اللغة والشعر والفقه إلا ان نصيبها كان لا يستهان به والسبب في ذلك لان العلوم بدأت بعد فترة زمنية من ظهور الحركات الأدبية والشعرية، أي بعد عصر الترجمة، حيث كانت بغداد هي الحاضرة الإسلامية الرئيسية التي استقطبت معظم العلماء في ذلك الوقت.

      الوقت/التاريخ الآن هو الخميس مارس 28, 2024 10:56 am