( والليل اذا يغشى # والنهار اذا تجلى )
.................................................. ..
عن ابن عباس : أن رجلا كانت له نخلة فرعها في دار رجل فقير ذي عيال ، فكان الرجل
اذا جاء فدخل الدار فصعد الى النخلة ليأخذ منها التمر فربما تقع تمرة فيأخذها صبيان
الفقير فينزل من نخلته فيأخذ التمرة من أيديهم ، وان وجدها في فم احدهم أدخل اصبعه
حتى يخرج التمرة من فيه ، فشكا ذلك الرجل الى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : أذهب
ولقي النبي صلى الله عليه وسلم صاحب النخلة فقال له : " أعطني نخلتك التي فرعها
في دار فلان ولك بها نخلة في الجنة " ، فقال الرجل : لقد أعطيت وان لي نخلا كثيرا وما
فيه نخلة أعجب الي من ثمرها .
ثم ذهب الرجل ولقى رجلا كان يسمع الكلام من رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن
صاحب النخلة ، فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : أتعطيني يا رسول الله
ما اعطيت الرجل اِن أنا أخذتها ، قال : " نعم " ، فذهب الرجل فلقي صاحب النخلة ،
ولكليهما نخل ، فقال له صاحب النخلة : أشعرت بأن محمدا صلى الله عليه وسلم
أعطاني بنخلتي المائلة في دار فلان نخلة في الجنة ، فقلت له : لقد أعطيت ولكن
يعجبني ثمرها ولي نخل كثير ما فيه نخلة أعجب الي من ثمرة منها ، فقال له آخر :
أتريد بيعها ، فقال : لا الا أن أعطى بها ما اريد ولا أظن أعطى ، فقال : فكم مناك فيها ،
قال : أربعون نخلة ، قال : لقد جئت بأمر عظيم ، ثم سكت عنه ، فقال له : أنا أعطيتك
أربعين نخلة فأشهد لي ان كنت صادقا ، فدعا قومه فأشهد له .
ثم ذهب الى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له : يا رسول الله ان النخلة قد
صارت لي وهي لك ، فذهب رسول الله صلى الله عليه وسلم الى صاحب الدار فقال له :
" النخلة لك ولعيالك " ، فأنزل الله ( والليل اِذا يغشى ) الى آخر السورة .
وعن عامر بن عبدالله بن الزبير عن أبيه قال : قال أبو قحافة لأبي بكر : أراك تعتق رقابا
ضعافا فلو أنك أعتقت رجالا جلدا يمنعونك ويقومون دونك يا بني ، فقال : يا أبت اِنما
أريد ما عند الله ، فنزلت هذه الآيات ( فأما من أعطى وأتقى ) الى آخر السورة .
وعن عروة : أن أبا بكر الصديق أعتق سبعة كلهم يعذب في الله ، وفيه
نزلت ( وسيجنبها الأتقى ) الى آخر السورة .
وعن ابن الزبير قال : نزلت هذه الآية ( وما لأحد عنده من نعمة تجزى ) الى آخرها
في أبو بكر الصديق رضي الله عنه .