منتديات ضياء الشاهــر

اهلا بك اخي الزائر الكريم في منتداك تكرم بالتسجيل وساهم تما لديك بين اخوتك

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

منتديات ضياء الشاهــر

اهلا بك اخي الزائر الكريم في منتداك تكرم بالتسجيل وساهم تما لديك بين اخوتك

منتديات ضياء الشاهــر

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتديات ضياء الشاهــر

منتدانـَِاا مميزٍَ يحتوي عٍَِ شعر ونثرَِ وقصائدٍَ ورواياتٍَ وافكار وأرشاداتٍَِ.


    تاريخ قبيلة العبيد ج4

    ضياءالشاهر
    ضياءالشاهر
    ~المدير العــام~
    ~المدير العــام~


    ذكر عدد المساهمات : 3974
    نقــاطي : 23292
    التقيـــيــم : 66
    تاريخ التسجيل : 09/02/2011
    العمر : 66
    الموقع : العراق ..الفلوجه .
    المزاج : رايق

     تاريخ قبيلة العبيد ج4  Empty تاريخ قبيلة العبيد ج4

    مُساهمة من طرف ضياءالشاهر الأحد يونيو 05, 2011 7:24 am

    سارت هذه الحملة والتقت بعصابة عجم محمد وأحمد أغا، ولم تعتم أن مزقتها وأخذت تطارد فلولها المهزومة حتى مندلي حيث ظفرت بها هناك وأعملت في رقاب أفرادها السيف، فأفنت معظم رجالها وأسرت نحوا من مائتين. أما عجم محمد وأحمد أغا فقد تمكنا من الفرار مع نفر قليل لائذين بجبال لورستان المنيعة في إيران، وعاد جيش بغداد ظافرا. وغادر سليم سري أفندي بغداد قاصدا الأستانة، حيث وجد لدى وصوله ديار بكر أمرا من السلطان يقضي بحبسه فسجن(59).
    وفي أوائل سنة 1193هـ/ 1779م عاد عجم محمد وزميله إلى أعمال الشقاوة، فانحدرا من جبال إيــران وصـارا يشنان الغارات علــى القـــرى المتاخمــة لبغـداد كما كانا يفعــلان في السابق. وأخذا يقطعان الطرق على التجار والقوافل، وحسن باشا محتار في أمرهما لا يدري ماذا يفعل، إلى أن ضج سكان بغداد بالشكوى ولم يعد في قوس صبرهم منزع، فقرروا فيما بينهم اتخاذ التدابير بأنفسهم واتفقوا على طرد الوالي حسن باشا لما أظهره من عجز وتراخ، وهموا به وكادوا لو لم يفطن إلى الخطر المحدق به، فاهتبل الليل وتستر بالظلام وخرج من بغداد إلى الجانب الغربي منها، وبعد سبعة أيام سار قاصدا ديار بكر بعد أن بقي يحكم بغداد سبعة أشهر.
    ثورة سليمان الشاوي
    كانت أسرة الشاوي في بغداد من أعرق الأسر البغدادية، وقد نبغ منها رجال عظام أسدوا خدمات جليلة للعراق. وكان سليمان الشاوي عميد الأسرة في حينه من أخطر الشخصيات في بغداد، عرف بالشجاعة والكرم ودماثة الطبع وسعة الاطلاع وسداد الرأي، وكانت له الكلمة النافذة بين قومه وسمعة شعبية بين القبائل العربية حول إيالة بغداد بوصفه شيخ مشايخ العبيد. ولم يكن يتكتم من انتقاد حكم المماليك في العراق والشكوى الصريحة من استبدادهم وظلمهم.
    وقد قرب الوالي سليمان باشا عميد أسرة الشاوي هذا، وكان يستشيره في أكثر الأمور ويستنصحه بما حزمه من الأمر وجهل به، وكان موقف الشاوي من الوالي جديا صريحا خاليا من المجاملة والزلفى والتعظيم، بل مشوبا أحيانا ببعض الأنفة والتعاظم، لأنه كان يحتقر في قرارة نفسه أولئك الغاصبين الذين سرقوا خيرات البلاد وحكموها رغم أنف أبنائها.
    سارت الأمور سيرا طبيعيا في الفترة الأولى من حكم الوالي سليمان باشا، ثم ظهر في الأفق بوادر غيوم وأكفهر الجو. فقد أخذ الوالي يفقد تدريجيا نشاطه وحماسته في إدارة أمور الإيالة، وأوكل الموضوع إلى مملوك له اسمه (أحمد أغا المهردار)(61)، وما لبث هذا المملوك المغمور أن سيطر على كل شيء، فلم يعد تفلت من يده صغيرة أو كبيرة، وصار المرجع الأعلى والمقصد الأرفع لكل الزعماء والنبلاء. وكأني بالعميد الشاوي الذي لم يكن يحفل بالوالي نفسه إلا على مضض، فكان يستنكف أن يسير في ركاب هذا المملوك الحقير.
    فما لبث أن اشتدت العداوة بين الاثنين وأخذ الشقاق يتسع بينهما يوما بعد يوم، ثم زاد الطين بلة أن تقريب أحمد أغا قضى على آخر أمل للشاوي بمنصبه الكتخدائية الذي كان يطمح إليه وهو أحق به من غيره باعتباره مدرسة يتخرج منها ولاة بغداد. كما أنه في الوقت نفسه دعامة قوية يرتكز عليها حكم المماليك في العراق، فلا سبيل لسليمان الكبير إلى التفريط به وإناطته بعراقي عربي. وحاول أن يصلح بين الطرفين المتخاصمين ويزيل العداوة والبغضاء فلم تثمر مساعيه، وكان من الطبيعي أن يلتزم جانب المماليك لكونهم بطانته وجنوده المخلصين وبني جلدته(62).
    وبذلك تحرج مركز الشاوي في بغداد ولم يعد يقوى على البقاء فيها وإلا استهدف إلى خطر عظيم، لأن المهردار سريع الضربة عبقري في حياكة المؤامرات. فسارع إلى الفرار لاجئاً إلى هور عكركوف حيث ضرب خيامه هناك، وسرعان ما التفتت حوله قبيلته العظيمة مع قبائل عربية أخرى، وظل على اتصال دائم بأتباعه في بغداد، وكانوا يرقبون له حركات الحكومة والتدابير التي تنوي اتخاذها بحقه.
    وكانت الحكومة قد سيرت حملة عسكرية بقيادة عدوه اللدود أحمد أغا، فلما علم بذلك أمر القبائل المنضمة إليـه بترك مواشيهـم وحوائجهـم في محلهــا ومغادرة مخيماتهـم والاتجــاه صوب الخابور. وبوصول حملة المهردار ورؤيتها خلو المخيم استولت على ما تركته قبائل العبيد وعادت إلى بغداد. وصدر الأمر بتعيين أحمد أغا كتخدا لقاء نجاحه في الحملة (63).
    معركة الفلوجة
    وفي سنة 1200هـ/ 1785م عاد الأمير علي الحمد بالاتفاق مع سليمان بك الشاوي إلى تأجيج نار الثورة مرة أخرى، حيث نظم الأمير سليمان مع الأمير علي الحمد قوات قبيلة العبيد في منطقة سنجار، وانضم إليهم أشقاء الأمير سليمان محمد وعبد العزيز بعد فرارهم من بغداد، وفي الحال زحفت القبيلة على بغداد، فأرسل الوالي حملة بقيادة خالد أغا كتخدا البوابين.
    وفي منطقة الفلوجة دارت معركة عظيمة قادها الأمير أحمد بك بن سليمان بن الشاوي، وهزمت وتقهقرت قوات الوالي إلى الخلف بعد أن تكبدت خسائر جسيمة.
    وواصلت قوات العبيد زحفها نحو بغداد حتى أشرفت عليها وخيمت قريبا من مرقد منصور الحلاج، فارتاعت حكومة بغداد وأحست بدنو النهاية، وكادت المدينة أن تستسلم بعد أن أعلن جانب الكرخ حيث يقيم آل الشاوي تأييده للثورة، وشرع الوالي يجمع ما يستطيع جمعه من المشاة والخيالة والمدفعية، ثم أمر بسوق عدد كبير من سكان بغداد إلى الجندية، وتولى هو القيادة العامة حتى اجتمع لديه قوات متفوقة لمحاربة قوات العبيد(64).
    ودارت معركة ضارية قرب بغداد كانت نتيجتها فشل قبيلة العبيد، عاد على أثرها الأمير علي الحمد وجماعته إلى سنجار، والتجأ الأمير سليمان الشاوي وأتباعه إلى رئيس عشائر المنتفق الشيخ ثويني الذي سارع بإعلان تأييده للشاوي، ثم انضم إلى الاثنين الشيخ حمد الحمود رئيس عشيرة الخزاعل، وبهذا تم اتحاد جميع القبائل العربية التي تسكن الفرات الأوسط والأدنى، وشكلت حلفا قويا أعلن عصيانه على حكومة بغداد.

    تحرير البصرة
    اتجهت القبائل المتحالفة إلى البصرة واحتلتها وطردت متسلمها إبراهيم أفندي وأرسلته مخفوراً إلى مسقط وصودرت أمواله، وبذلك تم للثوار العرب احتلال جنوب العراق برمته. وكان لهذه الموفقيات العربية أثرها السيئ في نفس الوالي، وكالعادة أصدر أمره إلى حكام كردستان بالمعاونة، فأنشغل قدوم جيش إبراهيم باشا الباباني متصرف ألوية كويسنجق وحرير وبابان، وعبدالفتاح الباباني متصرف أدرنة وباجلان بتجنيد المتطوعين وإمداد جيشهما بالعتاد مما أثار غضب الوالي وريبته في أنهما لا ينويان المعاونة، فما كان منه إلا أن قبض عليهما بعد قدومهما إلى بغداد وأقصاهما عن منصبيهما، وعين عبد القادر باشا متصرفا لألوية بابان وحرير وكويسنجق، وعين عثمان باشا بن محمود باشا متصرفاً للوائي أدرنة وباجلان.
    ثم تسلم قيادة جيشي الأكراد بالإضافة إلى جيش بغداد وسار إلى البصرة. وأمر بإرسال سفينتين حربيتين في الفرات لتعزيز جيشه، حتى بلغ عدد جنود الحملة زهاء عشرين ألف مقاتل نصفها من المشاة ونصفها الآخر من الخيالة.
    وفي محرم سنة 1202هـ/ 1787م اصطدمت هذه القوة بالثوار في موقع يعرف بـ (أم الحنطة) بالقرب من مدينة البصرة، ودارت المعركة حامية بين الطرفين انتهت بانتصار الوالي . وقد ترك الثوار نحوا من ثلاثة آلاف قتيل في ساحة المعركة مع غنائم حربية كثيرة. وهكذا قضي على أخطر ثورة عربية قامت في وجه الحكام المماليك في العراق.
    وتوجه سليمان الشاوي مع عشائره إلى البادية ومكث مدة هناك، لا يستقر في بقعة حتى مل حياة التشرد، وأظهر للوالي ندامته وطلب العفو مع الرغبة في الركون إلى السكينة. فقبل الوالي طلبه ومنعه من الإقامة في بغداد، فاختار السكنى في (قره اورمان)(65) وهي من مقاطعاته وضياعه وأمر الوالي بأن تعاد إليه جميع أمواله وممتلكاته المصادرة، كما سمح لباقي أسرته أن يعودوا إلى بغداد(66).
    وفي سنة 1205هـ/ 1790م لجأ عجم محمد بعد عودته إلى بغداد دخيلا لدى الأمير سليمان الشاوي الذي قبل دخالته ودافع عنه بالسيف كعادة العرب في ذلك الزمن، وترك بغداد معه وهرب عجم محمد إلى مصر حيث توفي هناك(67).
    وهكذا عاد الحاج النبيل والعربي المؤمن إلى حياة التشرد والكفاح بعد أن لم يذق طعم الراحة والهدوء، ومن سخرية القدر أن تجعل منه المصيبة في هذه المرة قريناً لخسيس منحط مثل عجم محمد، ويضعه الإباء العربي مع مدجل أفاق في ميزان واحد، ولكنه ماذا يفعل بعد أن أصبح مضطراً لأن يركب هذا المركب الخشن، وللضرورة أحكامها(68).
    للمزيد من مواضيعي


      الوقت/التاريخ الآن هو الخميس مايو 02, 2024 4:58 pm